وجع الحروف

«أيام الطيبين»... عيدكم مبارك!

تصغير
تكبير

أخذت صورة «بو طبيلة» المكتوب عليها «أيام الطيبين» التي نشرت في «الراي» عدد آخر جمعة من شهر رمضان المبارك مدخلاً لمقال اليوم؟
«أيام الطيبين»: أين نحن منهم الآن؟ و... عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.
لو رجعنا لحياة «أيام الطيبين» من جانب العلاقات الإنسانية وطبيعة الحياة آنذاك، بقصد الاعتماد عليها لصياغة إستراتيجيات وآلية تنفيذ كلمة حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه، التي بيناها في المقال السابق... فماذا نجد؟
كان المجتمع متسما بالبساطة وحسن العلاقات وجودة العمل... كان «الطيبين» ينهرون الفاسد المفسد ويطردونه من مجالسهم وكانوا لا يقبلون الإساءة لأي مكون من مكونات المجتمع الكويتي، وكان التعليم على «قد الحال» لكنه خلق علماء? مفكرين، وطبقة مثقفة على حس عال من الوطنية والثقافة الصالحة.
كانت الأخلاق والاحترام أساسا للتعامل إنسانياً ومؤسساتياً وتجارياً.
يقول خالد الفيصل في بيت شعر له: «يا زمان العجايب وش بعد ما ظهر... كل ما قلت هانت جد علم جديد»!
نعم... لقد أصبحنا نتابع انتكاسة غير مسبوقة في العلاقات الإنسانية، وأضحى رموز السفاهة والمروجون لها يضربون في الوحدة الوطنية، وكل يوم نصبح معه على قضية فساد جديدة ونشهد تراجعاً في أغلب المؤشرات العالمية بسبب سوء اختيارنا للقيادات، وكان آخرها تقرير التنافسية العالمية 2019، الذي خلا من اسم الكويت وقس عليها مؤشر جودة التعليم والخدمات الصحية وغيرها.
هل نستوعب ما يحصل لنا اجتماعياً ومؤسساتياً وإعلامياً؟
هل نفيق من غفلتنا ونفهم الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة؟
أين نحن من الإصلاح الذي ينتظره السواد الأعظم؟
مجموعة بسيطة لا تشكل نسبة تذكر، هي التي عزلتنا عن قيم ومعتقدات «أيام الطيبين»، وهي من تصنع مستقبل الجيل القادم مع بالغ الآسى.
لماذا لا نستوعب قول الله عز شأنه «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، ولا نطبق ما جاء في الحديث الشريف «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي? وجعلته محرماً فلا تظالموا».

الزبدة:
لقد ظلمنا أنفسنا كثيراً? وأصبحت الحقوق - في كثير من الأحوال - لا تأتي إلا عبر رفع القضايا، ناهيك عن ظلم فلذات أكبادنا في عدم توفير تعليم جيد لهم والمرضى ظلمناهم... وأصبح الجميع يبحث عن «واسطة»!
القصد من هذا المقال إننا نمر بأزمة تلو أخرى... وتراجع يتبعه تراجع والأسباب معلومة والاستشهاد بالآية الكريمة والحديث الشريف إنما هو موجه لمن يخشى أن يكون في موقع الظالم لنفسه أو لمجتمعه، لعلهم يتداركون خطورة الوضع قبل أن يفارقوا هذه الحياة، ويقفوا أمام رب حرم الظلم على نفسه.
والكلام يطول في هذه الجوانب ونحن هنا فقط نذكر و«الخير باق في أمة محمد»... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي