قيم ومبادئ

في الأدب مع النفس

تصغير
تكبير

عقيدة كل مسلم بأن سعادته في الدنيا والآخرة موقوفة على مدى تأديب نفسه، وتزكيتها، كما أن تعاستها منوطة بفسادها، وخبثها، لقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا».
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم يدخل الجنة إلاّ من أبى قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) رواه البخاري.
كما يؤمن المسلم بأن ما تطهر به النفس وتزكو هو الإيمان، والعمل الصالح، وأن ما تتدنس به، وتخبث، هو سيئة الكفر والمعاصي، قال تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ» سورة هود.


وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كان نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه) من أجل ذلك يعيش المسلم عاملاً دائماً على تأديب نفسه، وتزكيتها، وتطهيرها إذ هي أولى من يُؤدّب، فيأخذ بالآداب المزكية لها، والمطهرة لإرادتها، كما يجنبها كل ما يدسيها، ويفسدها من سيئ المعتقدات وفاسد الأقوال والأفعال، يجاهدها ليل نهار، ويحاسبها في كل ساعة يحملها على فعل الخيرات، ويدفعها إلى الطاعة دفعاً، كما يصرفها عن الشر والفساد صرفاً ويردها عنهما رداً، ويتبع في إصلاحها وتأديبها هذا المنهج التربوي الذي سار عليه الصالحون ونصح به المربون فانصلحت احوالهم ظاهراً وباطناً:
1 - التوبة: والمراد منها التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي، والندم على كل ذنب سالف والعزم على عدم العودة إلى الذنب في المستقبل وذلك لقوله تعالى: (‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).
2 - المراقبة: وهي أن يأخذ المسلم نفسه بمراقبة الله تبارك وتعالى، ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها، عالم بأسرارها، رقيب على أعمالها، قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت، وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكماله، شاعرة بالأنس في ذكره، واجدة الراحة في طاعته، راغبة في جواره، مقبلة عليه، معرضة عما سواه. وهذا معنى إسلام الوجه في قوله تعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ».
3 - قراءة القرآن بتدبر وتمعن والعمل بما فيه، وترك ما نهى عنه.
4 - كثرة الذكر والتهليل والتحميد والاستغفار.
5 - العمل الصالح من صدقه وقيام الليل وعيادة المريض والقيام على المحاويج والفقراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في توجيه الناس إلى الخير. فهذا أدبك مع نفسك التي تسكن بين جنبيك، وهذا ما أراده الله منك ولن يسألك عن غيرك! فتأمل هذا جيدا تسعد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي