لبناني وراء الصورة - الشرارة
اعتداء وحشي على مهندسين وعاملين عرب في كازاخستان
انشغلت بيروت عصر أمس بحادثة الاعتداء التي وقعتْ على مجموعة من المهندسين والعاملين العرب في شركة «المقاولون المتّحدون» CCC في جمهورية كازاخستان على يد عمال محليين غاضبين على خلفية نشْر صورة اعتبروها مسيئة لبلدهم وللمرأة.
ومردّ اهتمام بيروت بهذه الحادثة كان مزدوجاً، أولاً لأن تقارير تحدثت عن وجود لبنانيين بين المعتدى عليهم والذين أظهرتْ فيديوات جرى تداوُلها من داخل مخيم الشركة في مدينة تينجيز تعرُّضهم لضرب مبرح ووحشي على يد عمال وسكان محليين، وقد ظهر بعضهم والدماء تغطي وجوههم. وثانياً بعدما أفادت وسائل إعلام لبنانية أن «الشرارة» التي أشعلتْ ما حصل والتي تتمثّل بالصورة التي نُشرت على مواقع التواصل يقف وراءها المهندس اللبناني أ.د الذي تم التعريف عنه على أنه رئيس قسم اللوجستي في الشركة.
وفيما نَقل أحد المواقع الأجنبية عن أحد العمال أن «بعض العاملين يعتقدون ان ظروف عملهم ليست متكافئة ولن يرضوا بها وبالتالي توجّهوا على الفور إلى مسيرة الاحتجاج بعد ظهور الصورة»، تم التداول مساء أمس بفيديو لـ أ.د يعتذر فيها باللغة الانكليزية من الدولة والشعب الكازاخستاني عما صدر عنه وعن الصورة التي كانت سبب بداية الإشكال الكبير، موضحاً أنه لم يكن في نيته الإساءة لزميلته في العمل.، ومضيفاً: «أعتذر من أصدقائي ومن الأهالي في كازاخستان، البلد الذي أعمل فيه منذ نحو عامين، ولي الشرف أن أعمل في هذا البلد وأعيش فيه».
وكان الشاب نشر صورة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها وبيده جهاز لا سلكي وخلفه فتاة كازاخستانية، وبدا لاقط الإرسال الخاص بالجهاز في الصورة يغطّي فم الفتاة وراءه.
وما إن انتشرت الصورة حتّى تجمّع عمّال كازاخستانيون وطوّقوا مكان عمل الشاب وعمدوا إلى التهجم على المهندسين والعاملين العرب بالضرب المبرح.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، حاولتْ الشركة إخراج العاملين العرب من المشروع بباصات خاصة، وأنه بعد أكثر من مسعى تمكّنت من إدخالهم إلى باصات لنقلهم إلى مدينة أخرى تبعد نحو 5 ساعات «ولكن الباصات تعرّضت أيضاً للرشق بالحجارة، على الرغم من استقدام تعزيزات عسكرية لتأمين خروجهم». ونقل قناة «الجديد» عن أهالي الشبان في لبنان أنهم متخوفون من التعرّض لأبنائهم مجدداً ولا سيما وأن المسافة طويلة على الطريق، وناشدوا وزارة الخارجية اللبنانية للمساعدة في حماية أبنائهم وحلّ القضية.
يُذكر أن الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة أكد وقوع الاحدث، معلناً «أن الوزارة تتابع من خلال السفارة في نور سلطان، حادثة الاعتداء على مجموعة من المهندسين العرب بينهم أردنيون في كازاخستان».
وأوضح «أن السفير الأردني في كازاخستان ومنذ ورود أنباء الاعتداء، والتي وقعت بمخيم لشركة»المقاولون المتحدون«(CCC) في مدينة تينجيز، والتي تبعد عن العاصمة نور سلطان نحو 2200 كيلومتر، طلب بصورة رسمية من السلطات المختصة في كازاخستان اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية الأمنية الفورية للمواطنين الأردنيين هناك».
وأكد «أن السلطات هناك تجاوبت مع طلب السفارة الأردنية، وأن الأمور أصبحت تحت سيطرة الأمن»، مشيرا إلى أنه «تم العمل على نقل كافة المواطنين من تلك المنطقة إلى منطقة أتراو قرب مركز المحافظة».