كنت في عام 2007 أسديت نصيحة لقيادي من قلب محب ولم يأخذ بها وحصل ما توقعت? وقبل أشهر قدمنا كفريق عمل النصيحة ولم يؤخذ بها وسنشهد وضعاً سيئاً!
أن مهارات القيادة وإن تحققت في شخص ما فهي من دون أساس جيد من الإدارة، تعتبر مدمرة وهو قول معروف لجوسلنج ومنتزبرج.
أذكرأنني عندما عملت في كذا موقع كمستشار، كنت أحرص على أن يحفز القيادي التابعين له، وأن يلتزم بوعوده، لأنه متى ما شعر العاملون بها من قياديين تشغيليين أن القيادي «تمام بس إدارياً...لك عليه»، فإن هذا من شأنه تدمير المؤسسة تدريجياً، لأن فقدان الثقة أقصر طريق لدمار المؤسسة.
نعلم أن غالبية مشاكلنا سببها سوء الإدارة، وإن كنا نملك قيادات مؤثرة? إن القياديين - وإن كانوا محاطين بمستشارين يصدقونهم القول - نجدهم لا يأخذون إدارياً بالإصلاحات التي يقدمها أولئك المستشارون «وهم قلة».
مختصر القول... «لا تعجبهم الصراحة» لسبب أو لآخر? فإن كان السبب حسابات سياسية، فنحن نعلم بالقاعدة التي تقول: «إن أردت تدمير أي قضية... فقم بتسييسها»? وإن كان السبب ضعف الأساس الإداري لدى القيادي فهي تؤدي إلى دمار المؤسسة.
حتى بالنسبة للاستجوابات... معظمها مسيس وتغيب عنها القواعد الإدارية، وهو ما أدى إلى تفريغ الأداة الدستورية من مضمونها.
ماذا عسانا نفعل؟
الأخطاء التي نتابع أنواعها وأشكالها تعود غالباً إلى دوافع سياسية أو حسابات ارتجالية، يتخذها القيادي من دون مرجعية إدارية.
نصحت أو لم تنصح... هذه هي ثقافتنا إلى درجة أنك قد تفقد علاقتك الشخصية مع قيادي بسبب التيه الإداري، الذي يحاول المستشار «الصح» أن يصلحها.
في الأمس القريب واليوم نلاحظ - وسنظل نتابع - إخفاقات هي في الأساس نتاج عدم الأخذ بالتوصيات والنصائح، ودليل ذلك ما ذكرته دراسات كثيرة انتهى بها الحال إلى الحفظ أو التجاهل، لأنها لا تخدم أجندة مسيسة أو نظرة مجافية للقواعد الإدارية السليمة.
الزبدة:
جرت العادة أن كل قيادي محاط بمستشارين «بعضهم تم تعيينه إرضاء لطرف أو مجموعة»، ونادراً ما تجد مستشاراً يستحق مسمى مستشار مع الأسف.
هذا النموذج بنى علاقة بين عمل القيادي والمفهوم الاستشاري على نحو خاطئ، وهو ما تسبب في تدهور طريقة إدارة مؤسساتنا، وهو أمر يتضح جلياً في المؤشرات العالمية التي وضعتنا في ترتيب متأخر.
كيف نفيق من غفلتنا هذه؟
أولاً يجب أن يحيط القيادي قراراته بحوكمة، فيها رأي «المستشار الصح» قد أخذ بها.
ثانيا... هل من بيننا رجل رشيد يبلغنا سبب التراجع، الذي تعاني منه معظم مؤسستنا؟
ليأتوا بالمستشارين «الصح» وليتركوا أي مؤثر جانبي، كي نستطيع إصلاح الأوضاع اجتماعياً ومؤسساتياً... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi