بعدما حملتْ له «نتائج الفجر» نبأ رسوبه.. طالِب «بريفيه» لبناني أطلق النار على رأسه
لم تمرّ نتائج الشهادة المتوسطة «البريفيه» في لبنان من دون مأساةٍ شكّلتْها محاولة انتحار ابن الـ 15 عاما في البقاع (بلدة نحلة) فور تبلُّغه نبأ رسوبه بإطلاق النار على رأسه.
ولم يكد أن يجفّ حبر «نتائج الفجر» التي أعلنتْها وزارة التربية، في سابقة لم يعهدها لبنان، بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، حتى صُدم عباس يزبك بعدم نجاحه فاختار أن «يطفىء شمعته» بيده.
وفيما تناقلت وسائل إعلام محلية خبر وفاة عباس، نفت عائلته الأمر، قبل أن تكشف «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن الطالب خضع لجراحة في مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك، وسط تقارير عن أن وضعه دقيق ولكن مستقرّ.
وإذ نقلت تقارير أن الطالب شكا أمام أقارب له قبل يومين من أجواء الخوف التي رافقت الامتحانات في ظل كاميرات المراقبة (اعتُمدت للمرة الأولى هذه السنة) مردِّداً أمامهم «نحن أطفال فلِمَ كلّ هذا التخويف؟»، وأنه تسلّل بعد صدور النتائج الى غرفة والديْه أثناء نومهما وتناول مسدس والده المرخص وأطلق النار على نفسه، قال ابن عمّه (لموقع «النهار»): «ما إن صدرت النتائج وانهارت توقعاته حتى سارع إلى والديْه قائلاً (بابا أنا سقطت سقطت سقطت) فأجاب والده (شدّ حالك للدورة الجاي وان شاء الله بتنجح)، ليدخل بعدها إلى غرفته وتسمع عائلته صوت طلقة نارية».
أما والد عباس فروى أنه سارَع عند سماعه صوت إطلاق النار الى الغرفة «وإذ بولدي والمسدس والهاتف على الأرض».
وأضاف (لموقع «ليبانون ديبايت»): «كان ابني يقرأ النتائج عند السّاعة الثالثة فجراً، فحصل ما حصل»، محمّلاً المسؤولية «لمَن أَمَر بإصدار النتائج ليلاً في هذا الوقت المتأخّر»، من دون أن يستثني «ما حَدَثَ خلال تقديم الامتحانات من تفتيش ومراقبة وكاميرات»، عازياً سبب إطلاق عباس النار على نفسه الى «التوتّر العصبي الذي أصابه، ولا سيّما أنه كان طالباً ذكيّاً وناجحاً».
يُذكر أن نتائج «البريفيه» صدرت عبر رسائل نصّية تلقاها الطلاب على هواتفهم الخلوية، كما نُشرت تفصيلياً على موقع وزارة التربية التي أعلن مديرها العام فادي يرق أن معدل النجاح العام في البريفيه بلغ 74.23 بالمئة، موضحاً «أننا أصدرنا نتائج الشهادة المتوسطة بعد منتصف الليل، لأننا أردْنا أن نخفف من وهج إطلاق النار ابتهاجاً بالنتائج».
وتجدر الإشارة إلى أنّ «استراتيجية» نتائج ما بعد منتصف الليل لم تروّض «رصاص الفرح» الذي عمّ مناطق لبنانية عدة «على عيْن» السلطات وتحذيراتها المتكررة.