كوخافي يطلب من قائد «اليونيفيل» وقف مشروع «الصواريخ الدقيقة»
منطاد تجسّسي إسرائيلي قبالة ميس الجبل ووزراء يعتبرون حادث الأحد «مجرد فاصل صغير»
- إذاعة الجيش: كانت تفصلنا 30 دقيقة عن الحرب
- المعارضة تتهم نتنياهو بالإضرار بـ «سياسة الغموض»
أكد وزراء إسرائيليون، أمس، أن حكومتهم مصممة على الاستمرار في هجماتها لمنع وصول أي أسلحة متطورة إلى «حزب الله».
وفي حين واصلت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها، أطلق الجيش منطاداً تجسسياً قبالة قرية ميس الجبل، واستأنف تسيير دورياته على طول خط الحدود مع لبنان.
وأكد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ان الجيش تمتع بحزم ومسؤولية. وتعهد مواصلة «القيام بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل بحراً وبراً وجواً، والعمل ضد التهديد الذي تشكله الصواريخ الدقيقة».
وقال وزير الطاقة عضو مجلس الوزراء المصغّر يوفال شتاينتس، إن «حادث الأحد انتهى، وهو مجرد فاصل صغير ضمن هذه الحملة العسكرية الواسعة التي يرى الناس فقط طرف حبلها»، مشيراً إلى أن «الجيش يعمل سرا وعلانية وليلا ونهارا لمنع وصول أسلحة دقيقة ومتطورة إلى الحزب، وكذلك ضد تموضع إيران في دول الجوار».
وأعلن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، أنه في حال تم الشروع بحملة عسكرية واسعة «فستكون في وقت مناسب لإسرائيل أمنيا وعسكرياً»، مؤكدا أن الجيش «مستعد لكل سيناريو ممكن».
وأشار إلى أن إسرائيل «ستواصل عملياتها من أجل حماية أمنها وأمن سكانها»، متهماً «إيران و(حزب الله) بمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة».
وقال وزير الهجرة والاستيعاب عضو «الكابنيت» يؤاف غالانت، إن إسرائيل «لا تريد الوصول للنقطة التي يجر فيها (حزب الله)، لبنان إلى الحرب»، مشيراً إلى أن «أي حرب مقبلة في لبنان تعني إعادة البلاد إلى العصر الحجري».
وفي السياق، طالب رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، من قائد قوات «اليونيفيل» الدولية في جنوب لبنان، بـ«ضرورة وضع حد لمشروع الصواريخ الدقيقة الإيرانية في لبنان».
وأكد خلال لقائه الجنرال ستيفانو دل كول، «ضرورة أن تعمل اليونيفيل على إلزام حزب الله ولبنان بتنفيذ القرار 1701 عن كثب وبشكل دقيق».
وشدد على أن الجيش «مصمم على منع امتلاك (حزب الله) لصواريخ دقيقة».
وفي حين أبدت المعارضة دعمها للجيش، شنت هجوماً على نتنياهو، بعد اتهامه بالإضرار بـ«سياسة الغموض»، ما كاد يتسبب بحرب.
وقال بيني غانتس، زعيم حزب أزرق- أبيض، إن «هناك أشياء يجب عدم الحديث عنها وأن الغموض يخدم إسرائيل في معظم الحالات».
ودعا جنرال الاحتياط ومنسق الأنشطة السابق إيتان دانغوت، إلى العودة لـ»سياسة الغموض»، مشيراً إلى أن «حزب الله بات يعرف قواعد اللعبة جيداً وأنه قد يجر لبنان إلى حرب كما حاول فعل ذلك بسورية».
وتوقعت التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية، أمس، أن التوتر على الحدود الشمالية، «يقترب من نهايته»، في أعقاب إطلاق خلية تابعة للحزب بضع قذائف مضادة للمدرعات على موقع عسكري في بلدة أفيفيم الحدودية، وإصابة ناقلة جند خالية من الجنود، وتلا ذلك رد الجيش بـ100 قذيفة مدفعية في اتجاه جنوب لبنان، من دون وقوع خسائر بشرية في الجانبين.
ورغم ذلك، لا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب عالية عند الحدود، تحسبا من «مفاجأة» قد يقدم عليها الحزب.
وذكرت إذاعة الجيش أن «الدولة العبرية و(حزب الله ) كانت تفصلهما 30 دقيقة فقط عن الحرب».
ونقلت مساء الأحد عن مراسلها في موقع الحدث قرب مستوطنة أفيفيم على الحدود، أن المركبة التي دمرها الحزب، كانت خالية لحظة إصابتها، لكن جنوداً كانوا بداخلها قبل نصف ساعة فقط من الضربة.
وفي ما يتعلق بنوع المركبة، قال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكس، إنها كانت سيارة إسعاف تحمل شارة نجمة داوود باللون الأحمر، لكنه عدل تصريحه في وقت لاحق، موضحاً أن المركبة كانت تستخدم كسيارة إسعاف فعلا، لكنها لم تحمل الشارة المناسبة.
واعتبر المحلل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، «مني بفشل ذريع» و«لم يحصل على قطعة اللحم التي أرادها»، لأن الهجوم «لم يسبب ألما لإسرائيل من أجل ردعها عن مواصلة الهجمات المنسوبة لها في لبنان»، بعد أن «كانت لديه شرعية مطلقة في لبنان بشن هجوم واحد».
وأضاف أنه «لم تعد هناك شرعية لنصرالله، لا داخل لبنان ولا خارجه، لشن هجوم ثانٍ. بل على العكس، هجوم ثانٍ سيصوره كمن يستبيح أمن لبنان ويمنح إسرائيل شرعية لتوسيع نيرانها».
وعن «الخدعة» التي قام بها الجيش الإسرائيلي، بنقل جنود بمروحية عسكرية إلى مستشفى رمبام في حيفا على أنهم مصابون، قال فيشمان: «ثمة احتمالان: إما أن (حزب الله) اختار عمداً هذه الأهداف مع علمه أنه لن يكون هناك أي مصابين، والجيش الإسرائيلي تعاون، أو أنه علم ببساطة أنه وقع في الفخ».
وكتب المحلل العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، أنه «كما تبدو الأمور الآن، فإن من الجائز أن هذه نهاية جولة العنف الحالية، رغم أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى الحفاظ على مستوى تأهب مرتفع على طول الحدود، لأيام مقبلة على الأقل، من أجل التأكد من أن (حزب الله) لا يُعدّ له مفاجأة أخرى».
وأضاف أن «الردع المتبادل ما زال مؤثرا. ويبدو أن الأمين العام المخضرم سيطر على المقود ولجم أفكاراً ربما تعالت في القيادة العملياتية في الحزب حول تشديد الرد المخطط تجاه الجيش الإسرائيلي. وإذا جاء رد آخر من جانب (حزب الله)، فهذا سيكون مؤشراً بأن إسرائيل سارعت بالاحتفال بالنجاح».
وحسب المحلل العسكري في «يسرائيل هيوم»، يوءاف ليمور، فإن احتمال شن الحزب هجوم آخر «ما زال قائماً... رغم أن (حزب الله) تذرع برده على مقتل ناشطين خلال إحباط عملية الدرونات في الجولان السوري، الأسبوع الماضي، لكنه سعى إلى الانتقام بالأساس لضرب جهاز تحسين دقة الصواريخ في الضاحية» الجنوبية لبيروت.