نفسياسي
مجلس الشباب... بالقرعة... ويستمر الإبداع الحكومي!
يبدو أن هذه الحكومة مشغولة بشكل كبير بالمظاهر والشكليات الإعلامية، أكثر من تركيزها الحقيقي على بناء المواطن الصالح، ومحاولة بث روح الأمل في الشاب الكويتي، من خلال قدرته على المساهمة في تغيير واقع وطنه والمساهمة في بنائه بالشكل الأمثل، وكيف لا تكون الحكومة كذلك وعلى رأس جهازها الإعلامي الوزير محمد الجبري.عموماً، قامت الهيئة العامة للشباب - والتي طالبت الحكومة بإلغائها في 2018 - بالدعوة إلى إنشاء ما يسمى بـ«مجلس الشباب الكويتي»، والذي لا يبدو أن الإعلان عنه قد تم بالشكل الذي يتناسب والمهام المرجوة منه، لكن ما نُشر عن الذين اختيروا لعضوية هذا المجلس يشير إلى أن المتقدمين للعضوية خضعوا لتصفية طلباتهم.
لا أعلم شخصياً ماهية المعايير التي تمت التصفية عليها، وبالتالي اختيار من اجتاز مرحلة التصفية تلك بنظام الـ«قرعة»، وإعلان الأسماء في «غبقة» الهيئة، التي أقيمت منذ فترة وفي أجواء احتفالية غير منطقية، وكأننا قد قمنا باختيار الأكفأ لعضوية هذا المجلس بهذه الطريقة تحقيقاً لمبدأ العدالة!
لا نشكك البتة في أسماء الشباب الذين اختارتهم «القرعة»، أو «الصدفة»، ولا نريد «تكسير مجاديفهم»، رغم ما سمعناه - وقد يكون غير صحيح - من أن الكثير من الفزعات الفئوية قد سبقت عملية التقدم والترشح لعضوية هذا المجلس، لكن المسألة برمتها لا تشعرنا بوجود القدر الكافي من الشفافية في مرحلة التصفية الأولى، والتي أعقبها اختيار الفائزين بالقرعة لمجلس يفترض أن من اختصاصاته «بحث ودراسة القضايا الشبابية، واقتراح الحلول المناسبة لها لمعالجتها، وفق أساليب علمية فعالة واقتراح السياسات والاستراتيجيات والخطط المتعلقة بشؤون الشباب، واقتراح آليات وسُبل التواصل مع الأجهزة الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، واقتراح الأنشطة والبرامج والملتقيات الشبابية بصفة دورية في داخل البلاد وخارجها»، وهذا ما هو منشور بالنص حول مهام هذا المجلس، أن يتم اختيار أعضائه بالقرعة، من دون الالتفات للكفاءة الذاتية لمَنْ سيُختارون لهذا المجلس، فهو أمر يثير الاستغراب الشديد!
يبدو أن الأخوة في الهيئة العامة للشباب، قد تأثروا بالأجواء «الفاشنستية» التي سمّمت واقعنا الكويتي، وعليه استخدموا هذه الطريقة الكرنفالية أو الاحتفالية لاختيار أعضاء المجلس الموقر، لكنه من واجبنا أن نهمس في آذانهم أن هذه المجالس لا يجب اختيار أعضائها بطريقة الـ«سحب على الجوائز»، «يا جماعة... أنتو منو قاعد يخطط لكم»؟!
alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari
