د. وائل الحساوي / نسمات / بعيداً عن السياسة
قررت بالأمس ان ابتعد عن قراءة الأخبار السياسية والاقتصادية لأنها تقسّي القلوب لاسيما أخبار الاحباطات والفشل التي تعيشها بلادنا منذ سنوات، فبحثت في مكتبتي عن كتب عدة حول تنمية المهارات وتقوية الذات، ثم بحثت عن كتب في تخصصي وأخرجت بعض أمهات الكتب التي لم أراجعها منذ زمن طويل وأخذتها معي إلى الكلية لكي استغل وقت الفراغ في قراءتها والتسلي بها.
جاءني أحد أعضاء هيئة التدريس فقال لي من دون مقدمات: هل تعلم؟! قلت له أعلم ماذا؟! قال: هل تعلم بأن الكويت قد حصلت على كأس الخليج في كرة القدم عام سبعين؟! قلت: نعم، أضاف: وأنها شاركت في كأس العالم في أوروبا عام 82؟! قلت نعم، أضاف: وأنها أرسلت مندوباً من طرف سمو الأمير يستجدي العالم بأن يسمح لها بالمشاركة في الدوري الخليجي لكرة القدم عام 2009؟! قلت: نعم.
عندها اشتعلت في دماغي شرارة كبيرة ووجدت نفسي أرجع بذاكرتي إلى عقود مضيئة مضت وانتكاسات توالت وأسماء لامعة تألقت ثم ابتعدت ورأيت أمامي شريطاً طويلاً يمثل تاريخ الكويت الحديث ليس في الرياضة وحدها ولكن في جميع المجالات.
تعوذت بالله من هذا الطائف الغريب وقلت لنفسي: ألم أقل لك بأن تبتعد عن السياسة ومشاكلها، وتتفرغ للعلم، وها أنت تدخل السياسة من خلال الرياضة!!
انظروا ما تقوله الجريدة!!
كتبت جريدة الجريدة في عدد الاثنين الماضي خبراً يقول «شن مثقفون وسياسيون ونقابيون أمس هجوماً حاداً على قرار وزارة الإعلام القاضي برفض أي طلب لترخيص حفلات غنائية ليلة رأس السنة الميلادية واصفين إياه بالمعيب متسائلين: هل من طالبان جديدة في الكويت لاستهداف تقليص الحرية ووأد الديموقراطية؟! واعتبروا ذلك القرار من شأنه ارجاع الكويت مئات السنين إلى الوراء».
وليت الجريدة تفسر لنا ونحن من القراء الذين قد يجهلون ما تعرفه الجريدة: كيف يكون منع الحفلات الغنائية الماجنة التي لافائدة من ورائها الا الرقص والتميع وهدر الأموال والأوقات، كيف تكون وأداً للديموقراطية؟! وكيف سيؤدي ذلك المنع إلى ارجاع الكويت مئات السنين إلى الوراء؟! وكيف تتحول الكويت إلى طالبان عن طريق تطبيق قانون يمنع المجون؟!
التفسير الوحيد الذي وجدته لهذا الكلام الغريب هو أن الجريدة تخشى أن يؤدي منع الحفلات الغنائية إلى تنظيف البلد من المنكرات كما فعلت الطالبان بتنظيف أفغانستان من المخدرات والأفيون، وأن تعود الكويت مئات السنين إلى عهد العمل الجاد والشعب المحافظ والبناء المستمر والصبر على شظف العيش وتحدي الصعاب!!
د. وائل الحساوي
[email protected]
جاءني أحد أعضاء هيئة التدريس فقال لي من دون مقدمات: هل تعلم؟! قلت له أعلم ماذا؟! قال: هل تعلم بأن الكويت قد حصلت على كأس الخليج في كرة القدم عام سبعين؟! قلت: نعم، أضاف: وأنها شاركت في كأس العالم في أوروبا عام 82؟! قلت نعم، أضاف: وأنها أرسلت مندوباً من طرف سمو الأمير يستجدي العالم بأن يسمح لها بالمشاركة في الدوري الخليجي لكرة القدم عام 2009؟! قلت: نعم.
عندها اشتعلت في دماغي شرارة كبيرة ووجدت نفسي أرجع بذاكرتي إلى عقود مضيئة مضت وانتكاسات توالت وأسماء لامعة تألقت ثم ابتعدت ورأيت أمامي شريطاً طويلاً يمثل تاريخ الكويت الحديث ليس في الرياضة وحدها ولكن في جميع المجالات.
تعوذت بالله من هذا الطائف الغريب وقلت لنفسي: ألم أقل لك بأن تبتعد عن السياسة ومشاكلها، وتتفرغ للعلم، وها أنت تدخل السياسة من خلال الرياضة!!
انظروا ما تقوله الجريدة!!
كتبت جريدة الجريدة في عدد الاثنين الماضي خبراً يقول «شن مثقفون وسياسيون ونقابيون أمس هجوماً حاداً على قرار وزارة الإعلام القاضي برفض أي طلب لترخيص حفلات غنائية ليلة رأس السنة الميلادية واصفين إياه بالمعيب متسائلين: هل من طالبان جديدة في الكويت لاستهداف تقليص الحرية ووأد الديموقراطية؟! واعتبروا ذلك القرار من شأنه ارجاع الكويت مئات السنين إلى الوراء».
وليت الجريدة تفسر لنا ونحن من القراء الذين قد يجهلون ما تعرفه الجريدة: كيف يكون منع الحفلات الغنائية الماجنة التي لافائدة من ورائها الا الرقص والتميع وهدر الأموال والأوقات، كيف تكون وأداً للديموقراطية؟! وكيف سيؤدي ذلك المنع إلى ارجاع الكويت مئات السنين إلى الوراء؟! وكيف تتحول الكويت إلى طالبان عن طريق تطبيق قانون يمنع المجون؟!
التفسير الوحيد الذي وجدته لهذا الكلام الغريب هو أن الجريدة تخشى أن يؤدي منع الحفلات الغنائية إلى تنظيف البلد من المنكرات كما فعلت الطالبان بتنظيف أفغانستان من المخدرات والأفيون، وأن تعود الكويت مئات السنين إلى عهد العمل الجاد والشعب المحافظ والبناء المستمر والصبر على شظف العيش وتحدي الصعاب!!
د. وائل الحساوي
[email protected]
