لا أتحدث هنا عن صفقة القرن «مؤتمر البحرين» فهي معلومة أهدافها لرجال السياسة... أنا أبحث عن صفقة من نوع آخر.
في المقال السابق «إعلم... أن طريق الحق وعر !» تحدثت فيه عن الحق الصواب، وهو كل عمل ضد الباطل، وطالبت بمواجهة كل أنواع الفساد ليعم الإصلاح جميع نواحي الحياة.
حاول أن تتناول إفطاراً جيداً... وافتح هاتفك الجوال وتصفح الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها: ماذا تلاحظ؟
سترى صور الفساد قد انتشرت وقرارات لا تفهم أسباب اتخاذها، وكان آخرها قانون الجامعات الحكومية الذي ألغى جامعة جابر الصادر مرسومها عام 2012، وهي جاهزة للتطبيق وكانت ستقضي على مشكلة القبول في الجامعة والتطبيقي، وتلغي مشكلة الشعب المغلقة... وزد عليها قرارات غابت عن إصلاح التعليم العام والخدمات الصحية وسترى مجاميع تشتكي من فساد هنا وخراب هناك.
ماذا نريد نحن؟
يمضي العام وتطوف عقود من الزمان والحالة هي الحالة!
تتغير أسماء النواب والوزراء والقياديين، وتبقى المؤشرات العالمية كما هي، مشيرة إلى وجود خلل في منظومتنا الإدارية والاجتماعية.
يقال إن «الطيب أخير من الردي»... بمعنى فعل الطيب من الأعمال أفضل بمرات من كل ما هو مخالف للحق، والصواب (نشر الأباطيل والإشاعات)، ومنها التحزب لفئة أو قبيلة أو مجموعة.
نعلم أن مفهوم الوحدة الوطنية معني بالتمسك بالثوابت الوطنية، فلا محسوبية ولا انحياز لمجموعة أو فئة أو مكون من مكونات المجتمع... الوطن و«بس»!
لذلك? أرى أننا بحاجة على الصعيد المحلي إلى «صفقة القرن»... صفقة عنوانها «الطيب» وهدفها اجتثاث الفساد من جذوره.
وهنا يظهر تساؤل واحد لا ثاني له: هل نستطيع إصلاح الحال والبال؟
والإجابة لا أملكها لأنني لست بقريب من محيط متخذي القرار، إلا أنني أستطيع القول إنه بالإمكان إحداث صفقة إصلاحية، فنحن نملك كل المقومات والأرضية جاهزة، بشرط أن يكون هناك ميثاق شرف تبدأ أول شروطه بـ«لا للواسطة... لا للمحسوبية... لا للمحاصصة»، والاختيار للمرحلة يكون للكفاءات المتسمة بحسن الخبرة والسير والسلوك !
الزبدة:
أطالب بـ«صفقة القرن» المحلية لأننا وصلنا إلى حالة لا يرثى لها، حيث المعروض في وسائل التواصل الاجتماعي أفسد كل شيء بما فيها العلاقات الإنسانية، وكأن المجريات تقول: «إما أن تكون فاسداً مستقبلاً... أو تسكت عن فسادنا... أو تنظم لمجموعتنا وإلا لا محل لك»!
الحق طريقه وعر كما ذكرنا، لكن يبقى هناك وميض أمل في الإصلاح، بعد أن لاحظ الصغير قبل الكبير سوء التعليم? الخدمات الصحية وتفشي الفساد.
فهل نستطيع النهوض من كبوتنا التي امتدت إلى عقود؟... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi