إطلالة

لماذا تدفع الهيئة العامة للزراعة 2 مليون دينار؟!

تصغير
تكبير

في ظل ازدياد عمليات الفرق التطوعية لإنقاذ الحيوانات الأليفة في الكويت، خصوصاً الكلاب الضالة من قبل الجهات الرسمية وأيضاً الجهات غير المرخصة، تحت مسمى جمعية نفع عبر وزارة الشؤون، واصلت جميع الفرق التطوعية عملها في الإنقاذ وجمع الأموال لوحدها من دون ترتيب مع الجهات الرسمية، وكأن الامر سهل، فالقضية ليست بهذه السهولة التي يتخيلها البعض وإنما ذات مسؤولية كبيرة مكلفة، حيث تحتاج إلى مكان آمن وفن الصيد ورعاية وتدريب وتأهيل وغذاء، بعيداً عن أي تبرعات أو تجارة واستغلال!
فهناك دول أجنبية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، تطلب هذه النوعية من الحيوانات من الكويت على نفقتهه الخاصة، للمكانة العالية التي يحملونها تجاه الحيوانات الأليفة، حتى وإن كانت ضالة أو مريضة، وهناك دول سواء عربية أو أجنبية تحترم حقوق هذه الحيوانات الأليفة ومنها الكلاب والقطط،، وكذلك نلاحظ البعض في الكويت بدأ فعلياً بتربية القطط والكلاب والاهتمام بهذه الهواية بشكل اوسع، حتى بدأت المحلات التجارية لهذا الغرض تنتشر بشكل لافت للانظار، بطرق حديثة راقية.
لقد سمعنا مراراً عن حملة هيئة الزراعة لخصي الكلاب الضالة لمنع تكاثرها في الكويت، وأنا شخصياً ضد هذه الجهود، لأن آثارها الجانبية سيئة، وتترك ردة فعل سيئة في سلوك الكلاب، ومن هنا نريد القول إن العبرة ليست في خصي أكبر كمية من الكلاب الضالة، والعمل على إطلاقها في المناطق البرية والزراعية والصناعية مرة أخرى ثم صرف 2 مليون دينار تكلفة هذه الإجراءات، وإنما العبرة بكيفية صيدها وعلاجها وتوفير المسكن والطعام والبيطرة تحت إشراف فريق متخصص من الجنسين، فمكافحة الكلاب الضالة تتطلب الإمكانات العالية والطرق الحديثة أي بأساليب علمية طبية بيطرية وفنية، حتى نتجنب انتقادات جمعيات الرفق بالحيوان الدولية، خصوصا عندما علمنا أن الطلبات الخارجية الدولية في ازدياد مستمر لتبني هذه النوعية من الكلاب، من خلال خطة تسفيرها إلى الدول الراغبة، رغم أنني أرى من الأولى صيدها ورعايتها وعلاجها في الكويت، تحت ظل مشروع وطني بسيط مشابه لحديقة الحيوان، تتكفل بإنشائه هيئة الزراعة، ليكون ملاجئ خاصة لعدد كبير من الكلاب، التي يتم اصطيادها وتوفير الاجواء المناسبة لها.
ومن هنا نستطيع بعث رسالة إلى العالم أجمع في كيفية تعاملنا مع الحيوانات الأليفة، حتى وإن كانت ضالة أو مسعورة أومريضة، والأهم من ذلك كله نشر الثقافة والتوعية بأهمية الرفق والرحمة في التعامل مع الحيوانات الضالة.
يجب العلم أن ترك الكلاب الضالة في الشارع أو اخصاءها ثم إطلاقها في المناطق الزراعية والصناعية أو بين المناطق، قد تلحق الأذى بالناس أيضاً، حيث لا يجوز تركها تصارع الجوع والموت من دون رعاية أو رقابة، فهذا السلوك قد يعرض الكويت إلى انتقادات حقوقية من المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي