نسمات

مشاكلنا... منا وفينا!

تصغير
تكبير

أكثر من عشرين عاماً مرت منذ بنيت بيتي، ومن طبيعتنا في الكويت أن نتفنن في زيادة مساحات البنيان إلى درجات نعلم أننا لا نحتاجها، بينما ننفق عليها آلاف الدنانير، وننفق على صيانتها وتنظيفها وعلى الكهرباء والماء، ونثقل كاهل الخدم في تنظيفها!
قررت أن أقوم بصيانة الجزء الأهم في البيت ألا وهو الماء، فاتفقت مع شركة لشراء خزانات جديدة (توانكي)، واتفقت مع معلم للصحية لتركيبها، وتمت العملية بكل سهولة، لكنني فوجئت في اليوم التالي بانقطاع الماء عن البيت كله، فاتصلت بمعلم الصحية، وعندما حضر فوجئ بأن كثيراً من المحابس قد تراكمت عليها الأوساخ فأوقفت تدفق الماء، وقام المعلم بتنظيفها!
بعدها فوجئنا بأن الفلتر الرئيسي في البيت هو الذي يوقف تدفق الماء، والسبب هو أن شمعاته قد تحجرت بسبب عدم تبديلها لفترة طويلة، فقمنا بشراء شمعات جديدة وتركيبها!


بعدها لاحقنا انسدادات موضعية في حمامات عدة وبتنا على أعصابنا أكثر من يومين، وبالطبع فقد كان علينا تفريغ المحابس من الماء الأسود الذي تراكم خلال سنوات عديدة وتساءلت: هل الماء الذي كنا نستخدمه في الطبخ خلال تلك السنوات نظيف، وهل أمعاؤنا نظيفة بما يكفي جراء تلك الملوثات التي تمتصها ليل نهار؟!
بالطبع فإننا لا نستطيع معرفة الجواب، ولكن الأمراض التي تزداد انتشاراً وتغزو مجتمعاتنا لها دلالات على خطورة المياه التي نشربها والتي تسمم طعامنا وشرابنا!
حكومتنا لم تقصر معنا فقد وفرت لنا الماء والكهرباء، بحيث لا نعاني من نقص ولا انقطاع وبأسعار شبه مجانية، ويرفض نوابنا أي مساس بأسعار الكهرباء والماء، ولكن تلك النعم الكثيرة شجعتنا على الكسل وهدر الماء والكهرباء دون حساب!
انظروا إلى شعوب الدول الغربية التي تدفع من دم قلبها للخدمات قد بادرت إلى تصغير بيوتها وتقليل أثاثها ونفقاتها، إن الواجب هو أن نضعها قدوة في هذا المجال لكي نتجنب الازدواجية في عيشنا، ولكي نستعد للأيام المقبلة!
وذلك ليس من قبيل التشاؤم ولكن هو التعامل مع الواقع!
ومع قناعتنا بذلك كله، لكن الواقع هو أننا في سباق محموم مع الآخرين على أمور تافهة، ثم نشتكي من ضيق العيش وكثرة المسؤوليات!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي