ضوء

ما بين الإنسان العربي والغربي (2)

No Image
تصغير
تكبير

تناولنا في مقال سابق أثر وتأثير السلطات الدينية والاجتماعية والثقافية على الفروقات بين الإنسان العربي والغربي، ونواصل في مقالنا الحالي وبموضوعية الحديث عن أثر وتأثير بقية السلطات على الفروقات بين العرب والغرب، مع التأكيد على نسبية الأمور في كل الاختلافات.
فالسلطة الاقتصادية تظهر مثلاً في النظام الاقتصادي المسيطر والسائد، إن كان نظاماً رأسمالياً أم اشتراكياً، وغالبية المجتمعات العربية لا مجتمعات رأسمالية تقوم على الفرد ولا مجتمعات اشتراكية تقوم على الجماعة، بل تشجع على الاتكالية والاستهلاك واستيراد البضائع، من الإبرة إلى المأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكل شيء تقريباً مستورد، لذلك لا يمكن أن يشعر الإنسان العربي بالكرامة والاعتداد بالنفس في اللاوعي، لأنه يشعر أنه عالة على المجتمعات الأخرى.
هذا عدا أن غالبية السلطات السياسية العربية يصعب فيها الحوار والاختلاف في الرأي، كما أن المجتمعات العربية مؤهلة للخلاف في الرأي.
كما أن القوانين في المجتمعات العربية مجرد حبر على ورق، في حين أن القانون في الغرب لا يُعلى عليه أحد ولا يُستثنى منه أحد.
ناهيك عن الأخلاق والسلوك العام، ففي حين أن قرآننا العظيم يجمع بين دفتيه كل الأخلاق السامية مثل الصدق والنظافة والأمانة وغيرها، ترى العربي يرمي الفضلات في الشوارع ماشياً أو راكباً من دون أن يرفّ له طرف، في حين أن الغربي يرى بأن النظافة سلوك حضاري. فاحترام الآخر بالنسبة للإنسان الغربي أمر مفروغ منه، احترام رأيه وفكره ومعتقداته، بغض النظر عن أصله وفصله.
نؤكد بأن المجتمعات العربية كلها لديها كل مقومات النهضة، المتمثلة في التاريخ الحافل، والموقع الجغرافي الخطير الذي يجعل من كل الأقطار العربية تطل على غالبية قارات العالم وبحارها، والدين العظيم الغالب، واللغة العربية المشتركة التي توحد العرب من أقصى شمال الأرض إلى جنوبها، والخيرات الوفيرة والموارد الكثيرة، من مياه وأنهار وبحار ونفط وغاز ومعادن وأراضٍ خصبة وسهول مترعة، وعقول ذكية متوهجة والتي يحاول الغرب أن يستقطبها ويستفيد منها في كل زمان، ولدينا القوة البشرية الهائلة، وكل ما ينقصها وتحتاج إليه فقط نهضة في كل الاتجاهات.

aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي