وجع الحروف

نموذج الطالبة غريتا ثونبرغ...!

تصغير
تكبير

غريتا ثونبرغ... طالبة سويدية لا تتجاوز الـ16 عاماً، أحزنها ما تعلمته في المدرسة عن تغير المناخ، بدأت في عام 2018 إضراباً عن الدراسة مطالبة بإجراءات فورية لمعالجة الاحتباس الحراري? وفي عام 2019 خرج 1.4 مليون حول العالم على خطاها نفسها وقاطعوا الدراسة كل جمعة، وبعد تحدثها في المحافل الدولية اختارتها مجلة التايمز لقائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم.
هذه الطالبة حصلت على أفضل تعليم وأفضل الخدمات الصحية، وتميز العيش في مجتمعها السويدي بأنه عيش رخاء ومن أفضل دول العالم بالنسبة لمستوى الدخل للأفراد.
لاحظ، طفلة في عمرها هذا كيف أن التعليم السليم دفعها للتفكر في حالة المناخ، وكيف أن الثقافة الصالحة جعلتها تفكر في المناخ والاحتباس الحراري.
نموذج هذه الطالبة ما كان له أن يخرج لولا أنها تعلمت وتثقفت... وهذا هو الباب الذي تدخل من خلاله الأمم إلى طريق الإصلاح.
هل بالإمكان أن نرى هذا النموذج في مجتمعاتنا؟
ثقافتنا لا تسمح وتعليمنا لا يحتاج إلى إضراب عنه؟
لذلك هذا النموذج قد نجده في بعض الطلبة المتميزين، وهم قلة نادرة وعددهم قليل جداً... وحتى إن حاولت أن تنقل انطباعها فإن ثقافة الكبار ستوقفها.
نحتاج أن نبني جيل اليوم على قيم ومعتقدات سليمة، كي يكونوا كباراً صالحين في المستقبل... وهذا ما يقوله علماء الاجتماع: إن التغيير في الوضع يحتاج إلى جيل كامل.
أطفال لا يجدون تعليماً جيداً... أطفال لا يجدون رعاية صحية مناسبة، وذويهم في صراع مستمر: فكيف لهم أن يفكرون في البيئة وما يحيطها؟

الزبدة:
ليعلم أحبتنا أننا مجتمع حباه الله بنعم كثيرة، مال وثروات بشرية لم تستغل.
وسوء الاستغلال أنتج ما ترونه واضحاً في المؤشرات الدولية بالنسبة للتعليم والصحة والتنافسية وغيرها من المؤشرات، والسبب ليس الصغار من هم في عمر غريتا ثونبرغ السويدية، إنهم معشر الكبار من تسبب في ما نعيشه من تراجع.
نموذج الطالبة غريتا ثونبرغ نحتاج أن نفهم جوانبه، وكيف أن الكبار هناك هم من صنعوا منها واحدة ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم... فهل نتدارك الأمر ونعيد التفكير في ثقافتنا وتعليمنا وخدماتنا الأخرى، ليخرج لنا جيلاً أشبه بتلك الطالبة التي جذبت أنظار العالم بأكمله؟... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي