كثيرة هي التقارير التي تصدرها مراكز بحثية ومحللون عالميون في قطاع المال والاستثمار، الذين تنبأوا بوقوع أزمة مالية مشابهة للأزمة المالية التي وقعت عام 2008... ونشرت «الراي» في عدد الأحد الماضي تقريراً حولها.
ثمة سؤال طرح منذ زمن طويل: هل لدينا إدارة أزمات وكوارث؟
على المستوى الشخصي? أعتقد أن إدارة الأزمات غير مفعلة بشكل احترافي سليم، هذا إن سلمنا بوجودها: الأخطاء الطبية التي نتج عنها وفيات? أزمة الأمطار العام الماضي (يتوقع المختصون أن تكون أمطار العام المقبل? أي بعد أشهر قليلة? أكثر نسبة من العام الماضي، ونحن نعلم أن المتضررين لم يحصلوا على تعويضاتهم ولم تتم معالجة مشاكل الطرق وصرف المياه، ناهيك عن غياب التوعية للمواطنين من باب أخذ الحيطة في حال تكرر سيناريو الأمطار)? أزمة التعليم? وغيرها من الأزمات.
أعتقد - بالنسبة لما يثار حول الأزمة المالية والركود الذي سيضرب اقتصاديات دول العالم الكبرى - كان واجباً علينا التحرك بشكل فوري لإنشاء الجمعية الخيرية العالمية، كي نستطيع من خلالها استعادة الضرائب على استثماراتنا والتي قد تصل إلى مليارات عدة... فهذا الحل سيخفف الآثار الناجمة عن الأزمة المالية في حال وقوعها، وأضف إليها وجوب تنويع الاستثمارات كي نتفادى المجالات التي قد تتعرض للركود.
يعرف رجالات الاقتصاد أن كل نوع من مجالات الاستثمار يمر بمرحلة التشبع التي يتبعها انهيار، ولهذا السبب يقوم المستثمرون بتغيير السوق والصناعة، وهو نوع من إدارة المخاطر? وكثير من البيوت والمراكز المالية قد غيّرت نظامها إلى إسلامي لتخفيف درجة الخطورة وتقليل الخسائر، حيث إن الأزمة المالية عرف عنها عدم تأثر القطاعات البنكية والمالية التي تعمل وفق الشريعة الإسلامية مقارنة بالنظام التقليدي.
الزبدة:
نحن هنا ننبه? ومن المؤكد أن القائمين على إدارة استثماراتنا التي تصل إلى قرابة التريليون دولار في الخارج، أعلم بالوضع والاحتياطات المطلوب اتباعها، إلا أننا نستغرب من سبب عدم إنشاء جمعية خيرية عالمية، نستطيع من خلالها استرداد مبالغ ضخمة جداً من الضرائب المدفوعة... نحن نتحدث عن عقود مضت كانت فيها الأموال بالمليارات قد ضاعت.
إنها أزمة إدارة... تعرف كيف؟
غياب إدارات مهمة وحيوية جدا كالأزمات والكوارث? والمخاطر والتدقيق بشقيه الداخلي والخارجي، وراء تردي مستوى تنفيذ كثير من المشاريع والخدمات والصحة والتعليم... حتى الأزمات الاجتماعية والإعلامية، ما كان لها أن تحدث لو كان لدينا مختصون محصنون بفرق تدقيق ومتابعة، وزد عليها ضعف مستوى القيادات.
والحديث يطول وقد يكون هنا التنبيه المتكرر مفيدا للشطار... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi