أكد أن التكنولوجيا المالية أولوية غالبية البنوك
عادل الماجد: تعاون بين «بوبيان» و«زين» في المحفظة الإلكترونية
تكامل المصارف و«الفنتك» أفضل من منافسة شبه محسومة
المعركة الحالية حول استقطاب أفضل المواهب ويجب تطوير المناهج
أجمع المتحدثون في الجلسة الثانية من مؤتمر «صياغة المستقبل»، على ضرروة أن تواكب البنوك التطورات الرقمية، التي أدخلتها شركات التكنولوجيا المالية «FINTECH»، سعياً منها للحفاظ على وجودها في السوق، وتلبية متطلبات العملاء المتغيرة بشكل سريع اليوم.
وعقدت الجلسة الثانية من المؤتمر تحت عنوان «إعادة تشكيل الخدمات المالية عبر التقنيات والابتكارات»، بمشاركة رئيس اتحاد مصارف الكويت، ونائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لبنك بوبيان، عادل عبدالوهاب الماجد، ورئيس الإستراتيجيات والتقنيات المالية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في شركة «TD.H» أوتو ويليامز، ومؤسسة «إيست تشين» أنوار المحاميد.
وفي هذا الخصوص، قال الماجد إن الابتكارات والتقنيات المالية، تتطور بسرعة هائلة ووتيرة مذهلة، كونها تضم كماً هائلاً من الفرص الاستثمارية، يشهد لها ارتفاع إجمالي الاستثمارات فيها من 9 مليارات دولار في 2012، إلى ما يقدر بقرابة 120 مليار دولار بنهاية 2018.
ولفت إلى أن أحد أكبر التحديات المتعلقة بالتقنيات المالية، التعرف عليها، وتطبيقها في صورة خدمات وإدماجها في النظم التقليدية القائمة، فضلاً عن ضرورة تبني ثقافة جديدة في إدارة الأعمال، ما يعني مهارات جديدة على كل الاصعدة، واستثماراً في العنصر البشري تأهيلاً وتدريباً ورفعاً لمستوى مهاراته.
وأرجع الماجد النجاح الهائل لشركات التكنولوجيا المالية، إلى مجموعة اسباب، أبرزها إتاحة الخدمات المميزة لجميع فئات العملاء، والابتعاد عن النماذج المصرفية التقليدية المماثلة لخدمات البنوك، وتجربة العملاء التي تعتمد على الخدمات التكنولوجية المطورة من خلال تطبيقات سهلة الاستخدام عبر الهاتف النقّال وغيرها.
المزيد لم يظهر
وقال الماجد إنه بالنظر إلى الاستثمارات التي تم ضخها، من رؤوس أموال شركات الاستثمار حول العالم، في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، فإن الولايات المتحدة تتصدر المشهد بحجم استثمارات في العام الماضي، بلغ 31.6 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة بـ 5.4 مليار دولار، وأوروبا 4.4 مليار دولار.
وأشار إلى أن التكنولوجيا سهلت الحياة إلى أبعد الحدود، إلا أن هناك المزيد الذي لم يظهر بعد، متابعاً أن التكنولوجيا الرقمية دائمة التطور بوتيرة ضخمة في الواقع، حتى بات الاقتصاديون يطلقون على هذا العصر لقب «الثورة الصناعية الرابعة».
وأكد الماجد أنه من الواضح للجميع أن العالم لا يمر بتغيير فحسب، بل يتم خلخلته جذرياً من قبل التكنولوجيا، إذ ان هناك العديد من القطاعات التقليدية مثل قطاعات الرعاية الصحية والتجزئة وعدة قطاعات أخرى والتي تحولت بشكلٍ كامل نتيجةً للتقنيات الحديثة.
بنوك المستقبل
واستعرض الماجد انعكاسات هذه التطورات على حجم مستخدمي المعاملات المالية، مشيراً إلى انه في عام 2011 كان هناك 2.7 مليار شخص، غير قادرين على إجراء أي معاملات مالية، ومنوهاً بأنه بسبب التطور الهائل في المدفوعات الإلكترونية، خارج إطار البنوك، اصبح الرقم أقل من 1.5 مليار شخص، ما يعني أن المدفوعات الإلكترونية ساهمت في دخول مليار شخص خلال 7 سنوات للاستفادة من فرصة للمنظومة المالية
وقال إنه يجب على البنوك أن تقوم بإعادة ترتيب أمورها، للعمل بشكل أكثر مرونة، وأن تخرج عن المألوف خارج إطــار الإجراءات الرسمية الصارمة، التي تم وضعهــا في السابق.
وشدد على أن الضرورة التي يستدعيهــا هذا الوقت، هي الإقرار بالتغييرات التي تحدث فيمـا يتعلق بالتكنولوجيا وتطلعــات العملاء، لتقديم الخدمات والمنتجــات بشكل أسرع وأكثر ملاءمة.
وتابع أنه فيما يتعلق بدمج هذه التكنولوجيا في البنوك، فإن معظم البنوك حسب الاستبيانات المنتظمة تقول إنها تنظر بشكلٍ فعّال في تبني التكنولوجيا المالية كأولوية رئيسية.
وشدد الماجد على أنه يجب أن تحرص البنوك، على أن تكون لديها القدرة على الفوز بهذه المعارك على جميع الجبهات، معتبراً أن الإخفاق في أي من هذه المجالات قد يضع استمراريتها على المحك.
التعاون مع الآخرين
ولفت الماجد إلى التعاون المشترك بين البنك وبين شركة زين للاتصالات، في مجال المحفظة الإلكترونية «Digital Wallet»، والذي سيتم الإعلان عن تفاصيله، بعد الحصول على الموافقات الرسمية المطلوبة.
وقال إن الاتفاق والتعاون المتوقع، يشكل نموذجاً لتعاون البنوك مع شركات الاتصالات، للاستفادة من قاعدة العملاء لدى الطرفين.
وبيّن الماجد أنه تمت إعادة هيكلة بعض إدارات وأنشطة البنك وآلية العمل الداخلية، بما يتناسب مع التطورات العالمية، مع استحداث إدارة جديدة للقيام بمهام ربما لم تكن موجودة اصلاً، أو لم تكن بالحجم الذي هي عليه الآن، كاشفاً عن إنشاء مركز الابتكار والإبداع INNOVATION CENTER .
وتابع « لم تنطلق رحلتنا الرقمية أو رحلة الابتكــار من نقطة التصميم، بل من التركيز على خدمة العملاء وراحتهم وابتكار المنتجات المصرفية، والخدمات التي تناسبهم وتلبي تطلعاتهم».
ورأى أنه في الوقت الذي يؤمن «بوبيان»، بأن شركات التكنولوجيا المالية هي المستقبل، فإن التعاون والتكامل بينها وبين البنوك أفضل من الدخول في منافسة معها، كاشفاً أنه لذلك أبدى البنك اهتماماً كبيراً بالابتكار والشراكة مع شركات التكنولوجيا المالية.
ونوّه بمشاركة البنك بشكلٍ فعّال في منظومة الشركات الناشئة في الكويت، وأنه عمل مع الشركات الناشئة، إلى جانب التعاون مع منصة «Plug and Play» العالمية لكي تفتح باباً على شركات التكنولوجيا المالية حول العالم.
الفاعلية والموهبة
وأشار الماجد إلى أنه رغم الدخول المتوقع في معارك محتملة، فإن أهمها من وجهة نظره معركة الفاعلية، إذ إنه وبحسب الدراسات، تتكبد للبنوك على المستوى العالمي 400 مليار دولار كل عام يتم في صورة تكاليف مباشرة، عبر تحويل العملاء التقليدين إلى عملاء رقميين، الأمر الذي يمكن أن يكون أقل تكلفة للخدمة بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90 في المئة بحسب مؤسسة «ماكينزي».
وأضاف أن هذه فرصة كبيرة يمكن استغلالها والتركيز عليها من قبل البنوك، إذ إنه وعبر المشاركة في معركة الفاعلية، يمكن للبنوك أن تستفيد بشكلٍ مضاعف، ولن يكون لها القدرة على التفاعل بشكلٍ أكبر مع العملاء وتحقيق معدلات رضا أفضل فحسب، بل يمكنها أيضاً تحسين العمليات التي تعمل على تقليل التكلفة.
وأكد الماجد أن معركة الفاعلية مهمة للغاية بالنسبة للبنوك، في سبيل الفوز عبر الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات، إذ يجب على البنوك استخدام البيانات لتحسين نماذج التحليل التي يمكن التنبؤ بها، على صعيد الفاعلية التشغيلية والتخطيط، وبالنسبة لتوقع سلوك المستهلكين وما يفضلونه.
وأشار إلى أن المعركة الثانية هي معركة الموهبة، والتي لا تقل أهمية، مبيناً أن القطاع المصرفي يمر بنقلة جذرية، إذ ستقوم البنوك بتوسعة نطاق التوظيف، وجذب أنواع جديدة من المواهب، كما ستكون بحاجة إلى مهارات جديدة للمستقبل، بما يتفق مع نماذج الأعمال المتغيرة الخاصة بها، ولفهم احتياجات العملاء بشكلٍ أكبر.
وأضاف الماجد أن البنوك ستحتاج أيضاً إلى خبراء وباحثي البيانات والمختصين، في مجال الذكاء الاصطناعي ومصممي المواد المرئية، والتسويق الرقمي، وخبراء الإعلام والمطورين والمختصين في مجال جودة الخدمة.
وتابع أن البنوك ستحتاج أيضاً إلى تعيين المتخصصين في المجالات النفسية والفلسفية، بالإضافة إلى المهارات المتنوعة الأخرى التي يمكن أن تقدم تصورات جديدة.
المنصوري: «فنتك» خطر قادم على البنوك
قال محافظ البنك المركزي الإماراتي مبارك المنصوري، إن الكثير من البنوك باتت تتعاون مع مؤسسات التكنولوجيا المالية (فنتك) لأنها تعلم بأنها خطر قادم ومن الأفضل التكامل معها في تقديم الخدمات.
وأكد خلال الجلسة أهمية التقنيات التكنولوجية الحديثة في تحقيق كفاءة أكثر تساعد في كيفية التنظيم والرقابة والتشريع وتدارك المخاطر الوشيكة.
وذكر أن الشركات الكبيرة التي تقدّم خدمات الـ«فنتك» بدأت تشكل خطراً على البنوك، إذ يمكن الآن لأي مستخدم «فيسبوك» أن يقوم بتحويلات مالية عبر حسابه من أي مكان في العالم.