في مقال باللغة الإنكليزية نشر عام 2011 بعنوان «The Soft Power»? تحدثت فيه عن القوة الناعمة وهي في الغالب غير مرئية، لكن هناك خيوط تدل على وجود تأثيرها.
وبعد الحصول على الدكتوراه فهمت من الممارسة/ الخبرة أن كل ما يدور من حولنا هو نتاج القوة الناعمة... و«كرهوني بحرف الدال» وكنت أقوله للطلبة وكل من يتعامل معي «لا تناديني بدكتور... قل بوعبدالله من دون لقب دكتور»، فالدكتوراه لا تزيد شيئاً وعندما وجدت الكثير يبحث عنها لإضافة لقب دكتور للحصول على منفعة أو جني منصب أو كنوع من «البريستيج» زاد كرهي له... القيادي هو صاحب الخبرة والمعرفة المحصنة بحسن السيرة والسلوك، وليست مرهونة بمن حصل على درجة علمية معينة.
لو أجريت مسحا بسيطا لكل الأسماء التي تبوأت مناصب قيادية عليا? فستجدها قد هبطت عبر القوة الناعمة ولا علاقة لها بالقدرات والكفاءة والخبرة.
وإذا صنف هذا بولد بطنها وذاك ولد أهله فاعلم أنك قد بلغت ذروة «الإفساد الاجتماعي والمؤسسي والإعلامي»!
وعندما تلاحظ مجموعة لها حظوة وحضور وتقيم وتعلق وتتابع، فاعلم أن القوة الناعمة تقف خلفها.
قبل أيام تحدث لي زميل مخضرم أحترمه - حاصل على أعلى الدرجات العلمية والخبرة المتميزة - وهو متواضع يمتلك فكراً وثقافة بقوله: «من يظن أن الكفاءات تجد نصيبها من الاختيار فهو إما أنه يعيش في أرض غير أرضنا وإما أنه جاهل بالمعطيات... أنت ما لم تكن محسوباً على فلان أو علان ويقوم هو بتزكيتك، فلا منصب ستجني ولا حضور ستحصل عليه»... إنها القوة الناعمة.
الزبدة:
هل نعترف بوجود القوة الناعمة Soft Power وندرك أن كل ما نعانيه من فساد إداري ومالي واجتماعي وإعلامي، سببه تلك القوة غير المرئية المخالفة للنظم واللوائح، وأبجديات متطلبات التنمية المستدامة؟
هل نفهم أن تراجعنا في كل المؤشرات العالمية سببه القوة الناعمة، من سوء تعليم وصحة وخدمات ومستوى معيشة؟
لا أظن... ربما قلة من أحبابنا، وهم على حد علمي لا يستطيعون تغيير الوضع لأنهم خارج نطاق المجاميع التي تسندها القوة الناعمة عبر أجنحتها سالفة الذكر... هذا? مع كامل احترامي للباحث هوفستيد الذي صنف مجتمعنا في دراسته عن تفاوت النفوذ «Power Distance» حين وجد أن الموظف/ المسؤول الصغير لا يعلم عن رؤية القيادات الباراشوتية، التي تربعت على عرش مؤسساتنا... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALawzmi