ضوء

فلسطين الحق والحقيقة

No Image
تصغير
تكبير

ندين القصف الهمجي على شعبنا الفلسطيني في غزة، نحن نستقبل الشهر الفضيل بالفرح والابتهاج، وشعبنا في غزة يستقبله بالقنابل والنار والموت والرصاص، وكنا نتوقع أن يهبّ الشعب العربي من مصر إلى تطوان، استنكارا لجريمة الصهيوني نتنياهو، وتضامنا مع أطفالنا وشعبنا المحاصر، يؤلمنا جداً الشعور بالعجز ونسأل: هل الفلسطينيون هم أصحاب الحق الذين لهم وحدهم الحق المطلق في تقرير مصيرهم ومصير كل شبر من فلسطين؟
لا ليسوا وحدهم وللأسف، لا أتفق بالإيجاب على هذا السؤال، لا ليس الفلسطينيين وحدهم من يقرر مصيرهم، لماذا؟
أولاً: لأنهم ليسوا من قرر الاحتلال وسرقة الأرض عام 1947، وليسوا من خطط منذ 1919 لخلق وطن بديل لليهود، وليسوا من باع أرضهم، وليسوا من خانوا واشتروا السلاح الفاسد عام 1948، وليسوا هم من يقتل ويعتدي، وليسوا هم من تقاعس للدفاع عن الأرض، بل بذلوا الغالي والنفيس من أجل استرجاع الحق.


ثانياً: إن الصهاينة لم يسلبوا الأرض العربية ويحتلوا أكثر من 80 في المئة منها وحدهم، فهم يحصلون على الدعم والمساعدات المادية والعسكرية والإعلامية والأمنية، من مختلف الدول العظمى والصغرى، مليارات الدولارات تُدفع لهم سنوياً، من أجل تعزيز القمع والاحتلال.
ثالثاً: المستهدف من قبل الصهاينة ليس فلسطين وحدها بل معظم الأرض العربية، ومشروعهم الصهيوني لم يحدد حدوداً واضحة حتى الآن لدولتهم اليهودية المزعومة، وهم يتراكضون إلى أي بقعة عربية فيها أثر لليهود، لكي يبدأوا منها رسم أكذوبة جديدة بأحقيتهم فيها.
رابعاً: الصراع ليس صراع وجود فحسب، بل صراع أخلاق وضمير وحق وعدل مقابل ظلم وكذب وادعاء، ليس صراعاً أُحادياً بين الفلسطينيين والصهاينة، بل صراع بين دول وأنظمة، صراع بين الخير والشر في العالم أجمع، صراع بين الظلم والعدل، بين النور والنار، بين الحقيقة والأكذوبة، صراع لا جنس ولا جنسية ولا دين له، بين كل فرد في العالم يقف مع الحق والنور والفضيلة، ضد كل فرد يقف مع الظلم والظلام والرذيلة، وهذا ليس تعبيراً انشائياً بل حق وحقيقة.
فلسطين جزء من التراب العربي، شاء من شاء وأبى من أبى، وهي تتوسط الأردن ومصر ولبنان من الجهات الأربع، تُسلب قسراً وتقتطع من عمقها العربي ليصنعوا منها كياناً غريباً عن محيطها العربي، ليس غريباً فحسب بل ومعاد له، ثم يختلقون الأكاذيب ويزورون التاريخ، ويجيّرون الإعلام والمال والسياسة والعنف والسلاح من أجل تعزيز كذبهم وادعاءاتهم، لكن هيهات أن يقتلعوا الجذور والأصل والحق والحقيقة.
يشردون أهلها بالقمع والقتل من قبل عصابات صهيونية صُنعت في أميركا والغرب، ليأتون بجحافل تنهب وتقتل الأطفال والشيوخ وترهب النفوس، منذ عام 1947 وهم على هذا المنوال، يتفننون في خلق الأكاذيب والخدع النفسية والمعنوية، لكي يجبروا شعبها الأصيل على مغادرة أرضه عنوة، ويغادر غالبية الشعب الفلسطيني أرضه قسراً، ظناً منه أنه عائد بعد أيام قصيرة، فيحملون مفاتيح بيوتهم بين ضلوعهم، ويتركون بياراتهم وأملاكهم في مهب الريح، خوفاً على أرواحهم وأطفالهم من الموت المحتم.
والآن الصهاينة القتلة يريدون التطبيع والحصول على الأرض والسلام معا بلا مقابل، ونستغرب من بعض الأنظمة العربية التي تفرّط في الحق العربي وتقدّم التنازلات تلو التنازلات، نستغرب التفريط بكل سهولة بترابنا العربي وبمقدساتنا الإسلامية والمسيحية بلا مقابل.
aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي