89 مسجداً أحيت السنّة... وأعضاء النادي العلمي رصدوا الظاهرة

الخسوف ...

تصغير
تكبير

فيما شهدت سماء الكويت، ليل أول من أمس، ظاهرة الخسوف الجزئي للقمر التي بدأت عند الساعة الحادية عشرة من ليل الثلاثاء، واستمرت حتى الثانية من فجر أمس، فزع أهل الكويت الى المساجد اقتداء بهدي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لأداء صلاة الخسوف، في وقت تابع الباحثون الفلكيون والهواة وحشد كبير من المهتمين، الظاهرة في النادي العلمي، بحضور رئيس مجلس الإدارة طلال جاسم الخرافي.
وتابع الظاهرة منتسبو دورة الفلك التي جاءت ضمن الدورات الصيفية بالنادي العلمي في أمسية فلكية، بدأت بمحاضرة تعريفية عن الظاهرة، وكيفية استخدام التلسكوبات المخصصة لرصد الظواهر الفلكية، حاضر فيها عضو إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي بدر العميرة، والباحث الفلكي بالإدارة ياسر عارف، أعقبها رصد ظاهرة الخسوف الجزئي للقمر.
وأكد طلال الخرافي، لدى حضوره فعاليات الأمسية، حرص النادي على اقامة الفعاليات والأمسيات الفلكية التي من شأنها تنمية الاتجاه العلمي في علوم الفلك، مضيفاً أن النادي يولي اهتماماً خاصاً برصد الظواهر الفلكية عبر أحدث الأجهزة والمعدات الفلكية المتطورة، كونه الجهة الوحيدة التي تضم إدارة مختصة بعلوم الفلك والفضاء ضمن إدارات القطاع التخصصي بالنادي.


وأضاف أن إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي تقوم بدور محوري مهم، في تدريب وتأهيل النشء والشباب ونشر علم الفلك، وجذب أكبر عدد من الهواة لهذا العلم، والعمل على صقل مواهبهم وتنمية قدراتهم في هذا المجال.
وأشار الى أن الكويت تعتبر الأولى في الخليج التي شهدت تقدماً في مجال علم الفلك، حيث يضم النادي أكبر مرصد بالمنطقة وهو مرصد الدكتور صالح العجيري، وقد زود المرصد بالتلسكوبات المتطورة والمعدات الفلكية التي تستخدم في رصد الظواهر الفلكية وتوثيقها كافة، علاوة على متحف العجيري الذي يضم مقتنيات خاصة بالدكتور صالح العجيري ويقدم معلومات واسعة وشاملة لطلاب المدارس والجامعات والجمهور أثناء زيارتهم للنادي نظراً لما يحويه من مقتنيات وصور فلكية نادرة.
من جانبه، قال عضو إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي العلمي الباحث الفلكي بدر العميرة، إن سماء الكويت شهدت خسوفاً جزئياً بمقدار 65 في المئة من حجم القمر، مضيفاً أن هذا الحدث الفلكي يعد الخسوف الثالث والأخير للقمر هذا العام، وقد واكب اكتمال طور البدر لقمر ذي القعدة، واستغرقت جميع مراحل الخسوف الجزئي منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 5 ساعات و29 دقيقة.
من ناحيته، قال الباحث الفلكي بإدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي العلمي ياسر عارف علي، إن ظاهرتي الكسوف والخسوف من الظواهر الطبيعية التي تحدث عندما تكون الأجرام الثلاثة الشمس والأرض والقمر في اصطفاف على خط واحد، موضحاً أن ظاهرة الخسوف تحدث عندما تقع الأرض في المنتصف بين الشمس والقمر مما يسبب حجب الضوء الساقط من الشمس على سطح القمر.
وعن أنواع الخسوف، أوضح أن هناك ثلاثة أنواع هي خسوف شبه الظلّ ويحدث عندما يكون القمر في منطقة الظل الخارجي للأرض، وهو النوع الوحيد الذي تصعب مشاهدته مقارنة بالأنواع الأخرى، وتمثل نسبة حدوث هذا النوع من الخسوف ما يُقارب 35 في المئة.
وأضاف ان النوع الثاني هو الخسوف الجزئي للقمر والذي تمت مشاهدته في سماء الكويت ويحدث عندما يكون كل من القمر والأرض والشّمس على استقامة واحدة ولكن يدخل جزء من القمر منطقة الظل، مما يُؤدي إلى اختفاء جزء من القمر بظل الأرض، وتُمثّل نسبة حدوث هذا النّوع من الخسوف ما يُقارب 30 في المئة، أما النوع الثالث فهو الخسوف الكُليّ للقمر ويحدث عندما يدخل القمر كاملاً منطقة الظلّ بحيث تصعب رؤيته، وتُمثّل نسبة حدوث هذا النّوع من الخسوف 35 في المئة.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، هيأت لمتابعي سنة الرسول الكريم سبل أداء الصلاة، حيث حددت 89 مسجداً في كل المحافظات لإقامة صلاة الخسوف، حيث قصد المصلون المساجد المخصصة، عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، لأداء صلاة الخسوف، فأكد عدد من الدعاة أن الخسوف إنذار من الله لعقوبة انعقدت أسبابها، وليس هو عذاباً، ولكنه انذار، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان تخويفاً من الله لعباده، وحثاً لهم على مراعاة هذه الآيات والخوف من الله عز وجل والفزع إلى ذكره وطاعته، وأخبر عليه الصلاة والسلام أنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوّف الله بهما عباده، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم:«إذا رأيتم الخسوف فافزعوا إلى ذكره ودعائه»، وروى مسلم عنه أيضا «إذا رأيتم ذلك فصلّوا وادعوا حتى يكشف ما بكم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي