الفنان العراقي أقام معرضه الشخصي في قاعة بو شهري للفنون

حيدر الزعيم... يرى أن «للضوء ملمساً خشناً»

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0627u0641u062au062au0627u062d u0627u0644u0645u0639u0631u0636t (u062au0635u0648u064au0631 u0633u0639u062f u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
جانب من افتتاح المعرض (تصوير سعد هنداوي)
تصغير
تكبير

افتتح أول من أمس، في قاعة بوشهري للفنون في السالمية، معرض الفنان التشكيلي العراقي حيدر الزعيم، بحضور الشيخة سهيلة سالم الصباح، ونائب السفير العراقي لدى الكويت محمد رضا الحسيني، والفنان سامي محمد.
المعرض بعنوان «للضوء ملمس خشن»، عرض فيه الزعيم الكثير من التداعيات والرؤى تلك التي اتسمت بالكشوفات الحسية، والتواصل المستمر مع الحياة من أجل إبراز جوانب متعددة الاشكال في ما يخص الضوء، وعلاقته بالواقع، ومن ثم إبراز ما يمثله هذا الضوء للإنسان من استلهامات تتحرك في أكثر من اتجاه، وذلك في سياق توضيح مضامين مختلفة من حياة الفنان تخص مسألة الاغتراب والبعد عن الوطن.
وقد برزت هذه المضامين من خلال تكنيك الألوان وتدفقه على أسطح اللوحات بقدر كبير من التكثيف والإيحاء، إلى جانب التدرجات اللونية تلك التي اتسمت بالحضور الذهني والقدرة على التفاعل مع عناصر اللوحات، مما أعطى انطباعات فنية ثرية بالجمال والتنوع، ومتناغمة مع المدلولات التشكيلية المقصودة، ورصد الكثير من الحالات الإنسانية المتفاعلة مع الواقع والخيال معاً.


واستخدم الفنان - عبر رصده لأفكاره على أسطح اللوحات - المجاميع البشرية في تحركات غير منتظمة تارة ومنتظمة تارة أخرى، وفق منظومة تشكيلية مفعمة بالحيوية والحركة، ومن ثم فإن التفاعل مع تلك العناصر جاء معبراً عن عنوان المعرض الذي يريد الفنان من خلاله التركيز على الضوء الذي نرى أنه لا ملمس له، إلا ان الفنان يرى أن له ملمساً... خشناً، من ثم إسقاطه على رؤى حياتية أخرى.
إن الفنان يرسم أحلامه، ويرصد معاناته، ويتحدى الظروف التي دفعته إلى الهجرة من وطنه والاستقرار في الغربة ليقول: «أحلام المهاجر فضاء متكون بالأسود والأبيض، حالة ثنائية تشابه (نيغاتيف بوسيتيف)، فليس هناك صورة رقمية واضحة الأبعاد لرحلة المهجر والاغتراب، ومكان تختفي فيه التفاصيل وتغرق في سطح معتم بثياب شاحبة... فلأدوات منازلنا ذاكرة استعمال تضمر بين جذورها ولونها المتأكسد ضحكات أو صوت طرق الباب أو لحظات موت جد، ليكون العمل الفني نصاً بصرياً يدوّن القلق والأحلام، بصيغ وعلامات في مدن تنعكس فيها الأشكال لتخلق ظلالاً واقعة ورمزياً مصطنعاً وهشاً».
والزعيم فنان تشكيلي عراقي ولد في بغداد، بدأ مشواره الفني في وقت مبكر من حياته وصقلت موهبته الفنية على أيدي أساتذة أكفاء، وهو الحاصل على شهادة القانون في جامعة بغداد، وهاجر إلى المملكة المتحدة للعمل في مجال الرسوم المتحركة، كما درس الفنون التشكيلية بتعمق من خلال منحة دراسية، وقد شارك في العديد من المعارض في دول عربية وأخرى أجنبية.
وللفنان تجارب عديدة في الرسم وفق مدرستين هما الواقعية والتعبيرية، كما اتخذ من المدرسة الأميركية الحديثة أسلوباً لمعظم أعماله، ومن ثم تواصلت أعماله مع الحياة في صورها المتنوعة، وفق تداعيات ومضامين وتصورات، ذات أبعاد إنسانية جذابة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي