مدفع الإفطار يُدوّي في الكويت منذ 112 سنة
طلقة المدفع في أول أيام رمضان (تصوير سعد هنداوي)
دوي مدفع الإفطار في الكويت، أصبح سمة مميزة في شهر رمضان.
وعلى الرغم من الحداثة والتطوّر إلا أن المدفع يعتبر تقليداً سنوياً منذ أطلقت أولى قذائفه العام 1907، معلناً أنه باق لا يندثر.
الأمر لا يتوقف على تقليد تُراثي سنوي، بل يبدو متجدداً سنوياً في مشهد احتفالي يبث من قصر نايف.
وبدأ الكويتيون في استخدام المدفع، لمعرفة وقتيْ الإفطار (المغرب) والإمساك (الفجر)، منذ العام 1907، في عهد الشيخ مبارك الصباح (حكم البلاد من 1896 إلى 1915).
وتاريخياً، لعبت الصدفة دورها في انطلاق مدفع الإفطار حيث كانت البداية العام 865 هـ من القاهرة المملوكية، وتشير المصادر التاريخية الى أن أول انطلاقة لمدفع الإفطار جاءت بالصدفة، فقد أراد السلطان «خشقدم» تجريب مدفع جديد، وكان بدء انطلاق طلقات المدفع لحظة أذان المغرب، وظن الناس أنه تقليد جديد لتنبيه الصائمين للحظة الإفطار، فخرج الناس لشكر السلطان على التقليد الجديد الذي أصبح عادة في الإفطار والسحور.
هذه الرواية المشهورة، تقابلها رواية أخرى تعود ببداية قصة مدفع الإفطار إلى عصر الخديوي إسماعيل، وتشير إلى أن فاطمة ابنة الخديوي أصدرت فرماناً باستخدام المدفع في الإعلان عن لحظة الإفطار طوال شهر رمضان، ولذا اطلق المصريون عليه «مدفع الحاجة فاطمة».
انتقلت الفكرة لاحقاً إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، ومن بينها الكويت التي عرفت مدفع الإفطار منذ العام 1907 في عهد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع لدولة الكويت، ويعتبر علي بن عقاب بن علي الخزرجي أول من أطلق مدفع رمضان في الكويت.
ويتولى الجيش الكويتي إحضار هذا المدفع إلى قصر نايف قبل شهر رمضان المبارك بيومين، ويقوم على مدفع رمضان ضابط و3 جنود، ويفتح القصر أبوابه أمام الجمهور بعد صلاة العصر (بالتوقيت المحلي) حتى يشاهدوا لحظة إطلاق المدفع معلناً لحظة الإفطار.
وقد اصبح قصر نايف معلماً رمضانياً، بوجود المدفع، يزوره عشرات من المواطنين والوافدين يترقبون اللحظات المدوية لمدفع الافطار، كما يزورون ساحته لالتقاط الصور التذكارية والمشاركة في مسابقات ولقاءات تلفزيونية.