الولايات المتحدة و«طالبان» تقتربان من إبرام اتفاق وسط احتدام المعارك
قال مسؤول أميركي كبير اليوم إن مفاوضين من الولايات المتحدة وحركة طالبان بصدد التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحد من القتال ويسمح بإجراء محادثات سلام شاملة بين الأفغان، في حين هاجم مقاتلو طالبان مدينة ثانية في شمال أفغانستان.
وقال الديبلوماسي الأميركي المولود في أفغانستان والذي يشرف على المفاوضات زلماي خليل زاد، إنه سيتوجه إلى العاصمة الأفغانية كابول اليوم للتشاور بعد اختتام جولة المحادثات التاسعة مع طالبان في قطر.
وأضاف «نحن على أعتاب اتفاق من شأنه خفض العنف وفتح الباب للأفغان كي يجلسوا معا للتفاوض على سلام مشرف ومستدام وعلى أفغانستان موحدة ذات سيادة لا تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها أو أي دولة أخرى».
جاء التعليق في حين هاجم مقاتلو طالبان بل خمري في إقليم بلخ بشمال البلاد بعد يوم من استعراض مئات المقاتلين للقوة عندما اجتاحوا مناطق من مدينة قندوز الاستراتيجية.
وفي حين كانت قندوز هادئة بعد عمليات تطهير لطرد المتمردين، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي إن مقاتلين سيطروا على مواقع في منطقتين ببل خمري ويخوضون معارك مع قوات الأمن.
وقال رئيس المجلس الإقليمي في بغلان سافدار محسنى «أغلقت المدينة بالكامل... إذا لم تتخذ الحكومة المركزية إجراء سريعا، فقد يزداد الوضع سوءا».
ومع اقتراب ختام المحادثات في الدوحة، تؤكد المعارك الأخيرة في أفغانستان على عزم طالبان إبرام أي اتفاق من موضع قوة في ساحة المعركة.
ولم يخض خليل زاد في تفاصيل الاتفاق المتوقع أن ينسحب بموجبه آلاف من القوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات من طالبان بألا تسمح باستخدام متشددين أفغانستان قاعدة لشن هجمات في الخارج.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان سهيل شاهين في الدوحة إن الجانبين في مرحلة مناقشة اللمسات الأخيرة على القضايا الفنية بعد الانتهاء من جولات المحادثات الحالية بنجاح.
وأضاف «نحن على وشك إنهاء الغزو والتوصل إلى حل سلمي لأفغانستان».
ولن ينهي الاتفاق من تلقاء نفسه القتال بين طالبان وقوات الأمن الأفغانية، لكن سيبدأ ما يعرف بمحادثات السلام «بين الأفغان»، والتي من المتوقع أن تعقد في العاصمة النرويجية أوسلو.
بيد أنه لم يتضح ما إذا كانت طالبان ستوافق على التحدث بشكل مباشر مع حكومة الرئيس أشرف غني المدعومة من الغرب، والتي تعتبرها الحركة نظاما غير مشروع فرضه الغرب.
وقال بعض مسؤولي طالبان إنهم لن يوافقوا على إجراء محادثات مع المسؤولين الأفغان إلا بصفتهم الشخصية وليس كممثلين للدولة، وإنهم سيظلوا يعارضون الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر.
ولم يتضح ما إذا كان الاتفاق سيشمل انسحاب جميع القوات الأميركية وعددها 14500 من أفغانستان أو كم ستستغرق مدة الانسحاب.