وجع الحروف

... انسحاب النرجسية!

تصغير
تكبير

الدكتور يعقوب الشراح - رحمه الله - كتب مقالاً بعنوان «نرجسية القيادة» نشر في «الراي» عدد 13 يناير 2015... وفي مختصر المقال سلط الدكتور على «القيادة النرجسية»، التي أظن أنها السبب في سوء إدارة مؤسساتنا.
ما هي النرجسية؟
يطلق لفظ «نرجسي» على الفرد المحب لنفسه/‏ لذاته... وبعض المراكز الطبية العالمية تحدثت عنه كمرض نفسي.
في علوم الإدارة/‏ القيادة هناك أسلوب قيادة يطلق عليه القيادة النرجسية «Narcissistic Leadership»،
وفيه القيادي يهتم بنفسه على حساب الأفراد والعاملين في المؤسسة ومن خصائصها: الغطرسة? الهيمنة والعداء.
وعندما كتب عنها الباحثون وعلماء القيادة وجدوها تندرج تحت السقف العالي من القيادة الكاريزماتية، التي فيها القيادي لا يرى سوى وجهة نظره لتجاوز حد الثقة بالنفس «عشقه/‏ غروره بإمكانياته»، وهي حالة عندما لا تحكم بقاعدة إدارية وحوكمة اتخاذ القرار تعتبر مدمرة للمؤسسة.
لهذا السبب - حتى على المستوى الشرعي - يرى الحكماء أنه مطلوب حجب أو تنحي قيادي مغمور ثري بالإنجازات عن موقع، خشية شعوره بالغرور بذاته.
أحيانا نجلس مع قياديين وهم وإن كانوا على درجة عالية من العلم والمعرفة والخبرة وسجلهم حافل بالإنجازات، نشعر بأنهم قد وقعوا في «الفخ» وهو حب الذات/‏ عقدة الـ«أنا».
عندما يصل القيادي «صاحب القرار» إلى هذه الحالة، فلا تتوقع أي إصلاح أو تحسن في الأداء.
القيادي لمؤسسة ما «تعليم/‏ صحة/‏ خدمات» - وهو لا يرى سوى محيطه وما تمليه عليه أهواء نفسه - نجده يعين من يريد من دون أسس أو معايير صالحة.
فهل بالفعل لدينا «قيادة نرجسية» تقف خلف الإخفاقات التي نعاني منها على المستوى المؤسسي? الاجتماعي? الإعلامي؟
الشواهد تمنحنا قاعدة متكاملة من خيوط منهج «الاستدلال»، الذي يشير إلى وجودها وبقوة.
يعني? تجد مجموعة ما ترى أن أفرادها أو من يبادلونهم الصفات ذاتها هي المصلحة، وكل ما يقومون به هو توجه يخدم مصلحة الجموع والمؤسسات، بينما الحقيقة خلاف ذلك... فما هو الحل؟


الزبدة:
تذكرون ما جاء في مقال «مشكلتنا في الـSoft Power»... والقيادة الخفية: إنها نرجسية الطابع؟
العمل الجماعي وفق معاييرواضحة لاختيار القياديين تحجب هذا النفس? النرجسي? المنهي عنه شرعاً وعرفاً وجميع علوم الإدارة والقيادة تحذر منه.
الحل في... انسحاب النرجسية، تلك الحالة التي تسببت في تراجعنا على الأصعدة كافة.
يعني... «هاتوا غيرهم» ولتكن معايير اختيار القياديين مبنية على أسس معتمدة، ومتى ما شعر المراقبون بظهور الخصال النرجسية على أداء القيادي? يتم استبداله على الفور... وهذا الإجراء يحتاج وضع حوكمة ونظم إدارية، تضبط عملية صنع القرار والحديث يطول... الله المستعان.

 

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي