فضلا لا أمراً... أعد قراءة المقال السابق «تلاحمنا بين القصد والفهم...»! ومن ثم أكمل قراءة هذا المقال.
سوء الفهم ينتج عنه خلافات، من الممكن أن يتم احتواؤها عبر «حب الخشوم»، لتصفي النفوس و«يطيح الحطب»، كما يقولون.
ينشر هذا المقال في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك فـ «اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق، لما تحب وترضى ربنا وربك الله» وتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
عندما وضعت العنوان بـ ثقافة «حب الخشوم»... لا تصلح (بضم التاء) فإنني أعني أنها? أي «حبة الخشم» لا تجلب الإصلاح الإداري والمالي، ولا تكافح الفساد بل إنها تعززه من دون شعور من البعض.
نعرض بعض من مظاهر الفساد (بما فيها الإداري والمالي) الناتجة عن «حب الخشوم»:
ـ أجبروك على السعي وراء «واسطة» لنيل منصب? مناقصة? ترقية? أو أي مصلحة أنت أحق بها عبر «حب خشوم»!
ـ أجبروك على «الصوت الواحد» فتسببوا بالفرقة بين أفراد العائلة الواحدة، و«حب خشوم» لنيل صوتك العزيز الذي ستساءل عنه يوم القيامة، فهو بمثابة الأمانة... فتقع في حيرة بين كفاءة تستحق وقريب عزيز... هكذا هي المحصلة!
ـ أجبروك على سماع «الشيلات» لتعود إلى عصر الجهل، وعندما تقع مشكلة بين أطراف بسبب تلك «الشيلات»... تنتهي بـ «حب خشوم»!
ـ أجبروك على «حب الخشوم» لنقل ابنك/ ابنتك من مدرسة إلى أخرى، وكذلك الحال بالنسبة للمعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات تعيين ابنك أو بنتك «كتب الترشيح»? وللحصول على حقك بالعلاج في الخارج.
ـ أجبروك على «حب الخشوم»، كي تلتقي قيادي أو وزير لنيل حق لك، أو لعرض مقترح يخدم البلد والعباد.
ـ أجبروك على أن تفهم أن التعيينات للمناصب القيادية عبر المحاصصة والمحسوبية، إنها تمت وفق معيار الكفاءة، بينما هي من إسقاط عبر باراشوت!
ـ يحاولون إقناعك بأن بعض الملتقيات والدواوين هي لرص الصف ومناقشة ما يهم الشارع الكويتي، بينما هي في أغلبها للسلام و«حب الخشوم»... اجتماعيا لا بأس وهي ميزة حميدة، لكنها لا تناقش ما يعاني منه الجموع، وهي في السابق من الزمان كانت منتديات وملتقيات فكرية، ترفع من مستوى الثقافة وتناقش كثيرا من القضايا ومن بعضها ترفع التوصيات لأصحاب القرار!
فكيف لنا بلوغ تحقيق الرؤى والإصلاح، في ظل تطبيق ثقافة «حب الخشوم»!
الزبدة:
بناء الأوطان أشبه بقول «كما تزرع تحصد»... يعني إذا زرعت الثقة في الكفاءات ومنحتها فرصة قيادة المؤسسات، فأنت حينئذ تستطيع أن تحصد النتيجة، من خلال تعليم متميز وثقافة سليمة هما الأساس لبلوغ التنمية المستدامة، التي تبدأ من العنصر البشري.
ببساطة: ماذا يريد الوطن وأفراده؟
كل ما هو مطلوب الاهتمام برصد التوقعات وتحقيق ما يريد الأفراد ومكونات المجتمع وفئاته، وهذا الرصد معمول به في معظم الدول المتقدمة، لقياس احتياجات المجتمع ومؤسساته عبر دراسات ميدانية، واستبيانات ولقاءات مباشرة مع الجمهور والموظفين أسفل الهرم الوظيفي.
وهنا وبعد هذا العرض الموجز نسأل: هل ثقافة «حب الخشوم» - التي نقلنا جزءا يسيرا من صورها - بالإمكان أن تحدث نقلة نوعية وتصلح الحال والبال وتكافح الفساد؟
أترك الإجابة عن هذا السؤال لكم... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi