ضوء

التفكير الابتكاري (1)

No Image
تصغير
تكبير

كثيراً ما نسمع مصطلح التفكير الابتكاري يتردد على مسامعنا، فما هو مفهوم التفكير الابتكاري؟ هو مصطلح أطلقه العالم (تورنس) وأعدّ اختباراً يقيسه في عام 1962، ويتوقف تعريفه على تحديد معنى ومفهوم الابتكار، فالبعض يركز عند تعريف الابتكار على الدوافع الابتكارية، والبعض يركز على النتاج الابتكاري، والبعض الآخر يركز على الصفات والخصائص الابتكارية، ومنهم مَنْ يركز على العملية الابتكارية.
ويُعرّف (تورنس) التفكير الابتكاري بأنه: عملية تجعل الفرد حسّاسا ومُدركا للتغيرات والاختلافات في المعلومات والعناصر المفقودة، ثم تجعله يبحث عن الدلائل في الموقف، ويجمع المعلومات، ويضع الفروض، ويفحصها، ويربط بين النتائج، ويجري التعديلات ويعيد صياغة الفروض، حتى يتوصل إلى تحقيق الهدف.
في حين أن (جلفورد) ربط تعريفه للتفكير في عام 1986 بعلاقته بالقدرات الابتكارية، فهي في نظره التي تحدد إذا كان الفرد يملك القدرة على إظهار السلوك الابتكاري بشكل ملحوظ، وتنقسم القدرات في رأيه إلى مجموعتين: القدرات ذات النتاج التشعبي والتي تعمل على توليد الأفكار، والمجموعة الثانية: القدرات التحويلية ذات النتاج التجميعي مثل التنظيم والتحويل.
وتتكون أبعاد التفكير من ثلاثة أساسية: الطلاقة والمرونة والأصالة، والعديد من الأبعاد الأخرى مثل الإضافة، والحساسية للمشكلات.
والطلاقة هي طريقة في التفكير تعتمد على تعميم الأفكار واسترجاعها من دون انتاج حل معين أو التوصل إلى إجابة محددة، وفي داخل الفصل الدراسي مثلا تعني: أن يسأل الطالب أسئلة تستدعي إنتاج أكبر قدر ممكن من الأفكار أو الإجابات في فترة زمنية محددة، لسؤال مثل: ما هي الطرق التي يمكن أن تفكر بها لتقشير البرتقال؟
والمرونة: هي القدرة على تعميم الحلول والأفكار، وتحويلها إلى أفكار مناسبة وملائمة، وفي الفصل الدراسي تتم الاستثارة أو التحفيز للطالب من خلال استدعاء الخيارات للإجابة عن سؤال مثل: ماذا يمكن أن يحدث لو انتصرنا في الحرب؟
أما الأصالة: فهي الاستجابة الأصيلة، بتقديم الفكرة الفريدة غير المألوفة، بالإضافة إلى قيمتها وامكانية تحقيقها.
والعلاقة بين الأبعاد الثلاثة هذه يجب أن تكون واضحة ومحددة، فالطلاقة هي إنتاج الأفكار دون خوف من تقييمها، والمرونة هي النظرة إلى إيجاد خيارات جديدة مترابطة، والأصالة هي البحث عن التفرد، وهي التي تستدعي التقييم بشكل جلي وتوظيفه عملياً.
وجميع هذه الأبعاد لها علاقة بالزمن، فالطلاقة تتمثل في انتاج أكبر عدد ممكن من الاستجابات المحتملة للمشكلة في وحدة زمنية ثابتة، والمرونة تتمثل في تنوع عدد فئات الاستجابات المحتملة للمشكلة في وحدة زمنية محتملة، والأصالة عدد الاستجابات المحتملة الفريدة في وحدة زمنية ثابتة.
إن الابتكار الحقيقي لا بد وأن يتضمن استجابة أو فكرة فريدة من نوعها بحيث تكون هذه الفكرة ملائمة ومفيدة بالنسبة للواقع العملي، مع العمل على التطوير المستمر لهذه الفكرة. وكل عام وأنتم بخير.
وكم نحن في واقعنا العربي بحاجة ماسة إلى شحذ التفكير الابتكاري في مناهجنا ومدارسنا للوصول إلى تشجيع الابتكار في عقول أطفالنا وشبابنا وجميع أفراد مجتمعاتنا، من أجل تطوير أوطاننا ونهضة شعوبنا.

aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي