نفسياسي

كيف تنتقد ... عباس الخضاري؟!

تصغير
تكبير

أعلم أنني سـ«آكل» زفة محترمة من العم والجد الحبيب بوفاضل الحاج، النائب الأسبق عباس حسن الخضاري، بعد قراءته لهذا المقال، لأن المقال مليء بالحديث عن شخصه وبعض التفاصيل، التي لا يحب الحديث عنها شخصياً رغم فخر جميع أفراد أسرتنا بها، ولكن «زفته» لنا تمون!
سبب كتابة هذا المقال هو الاصطياد في الماء العكر من قبل بعض السياسيين ومن لف لفهم، والقليل من حسني النية، بعدما نشرت تغريدات انتقد فيها موقف الرمز والأب والعم والجد بوفاضل من قضية السيد خالد نقا، وقد لاقى انتقادي كالعادة صدى معقولاً بين مؤيد ومعارض، وفي هذا المقال لن أتطرق لموضوع اختلافي مع عمي بل عن مدرسته التي أدعي أنني تربيت فيها ولو جزئياً، لأنني أعلم أن من الكثير ممن يثير هذا الموضوع أو التساؤل عن «جرأتي» في نقد عمي «لا همه لا أنا ولا عمي»، بل محاولة التشويه المتعمد حماية لمصالح ومواقع سياسيين معينين!
عباس الخضاري أيها السادة هو الابن الأكبر للمرحوم حسن الخضاري بعد عمتي أم علي حفظها الله، وأبي الراحل إبراهيم هو شقيقه الأصغر، توفي والده وهو في الثالثة والعشرين من عمره، فتعهد إخوته السبعة بالتربية والرعاية وكان السند الأكبر لأمه الراحلة، جدتي الحبيبة رباب - أم عباس - التي أخبرتني هي أن مسؤولي أموال الأيتام طلبوا منه تسجيل ما يصرفه عباس على إخوته ليتم اقتطاعه من مخصصاتهم، ومن أموال تثمين أراضيهم في الحي القبلي في الديرة، لكنه قال للمسؤول: لديّ هذا الذراع... وآخذ من أموال إخوتي لأصرف عليهم؟ فأجابه، وماذا سيحصل إن تعب ذراعك؟ فأجاب بأن لديه ذراعاً آخر، فسأله وماذا ستفعل لو تعب ذراعاك، فأجاب من دون تردد: إذاً لا خير فيّ، ولكنني لن آخذ من أموال إخوتي فلساً نظير ما أقدمه لهم.
عادته تلك استمرت مع أبناء أخيه، وسأترك الـ«المايك» لأبناء عمي المرحوم جاسم - والذي مات شاباً يافعاً في الثلاثينات - ليحدثوكم عما قام به عمهم عباس، لكن بيتنا - بيت إبراهيم - مدين لهذا الرجل بكل شيء تقريباً، وأنا تحديداً، قد لا يعلم الكثيرون أن العم كان يصرف على معظم الدروس التي احتجتها، بل وأمضى لي راتباً شهرياً منذ دخولي الجامعة وحتى تخرجي!
عباس الخضاري أيها السادة هو من صنع وبجهده الذاتي اسم عائلتنا، فإن كنا معروفين في هذه البلاد فبسببه، وهو من شجع فينا قيم الاعتماد على النفس وبناء شخصياتنا المستقلة، بل وكان يشجعنا على إبداء الرأي المختلف مع رأيه، أحياناً يوافقنا، وأحياناً يتمسك برأيه، وكان على الدوام نبراساً لنا في حب الوطن والتركيز عليه والبعد عن أي تطرف أو انتماءات خارجية.
هل تريدون فعلاً أن تعرفوا من أين أتيت بالقدرة لانتقاد عباس الخضاري؟
أتيت بها منه... فهو من علمنا أن نكون أحراراً وأصحاب رأي، ولم يزعل منا أبداً لاختلاف رأينا معه.
هذه مدرسة عباس... أما مدارسكم التي قد ترون بها ما لا يعجبكم، لكنكم تعلمتم أن تغلقوا أفواهكم ولا تتحدثوا بشأنها... فهي شأنكم... وسأتفهم تماماً كيف تستغربون قدرتي على النقد... فهو شيء لم يمارسه الكثيرون في مجتمعاتنا.
ختاماً... بوفاضل يا من علمتنا فن الاختلاف... شكرا على هذه، وعلى كل شيء آخر... لم نوفك حقك أبداً!

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي