في الآونة الأخيرة نقلت الصحافة خبر وفاة الطفلة شهد، وبعدها الطفل إبراهيم رحمة الله عليهما وألهم ذويهما الصبر والسلوان... والأخبار يتم تداولها وكلها تدل على تدني المستوى الإداري والخلل في وزارتي الصحة والتربية.
نبدأ بوزارة التربية، فقد طاح الطفل إبراهيم البلام، ونخشى أن يستمر سقوط الأطفال الطلبة، وإنني في هذا المقام أسرد لكم حكاية فصولها حصلت لطفلة قريبة مني جداً.
الطفلة تدرس في إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة الأحمدي التعليمية وتعاني من ضيق في التنفس، حالة ربو، عند بذلها مجهوداً كبيراً أثناء حصة التربية البدنية، ورغم أنها سلمت إدارة المدرسة ورقة طبية تنصح بإعفائها من الألعاب المجهدة إلا أن مدرسة التربية البدنية هداها الله ظلت تكابر، ولا نعلم إن كانت ترغب بإطاحة هذه الطفلة البريئة (المتميزة علمياً)... وقس على ذلك أمثلة كثيرة تحصل داخل جدران مدارسنا العتيدة، وهي أحداث تدل على فشل الإدارة المدرسية من الجانب الإنساني الذي يعتبر من أهم الجوانب المؤثرة في العملية التعليمية والتربوية.
كيف يتجرأ معلم أو مربي، أو معلمة أو مربية على تجاهل الحالة الصحية للطالب أو الطالبة؟ ونعتقد هنا أن الحاجة إلى توفير العيادات الصحية لمراحل الروضة، الابتدائية، والمتوسطة إضافة إلى ضرورة منح المعلمين والمعلمات دورات تثقيفية في هذا الخصوص لأنها أمر ملح للغاية.
أما وزارة الصحة، فالشق عود، كما يقولون، وما ذكره المحامي فهد الحبيني في حديثه عن جرائم مستشفى العدان المنشور في جريدة «الوطن» عدد الجمعة 19 ديسمبر 2008 ليس إلا جزءاً بسيطاً من قضية منظورة في لجنة الشكاوى بمجلس الأمة ومازال التحقيق فيها مستمراً.
إننا غير معنيين بالأطباء ممن عرف عنهم من قدرات فنية في القطاع الخاص وقصورهم الواضح في التزامهم بالمستشفيات الحكومية، إننا نتحدث عن مستشفى «العدان». في هذا المستشفى تتفاخر الإدارة بإنجازاتها وهي في الواقع شبه منعدمة، لأن المشاريع المقامة حالياً جاءت من جهود المتبرعين من دون تدخل إدارة مستشفى «العدان»، مثل مركزي «الدبوس»، و«الخزام»، والتوسعة وفق مبادرة سامية وغيرها تبرع من القطاع الخاص: فماذا عملت إدارة مستشفى «العدان»؟
الغريب أن الوزير أثناء افتتاح مركز «هدية» ظهر بحلة المتباهي بهذا الإنجاز، وكأنه مركز «مايو»، أو «كليفلند»، وتجاهل الكوارث التي يعاني منها مستشفى العدان: أين الإنجاز يا السادة، أين أنتم من القضايا المثارة في الشكوى سالفة الذكر؟
إننا لو عرجنا إلى قسم الجراحة في مستشفى «العدان»، حسب مضمون حديث المحامي الحبيني، لوجدنا أنفسنا من الناحية المهنية أمام صنفين من الجراحين: جراح جيد وجراح سيئ، والجراح السيئ بحاجة إلى من يقول له: «كفاية» ويوقفه عن العمل كي لا يتسبب في وفاة المرضى، خصوصاً أننا في مجتمع في الغالب لا يسأل ذوو المتوفى عن سبب الوفاة!
وكي نوضح الصورة للمعنيين، فهناك شكوى قدمت للوزارة وأُغلق التحقيق فيها وهي من طبيب كفاءة خاف الله على حياة الأبرياء من إهمال الإدارة تجاه القصور الذي يعاني منه قسم الجراحة.
على أي حال، الشكوى المنظورة من قبل لجنة الشكاوى في مجلس الأمة بحاجة إلى رفع توصياتها بشكل عاجل كي تقوم الوزارة بتعديل الوضع... إن استطاعت ذلك! إنهم مع شديد الأسف يعاملون القضايا ويتفحصونها، ومن ثم يغلفونها بطابع سياسي لتفرغ من مضمونها وهدفها السامي.
هذا ما حصل وما يحصل. وإنا لله وإنا إليه راجعون. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]