واضح

المطبخ الكويتي لن ينتج أكلاً لذيذاً!

تصغير
تكبير

المطبخ الذي تنتظر منه أكلاً لذيذاً صحياً مناسباً، هو عبارة عن معدات وعوامل وأدوات عدة، فأنت بحاجة إلى مصدر جيد للنار، وأدوات طبخ مناسبة ومواد غذائية ذات مواصفات محددة لكل طبخة ومثلها بهارات وطباخ ماهر، لتخرج لك في النهاية طبخة تحقق غرضها في الإمتاع والشبع واللذة والصحة، قد تنقصك في مطبخك بعض هذه العوامل مثلاً أو ينقصك نوع من أنواع البهارات أو الكماليات في الأكل، لكنك قادر بمهارتك استبادله بآخر من دون تأثير على لذة الطبخة أو إمتاعها أو شرائطها الصحية، والعكس بالعكس، فقد تملك أفضل أدوات الطبخ بأفضل أنواع الأكل والبهارات لكنها بيد من لا يجيد الطبخ أبدا فستخرج النتائج سيئة ولا بد، ولو كان الطباخ ماهراً وتحت يده مواد غذائية فاسدة فما عساه أن يفعل بها؟ لا شيء طبعا! هكذا هي الأمور في المطبخ، لا بد أن تتكامل مع بعضها ليخرج الناتج جيداً أو ممتازاً أو مقبولاً، كلٌ بحسبه.
في الحالة السياسية الكويتية نحن ومنذ قرابة 60 سنة مشغولون بمناقشة وعلاج طبخاتنا السياسية التي لا تروق لنا، وجدالنا يدور حول هذه الطبخات، إما لسوء لحمها أو قلة بهاراتها أو عدم مناسبتها صحياً أو لكثرة ملحها، تدور حالتنا السياسية كلها حول هذا منذ أن نشأت هذه الحالة السياسية بهذا الشكل في الكويت، إلا أن الحقيقة أن من العبث أن نناقش آثار هذا المطبخ السياسي لأن المشكلة تكمن في مطبخنا لا في آثاره، وأن مطبخنا السياسي لن يكون نتاجه إلا هكذا «طبخات» مهما تجادل المجتمع في كمية الملح والبهارات وجودة اللحم وغيره، مطبخنا السياسي لن يصدر إلا مثل هذه الحالة المتأزمة منذ زمن طال أو قصر.
سياسياً... المطبخ السياسي لا يعني الحكومة فقط بل هو خليط عملي ما بين الحكومة والجسد السياسي والمجتمعي والإعلامي، كل هؤلاء يشكلون المطبخ، وإن كان لا أحد ينكر أن الحكومة مسؤولة تماماً عن كل هذا لامتلاكها خيوط اللعبة على أي حال، لكنها ليست اللاعب أو المكون الوحيد في المطبخ!
مطبخنا السياسي هذا آخر إنتاجه، لن يأتينا بأي «طعام» جديد يشبع جوعنا ويناسب قطار التطور الذي ركبته الدنيا وظللنا نحن على كراسي الانتظار في «المحطة»، إنه يحتاج إلى مصدر نار قوي وجديد ويحتاج إلى أدوات طبخ غير تلك القديمة، وإلى مواد غذائية صالحة وبهارات طازجة وطباخ يجيد فنون الطبخ التي تتطور وتتجدد يومياً، وهذا ما لم ولن يحدث!
لسنا معنيين هنا بنصائح إشعال الشمعة وسط حلكة سواد الظلام، لكننا فقط لترتاح هذه المجتمعات من الطحن الذي تمارسه يومياً، وهي تحرق ما تبقى لها من أعصاب وهي تنتقد ما تعايشه كل لحظة من أخطاء... ضجيج وعويل هذه المطاحن النقدية اليومية لن يفيد ما لم نصلح مطبخنا!

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي