«الكويتيون اعتقدوا أن جهاز الحاكي يُدار من قبل الجِن»

الصالحي أضاء على «عبداللطيف الكويتي في الأسطوانات الحجرية»

تصغير
تكبير

أحجام الأسطوانات ليست متساوية... لكنها تعمل على الجهاز نفسه

 

نظمت رابطة الأدباء الكويتيين أمسية ثقافية في مقرها على مسرح الدكتورة سعاد الصباح بعنوان «عبداللطيف الكويتي: في مرحلة الأسطوانات الحجرية 1927 - 1947»، حاضر فيها رئيس مركز الموسيقى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الدكتور أحمد الصالحي، بينما أدارها عضو الرابطة الباحثة أبرار ملك.
شهدت الأمسية حضور حشد من الأدباء والشعراء والمثقفين، تقدمه الأمين العام للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري، والفنان القدير عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج)، بالإضافة إلى جمع غفير من الفنانين والمهتمين.
بدوره، قال الصالحي إنه من خلال العنوان يتبين أن الأمسية تخصّ الأسطوانات الحجرية، «كما سنتحدث اليوم عن أشياء أخرى تصب في إنتاج عبداللطيف الكويتي والصناعة الموسيقية وقتذاك»، لافتاً إلى أن المحاضرة هي عبارة عن موجز لكتاب أصدره أخيراً تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة.


وأشار الصالحي إلى أنه ركز في الكتاب بشكل كامل على إنتاج عبداللطيف الكويتي، في فترة العشرينات والثلاثينات والأربعينات، والتي لم يتم توثيقها بشكل دقيق من قبل الكثير من المهتمين، «والجميل في هذا البحث هو التركيز على الجانب الموسيقي والتاريخي، وتتبع الألحان، والكشف عن الفرق الموسيقية خلال تلك الفترة».
وتطرق إلى الأسطوانة الحجرية، مؤكداً أنها كانت أول أداة لتسجيل الصوت، كما أن اسم (حجرية) يُنسب إلى مادة البلاستيك، مستعرضاً نماذج من الاسطوانات القديمة، بعضها يعود للعالم الأميركي توماس إديسون. وأوضح أن أحجام الأسطوانات ليست متساوية، بل تتفاوت، بين 25 و30، ولكنها تعمل على الجهاز نفسه.
أما عن ظهور الأسطوانات في الكويت، فقال الصالحي: «في أواخر سنوات حكم أمير الكويت المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح، جاء إلى الكويت شخص يدعى عبدالله الراشد الزبيري، قادماً من الزبير في العراق، ومعه جهاز حاكي يقوم بتسجيل الصوت على الأسطوانات الشمعية، والتي تعرف أيضاً باسم اسطوانات إديسون، وبعدها قام الزبيري بافتتاح مقهى له في ساحة الصفاة، وأخذ بتسجيل أصوات رواد المقهى، ومن ثم إعادة تشغيل الأسطوانة ليسمعهم أصواتهم مقابل مبلغ من المال»، مردفاً: «كان لهذا الأمر وقع كبير على الحضور، حيث إنها المرة الأولى التي يعرف فيها الكويتيون أداة تستطيع تسجيل أصواتهم وحفظها، ولم يدر في بالهم قط أن مثل هذا الجهاز كان موجوداً ومعروفاً حول العالم منذ سنوات طوال».
وألمح الصالحي إلى أن ردّات الفعل من جانب روّاد المقهى كانت متفاوتة فمنهم من كان خائفاً، ومنهم من كان رافضاً لهذا الجهاز، وحينها بدأت الإشاعات تنتشر وسط الكويتيين حول هذا الجهاز.
ومضى يقول: «من هذه الإشاعات أن الجهاز يدار من قبل الجن، في حين أن إشاعة أخرى تقول إن ظهور هذا الجهاز يشير إلى قرب يوم القيامة، وفي أعقاب ذلك قام الشيخ سالم المبارك الصباح بمنع استخدامه. أما في شأن استيراد أجهزة الحاكي للكويت، فقد كان يوسف المطوع القناعي أول من قام بهذا الأمر في العام 1912. وكان انتشار أجهزة الحاكي والأسطوانات الغنائية هي السبب في ظهور عدد من المفردات التي لازمت هذه الأدوات، مثل مصطلحات (أم قلاص) و(الصحن)».
وأوضح الصالحي أنه مع ظهور الأسطوانات الكويتية تشكلت حالة من الثقافة، أثبتت مدى النجاح الذي لاقته الأغنية الكويتية عبر شركات الأسطوانات، حيث حققت نجاحاً كبيراً في اليمن، وتعمقت بصورة كبيرة بعد أن قام عدد كبير من المطربين بتسجيل الأصوات الكويتية بطريقتهم اليمنية الخاصة وذلك لمصلحة شركات الأسطوانات، مشدداً على ان هناك الكثير من الدلائل والوثائق التي تبثت تأثير الأغنية الكويتية في زمن الأسطوانة على المنطقة.
وعلى هامش الأمسية، أقيم معرض بعنوان «ذاكرة الأصوات» للفنانة التشكيلية ابتسام العصفور، وصاحب المعرض عزف موسيقي للفنانة منى منصور. كما شارك الدكتور أحمد الصالحي في الغناء، عبر الصوت العربي «فارقتكم وفؤادي ظل ولهانا»، وصوت شامي لأغنية «زين المقاسم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي