رؤى
احذروا الصيف القاتل!
انتهى موسم الدراسة وبدأت الإجازة الصيفية بحرّها القاتل، نعم قاتل... بعد أن خلّف أولى ضحاياه إثر ضربة شمس، ولكن قد لا يكون الحر هو القاتل الوحيد الذي يتربص بنا في فترة الصيف، فهناك آفة تنتظر بفارغ الصبر فراغ الإجازة حتى تقتنص الشباب وتجرّهم إلى طريق الموت تدريجياً بعد أن تحوّلهم إلى «روبوتات» تتحكم بها.
أتحدث هنا عن المخدرات آفة العصر وعنوان النهايات المؤلمة، لا سيما وأنها لا تتوقف عند تدمير متعاطيها، ولكن آثارها تمتد لتلحق أضراراً اجتماعية واقتصادية في المجتمع.
وبسبب قيود المقال، لن أخوض في تصنيف وترتيب الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الشباب في تعاطي المخدرات، سواء كانت ضعف الوازع الديني أو التفكك الأسري أو أصدقاء السوء... وغيرها، وسأتركها للمختصين، ولكنني سأتطرق إلى أمرين أنا على يقين بأنهما إذا اجتمعا معاً استجمعت الآفة قواها استعداداً للهجوم لتفتك بأهدافها، وهما الفراغ والوفرة وكلاهما حضر مع بداية عطلة الصيف.
لا أحد ينكر أننا نخوض حرباً شرسة ضد تجّار المخدرات، ولكن لطالما سبقت طرق التهريب برامج المكافحة وإلا لما وجدت تلك السموم من الأساس ولم تضبط تلك الكميات المعروضة في سوق الاتجار غير المشروع، خصوصاً وأن الكويت تعتبر دولة مستهدفة من قبل شبكات المخدرات الإجرامية بسبب موقعها الملاحي المميز وقربها من دول إنتاج المخدرات وأخرى تعاني من عدم الاستقرار الأمني، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى دخل الفرد، الأمر الذي يجعلها مرمى لعصابات المخدرات.
المهم... وحتى لا أطيل، رسالتي إلى الهيئات المؤسسات الحكومية حتى نتجاوز فترة الصيف من دون أن ينجر شبابنا إلى عالم السموم القاتلة هي تكثيف البرامج والأنشطة التي تستقطب الشباب والشابات خلال إجازة الصيف وإدراج بعض البرامج التوعوية والتثقيفية عن خطورة المخدرات فيها بحيث يتم تحصينهم وإشغال أوقات الفراغ لديهم.
أما رسالتي إلى أولياء الأمور وهي الأهم... اشغلوا أوقات فراغ أبنائكم وبناتكم وألحقوهم في النوادي الصيفية، بالإضافة إلى تشديد الرقابة عليهم، فالأسرة يجب أن تكون على وعي ودراية بما يحدث لأبنائها من متغيرات في التصرفات أو الشكل حتى يتم تدارك الأمر في أوقات مبكرة، ولعل أبرز العلامات التي يجب أن تنتبهوا إليها هي كثرة طلب الأموال والعزلة.