في ختام احتفالية «التنوير... إرث المستقبل»

محطة / أحمد البغدادي: الكويت «متنورة» بالمفاهيم المدنية فقط

u0623u062du0645u062f u0627u0644u0628u063au062fu0627u062fu064a u0648u0641u0627u064au0632u0629 u0627u0644u0639u0648u0636u064a u0648u062au0648u0641u064au0642 u0627u0644u0633u064au0641r
أحمد البغدادي وفايزة العوضي وتوفيق السيف
تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
اختتمت مساء الثلاثاء الماضي فعاليات احتفالية «التنوير... إرث المستقبل» والتي نظمها مركز الحوار للثقافة في الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية على مدى يومين متتالين... وحاضر في الجلسة الثانية والأخيرة كل من الدكتور أحمد البغدادي والدكتور توفيق السيف من السعودية وادارت الجلسة فايزة العوضي.
في البداية تحدث الدكتور توفيق السيف عن «تجربة التنوير في الخليج... السعودية نموذجا»، مشيرا في طرحه إلى واقع الحراك التنويري في المملكة العربية السعودية، واقتراح تعريف لحركة التنوير من خلال المبادرات الفردية والاجتماعية التي تنطوي على فعل تنويري، ثم عرض باختصار الخلفية التاريخية لمسيرة التنوير في السعودية وغيرها.
وعرف الباحث التنوير على وجهين الأول من خلال الاعمال الفكرية الناقدة للوضع السائد والداعية إلى التجديد، ثم النشاطات الفردية والاجتماعية التي تنطوي على أو تؤدي إلى تسويد قيم الحداثة والتجديد.
وتحدث السيف عن مفهومين سائدين هما الثقافة العامة وهي مكونات الذهنية العامة والعقل الجماعي، وتتحكم إلى حد كبير في السلوك العفوي، ثم الثقافة الخاصة التي تسمى كذلك بالعالمة أو المكتوبة التي يتداولها - عادة - النخبة من المثقفين والسياسيين والكتاب والدعاة وغيرهم.
وأكد السيف في سياق حديثه عن تباطؤ التنوير السعودي انه لا يوجد مجتمع واحد في العالم كله يغيب عنه الاتجاه التنويري بشكل كامل، حتى في أشد حالات التماثل العفوي أو القسري.
وقال: «يصعب وضع تواريخ محددة لظهور اتجاه التنوير في الثقافة السعودية المكتوبة، خصوصا مع هيمنة انطباع عام يربط التنوير بالانفتاح على منتجات الحضارة الغربية المعاصرة»، وحدد الباحث اواخر القرن التاسع عشر بداية انفتاح المجتمع المحلي على النظم الحديثة للتعليم والصحافة في السعودية.
وأكد الباحث انه لا يوجد شيء يمكن وصفه بمشروع تنويري في المملكة، واضعا بعض النقاط التي يمكن على أساسها تطوير مشروع تنويري في السعودية ومنها تحديد الاشكالات، والانتقال من الاحتجاج على السائد الى المشروع البديل، ثم تشجيع الجدل الضروري، وتخليص حركة التنوير
من هيمنة السياسة، وأخيرا التركيز
على التطور الاجتماعي الداخلي للتنوير.
وتضمن بحث الدكتور أحمد البغدادي عنوان «التنوير الناقص... الكويت نموذجا»، مفضلا تعريفا يعتبر التنوير بمعنى «استقلال العقل الانساني عن كل سلطة سواء كانت ملكية أو دينية»، موضحا انه من المستحيل على العقل المتورط في الفكر الديني او التبعية الاجتماعية، ان يستقل عن السلطات المهيمنة عليه، قائلا: لا فكاك من الدين والسلطة التقليدية الاستبدادية وان النتيجة ستكون استحالة التنوير، مقترحا ان يكون التنور بديلا عن التنوير المستحيل.
وأوضح ان التنوير يمثل وضعية مستقلة عن الدين بمنظومة من المفاهيم والقيم الانسانية، كما ان التنوير اسلوب حياة في المقام الأول والأخير، قائلا: «المجتمع الكويتي حقق التنوير في مراحل مبكرة لتأسيسه الاجتماعي، وانه حقق التنوير في الدستور، الذي قامت على أساسه الدولة الحديثة، كما حاول المجتمع الكويتي ان يقيم حلقة اتصال مع التنوير من خلال التنور»، واستدرك قائلا: «لكن مأساة المجتمع الكويتي انه لم يفهم ان التنور ليس هو التنوير، كما ان رجال هذا المجتمع، وحكامه قبلوا بالتنور كحل وسط لما لا يمكن ادراكه من التنوير».
وقال البغدادي: «فكرة الدولة لا تتحقق الا في مجتمع التنوير، أو على الأقل يمكن ان هذه الفكرة، لا تتناسب والفكر الديني القائم على ذهنية دينية».
وأضاف: «وبرغم ان الدولة قد اعتمدت القانون الوضعي في قوانين الجزاء والتجارة وغيرها... الا ان الدولة اليوم على قاب قوسين أو أدنى من تطبيق رأي الخبير الدستوري الوارد في المذكرة التفسيرية بشأن المادة الثانية... من الدولة الدينية، وفي جميع الاحوال، هذا تنور وليس تنويرا».
واستطرد قائلا: «كل هذا التنور لم يجعل المجتمع والدولة في الكويت تقترب ولو مجرد اقتراب من التنوير، بسبب سطوة وهيمنة الفكرة الدينية في بنية التفكير لدى الكويتي المسلم... وبذلك كانت وأصبحت ولاتزال... متنورة بالمفاهيم المدنية اكثر منها تأثرا بقيم ومفاهيم التنوير، ولايزال العقل الكويتي عاجزا عن التحرر من سلطة الدين».
وفي ختام الجلسة فتح الباب لنقاشات ومداخلات الحضور حول مفهوم التنوير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي