«المسحراتي» يقرع أنغام الحب والسلام في سوق المباركية مُقارعاً طبول الحرب في المنطقة
«بو طبيلة»... صفحة مُشرِقة من «أيام الطيّبين»
(تصوير نايف العقلة)
قبلة على رأس بوطبيلة من أحد الأطفال (تصوير نايف العقلة)
بوطبيلة وإلى يمينه حمد المضحي
شارع الغربللي في المباركية
بخيت سويدان متحدثاً للزميل غانم السليماني
محمد سالم
هاني الظفيري
أحمد الجندي
- المسحراتي الحاج حسين القطان:
- أمارس هوايتي منذ سن التاسعة ولن أبرحها حتى... أموت
- عشق عُماني لسوق المباركية: جمال وروعة المكان... وطيبة الشعب الكويتي
- نافذة على التراث معبّقة بالسعادة... في المكان يحلو السهر وتجارة رائجة للبخور والطيب
- أينما تلفّتّ تلمح في الوجوه محبة للمكان... والسهر يحلو حتى موعد السحور
- رشا الصقر المستقيلة من «التربية» تُدير محلها «ملح وحلا»... أطباق الكنافة وصبّة القفشة أحلى
برحابة قلبه وطلاقة لسانه، قرع «بوطبيلة» طبول الحب والسلام في سوق المباركية، فطغت على طبول الحرب التي تسود أجواء المنطقة.
ليالي المباركية أشرقت بضحكات مرتادي السوق القديم، الذين أداروا ظهورهم لمخططات وسيناريوات أخبار أزمة أميركا وايران، التي أشعلت المنطقة توتراً، وأضحوا يصفقون لـ«بوطبيلة» ويردوون كلمات الحب والسلام معه.
«المسحراتي» الكويتي الحاج حسين سليمان القطان، الملقب بـ«بوطبيلة» يمارس هوايته المفضلة في إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور من عمر 9 سنوات وما زال يمارس قرع الطبلة وترديد الاهازيج والادعية، على الرغم من التطور والتقدم الحاصلين، إلا انه ظل متمسكاً بهذه العادة القديمة... من أيام الطيبين.
ويقول بو طبيلة لـ«الراي» إن «مهمتي هي تذكير الناس بوقت السحور، كنت وما زلت أقوم بهذه المهمة على الرغم من التطور الكبير الحاصل من وسائل تواصل حديثة، وبو طبيلة يدور على بعير ويلف على الناس، وأنا أحيي هذه الذكرى الجميلة التي أعمل بها منذ أن كان عمري 9 سنوات، ولن أتخلى عنها إلا عند موتي».
وزاد: ادعو للجميع بالمحبة والسلام والخير من وافدين وزائرين وضيوف الكويت، إن شاء الله يعم السلام على الناس عامة، مشيرا إلى أن لـ«بو طبيلة» أو «المسحراتي» مكانة خاصة في هذا الشهر، وهو يسهر ليالي رمضان ويجوب الشوارع قديما وهو يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بغرض إيقاظ النائمين وحضهم على تناول طعام السحور.
وفي مكان آخر في السوق، يتجول الشاب العماني محمد سالم الذي يقول «وصلت اليوم للكويت وهذه السنة الثانية التي أزور بها الكويت في شهر رمضان لانني أحب أجواء رمضان هنا».
وأفاد سالم أن العادات والتقاليد بين الكويت وسلطنة عمان متشابهة إلى حد كبير، لكن في الكويت أفضل، وهي تتسم بالاجواء العائلية، وأحب أن أزور الكويت بشكل كبير، لاسيما في سوق المباركية، حيث نشاهد معالم وتاريخ الكويت والبساطة الجميلة في المكان تجعلنا نشعر بالسعادة. ودعا سالم الله عز وجل أن يديم الامن والامان على جميع البلدان، وأن نعيش بسلام بعيدا عن الحروب والازمات.
من جانبه، قال العماني بخيت سويدان الجعفري إن «الكويت وتحديداً أسواق المباركية لها مكانة كبيرة في قلبي، لما لها من جمال وروعة في مداخل ومخارج وترتيب المحال، إضافة إلى الأمر المهم المتمثل في طيبة الشعب الكويتي الذي يجمعنا معه شيء كبير ورائع وعلاقات متميزة بين البلدين على جميع الأصعدة».
وأشار أن الاجواء في رمضان تتسم بالروحانية والهدوء، لانه شهر رحمة وسلام، وشهر قرآن وذكر، مشيرا إلى أن سوق المباركية يجسد ما تمثله المنطقة من قيمة تاريخية وتراثية، وكونها الوجهة المفضلة للعمانيين.
من جانبه، قال حمد المضحي إن «اجواء سوق المباركية رائعة لا سيما في شهر رمضان، وزيارة السوق تكسر الروتين، كما أن سوق المباركية يجذب الجميع. يذكرنا بتراث الكويت قديما وتشاهد في السوق جميع الفئات العمرية من جميع الجنسيات، وهو يحمل عبقا شعبيا جميلا محببا للناس».
من جانبه، قال هادي معتق الظفيري، الذي يعمل في وزارة التجارة والصناعة، إن سوق المباركية التراثي له خصوصية لدى الكويتيين في الشهر الفضيل، لذلك تجده يزدحم ليلا بالرواد من كل الجنسيات، ويتحول إلى ملتقى كبير يجمع الناس الذين يجلسون في المقاهي للسهر حتى وقت السحور.
وأضاف الظفيري أن «سوق المباركية فيه من عبق الماضي الكثير، ويجمع بين التراث والمعاصرة، ما جعله مقصدا للجميع، فهو نقطة للالتقاء جميع الجنسيات والفئات العمرية ويمتاز بتنوع البضائع المعروضة».
وفي السياق نفسه، قال بائع البخور أحمد الجندي إن الطلب في شهر رمضان يزيد على البخور والطيب والهدايا، والزبائن من كل مكان ودول الخليج، والغالبية يطلبون العطور العربية.
وأضاف ان الزبائن يتوافدون في كل وقت، لا سيما في فترة المساء حيث يزادد الاقبال وحركة البيع تنشط بشكل لافت.
وعلى مدخل سوق الغربللي، تقف الشابة رشا الصقر صاحبة محل «ملح وحلا» منهمكة في إعداد أطباق البسبوسة وصبة القفشة للزبائن الذين يقفون على شباك المحل الصغير.
رشا الصقر استقالت من وظيفتها الحكومية في وزارة التربية، وفتحت محلاً لبيع الحلويات في سوق المباركية وتشرف على إدارته بنفسها، وتودع العمل المكتبي المريح، يساعدها في إدارة محل إعداد الحلوى 8 عمال، وقد أثمرت جهودها شهرة كبيرة وإقبالا على المحل.
وقالت الصقر لـ «الراي» «إن عملي ليس بالامر السهل فهو يحتاج لمتابعة دقيقة، وبطريقة مستمرة والقدرة على حل المشكلات ومواجهة الصعاب وتذليلها». وأضافت: اتخذت قرارا قبل سنوات أن أقدم استقالتي من العمل في وزارة التربية وأتجه للعمل الخاص، فقمت بفتح محل لبيع الحلوى في سوق المباركية وتحديدا في شارع الغربللي.
وتابعت، وهي تتجنب نيران «الكنافة» الملتهبة بسرعة لإنهاء طلبات الزبائن، إن العمل في المحل له طبيعة خاصة ويختلف كلياً عن العمل في وزارة التربية.