نفسياسي

الفرق بين الطبيب النفسي والأخصائي النفسي والدكتور والبروفيسور!

تصغير
تكبير

اخترت لكم مع أجواء العيد موضوعاً خفيف الظل، فالكثير ما زال لا يميز بين فروع التخصصات المتعلقة بالصحة النفسية، خصوصاً بين الطبيب النفسي، والأخصائي - أو المعالج - النفسي، وسأعرج بعدها على موضوع لطيف آخر هو الفرق بين الـ«دكتور» والـ«بروفيسور»... لكثرة الخلط بينهما وادعاء البعض بحصولهم على أعلى الدرجات الأكاديمية!
أولاً، الطبيب النفسي هو في الأساس طبيب، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وهو البكالوريوس الوحيد في الدنيا الذي يسمى باللغة الانكليزية MD اختصارا، لـMedical Doctor، بما معناه أن الأطباء هم أصحاب المجال الوحيد الذين يطلق عليهم لقب «دكتور» بعد حصولهم على شهادة البكالوريوس، وعودة للطب النفسي، فبعد الحصول على شهادة البكالوريوس في الطب يتخصص من يريد هذا التخصص في إحدى الجامعات التي توفر برنامجاً تدريبياً يسمى بـ«البورد» وهو عبارة عن 4 أو 5 سنوات من الدراسة الاكلينيكية المرتكزة على علاج الاضطرابات النفسية دوائيا بشكل أساسي، مع بعض التركيز على العلاجات النفسية بأنواعها والتي لا تشتمل على الأدوية، ويختتم الطبيب النفسي تدريبه بدخوله امتحاناً تنظمه جهة مشرفة على التعليم الطبي العالي ليجوز ما يسمى بـ«الزمالة» في الطب النفسي - درجة تعادل الدكتوراة في المجالات الأخرى - بمعنى أن «الدكتوراة» في الطب هي تلك الزمالة وليست كما يتخيل البعض أنها في الطب كغيرها أي «PhD»، رغم أن بعض الدول العربية ما زالت تعتمد هذا النظام المتخلف في التعليم الطبي، وبدأت أخيراً في الابتعاد عنه لسوء مخرجاته، فهو يعتمد على الأبحاث العلمية لا الدراسة الاكلينيكية وعلاج المرضى، ما أنتج الكثير من الكوارث والأخطاء الطبية، بالإضافة إلى أن بعض الجامعات المرموقة حول العالم تتيح للطبيب الحاصل على الدكتوراة أو الزمالة، أن يقوم بعمل «PhD» في إحدى المواد التي يريد التركيز عليها، ولكن هذه الدكتوراة ليست بشيء أبداً إن لم يحز الطبيب على شهاد الدكتوراة الأساسية - أي البورد - وليست إلا إضافة لإنتاجه العلمي!
المعالج أو الأخصائي النفسي هو متخصص في علم النفس الذي تشرف عليه كليات الآداب أو كليات العلوم الاجتماعية وفيه فروع كثيرة، كعلم النفس الصناعي، والنفس التسويقي والاستثماري وغيرها، لكن ما يتعلق بعلاج المرضى من فروع علم النفس هو السلوكي/‏ الاكلينيكي، وهو ما يتعلم الدارس فيه تقديم الجلسات العلاجية غير الدوائية والاستشارات العائلية والكثير من التقييمات والاستبيانات النفسية.
نعرج على موضوع آخر، وهو الفرق بين الدكتور، أي حامل درجة الـ«PhD» أو ما يناظرها، والبروفيسور، أولاً وبعيداً عن موضوع الشهادات المضروبة، التي ما عدنا نميز بين من يحملها وبين من يحمل شهادة حقيقية، فدرجة الدكتوراة هي أول درجات السلم الأكاديمي، فحاملها أصبح يمتلك من المؤهلات ما يسمح له بإجراء البحوث العلمية المحكّمة وتدريس الطلبة في مجال تخصصه، وبعد سنوات من التدريس الجامعي وتدريس مئات الطلبة ينتقل الدكتور بين الدرجات الأكاديمية من درجة أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك، إلى أستاذ أو بروفيسور، وهو ما قد يستغرق مدة لا تقل عن السنوات العشر في أفضل الأحوال، وللعلم، الحاصلين على درجة الأستاذية في جميع التخصصات وحول العالم هم القلة القليلة، لأن معظم أساتذة الجامعة يتوقفون عند مرحلة الأستاذ المشارك لصعوبة الترقية لما بعدها.
واضحة؟ يعني بالفصيح... مو كل من يقول لكم أنا بروفيسور - بافتراض صحة شهادته - هو فعلا كذلك... فقط اسألوه عن نسخة من شهادة دكتوراته واختبروا إتقانه اللغة المكتوبة بها الرسالة، ثم اسألوه عن الجامعة التي يُدرّس فيها طوال هذه السنوات، مع تزويدكم بقائمة من أبحاثه المحكّمة والمفترض ألا تقل عن 30 تقريباً، ومنشورة في مجلات علمية معترف بها، عندها فقط سينكشف لكم... منو الدوك، ومنو البروف، ومنو اللي لا هذا ولا ذاك!

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي