الرشيدي: الانسان يختار ضغوط الحياة ومعاناتها من خلال صوره الذهنية داخل عقله

تصغير
تكبير
كونا- قال الأستاذ في جامعة الكويت الدكتور بشير الرشيدي انه من خلال خبرته الطويلة في الارشاد النفسي توصل الى ان الانسان لا يواجه المعاناة من ظروف خارجية بل نتيجة اختياره صورا ذهنية داخل عقله.
واضاف الرشيدي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة صدور كتاب جديد له تحت اسم «كيف تواجه أحداث الحياة...صناعة القرار» انه «يتعين ان يتحرر الانسان من ضغوط الحياة لانه ليس للاحداث ضغوط على الانسان الا من خلال الصور الذهنية التي يشكلها تجاه الاحداث». واوضح ان رسالته في الحياة هي تبصير الانسان بكيفية التعامل مع ذاته وتحريره من معاناته بغض النظر عما يحدث في محيطه الخارجي.
وقال ان «النظرية التي ينطلق منها في كتابه هذا وغيرها من الكتب والروايات التي أصدرها هي نموذج التعامل مع الذات وهو نموذج يستند الى نظرية الاختيار وهي النظرية التي تقول باختصار ان الانسان يختار سلوكه». وبين ان أحداث الحياة طبيعية ولن تنتهي ضاربا مثلا بحال الفقدان الذي يحدث كل دقيقة في العالم بموت انسان مشيرا الى ان الذي يجعل هذا الحدث يؤثر في الانسان هو الصورة الذهنية التي يحملها.
ولفت الى ان الانسان تعود على الانفعالات عند وقوع الاحداث مثل الفقدان وليس ذلك من طبيعة البشر ولكنها عملية برمجة اجتماعية.
واضاف «ان على الانسان ان يكون على بصيرة بما يجري داخل نفسه وليس بما يجري في الدنيا من حوله» مشيرا الى ان لوم الظروف الخارجية تحلل من المسؤولية لان مسؤولية المواقف مسؤولية داخلية وليست مرتبطة بالعالم الخارجي.
وذكر انه لتحرير الانسان من معاناته يتعين عليه ان يتعلم كيف يتعامل من صوره الذهنية التي يختزنها من خلال الاحداث الخارجية أي يتعلم فك البرمجة النفسية التي تعود عليها.
وشرح انه من أمثلة مهارات فك البرمجة النفسية بداية هو لا بد من ان تعرف ان الحدث الخارجي ليس له علاقة بك وان الذي يؤثر فيك هو المعنى الذي تأخذه من الحدث.
وقال «ان من أمثلة ذلك ان الحرب تعني للانسان دمارا وشقاء وتعني لآخرين من تجار الحروب انها فرصة استثمارية لذلك قيل «مصائب قوم عند قوم فوائد».
وزاد «ان من مهارات فك البرمجة النفسية هو تعلم كيفية التعامل مع الصور الذهنية التي تشكلت وذلك من خلال تغييرها داخليا وتبديلها وتصغيرها وتكبيرها لذلك قيل في المثل العامي في مواجهة الاحداث...كبرها بتكبر وصغرها بتصغر». واشار الى ان «الانسان يستطيع تكوين صورة ذهنية تسمح للعالم الخارجي ان يخترق حصونه ويشكل شرنقة ترديه ويستطيع ان يرفرف بعيدا عن العالم الخارجي وان يشكل صورا يتعامل على أساسها مع هذا العالم».
واوضح ان من اساليب فك البرمجة الحركة وان من أراد ان يضبط انفعالاته من غضب وتوتر وغيرها عليه بالحركة بصورها المختلفة من صلاة وسباحة ورياضة فان الحركة قادرة على تخفيض الانفعالات.
وزاد «ان من أساليب فك البرمجة تسجيل الحركة التي تنفع الانسان والحوار الذي ينفعه لان احداث الحياة متكررة وفي حال تعلم سلوكا أو حركة أو حوارا ينفعه لمواجهة هذه الاحداث فيسجله بغية استخدامه في المواقف المقبلة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي