مجاهدة النفس

تصغير
تكبير

إن مجاهدة النفس شيء عظيم، لا يفعله المرء مرة ويتركه، بل يحتاجه إلى أن يموت! قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى). ولا شك أن المرء قد يتأثر بالبيئة وما يحيطه، ولكن إذا تعاهد نفسه ووضع الجنة نصب عينيه دائما فسيسعى إلى مجاهدة نفسه، فقد قالوا: (الحلو ما يتغير ولكن الملاح ملاح). وزوجة فرعون رضي الله عنها ضربت أحسن الأمثال في ذلك.. فأي بيئة أسوأ من كون زوجها كافرا وذات سلطة ولا يرحم صغيرا ولا كبيرا!
ولنعلم أنه ‏قبل أن تقع في شر كبير، لا بد أن تكون لك خطوات صغيرة قبل ذلك. وفي ذلك قالوا: (اللي يسرق بيضة يسرق جمل). قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ).
الشيطان قد يفتح لك بابا صغيرا من الشر حتى يوقعك بالكبائر! فيقول ابتداء مظهرا فقهه: التساهل بالنظر من الصغائر التي تكفر بين الصلاة إلى الصلاة.. ثم بعدها يقول لك اللمس من الصغائر أيضا ومن منا لم يخطئ؟ حتى يوقعك بالفاحشة الكبرى.. فإن أنبك ضميرك وأردت التوبة بعدها، قال: إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين.. وإن استمررت في هذا الوحل، قال: هل موافقة الطرفين يقال عنها زنا؟ كما قال كفار قريش عن الميتة بأن الله هو الذي ذبحها فلم لا نأكلها؟! فأنزل الله قوله: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ).


ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن ضمن الأدلة على ذلك: حديث الثلاثة الذي انطبقت عليهم الصخرة.. دعا أحدهم وتقرب إلى الله بتركه الزنا مع تيسره له، فانفرجت الصخرة، والحديث في الصحيحين.
ختاما، على الرغم من تيسر الفاحشة ووسائلها في هذا العصر، لا يسعني إلا أن أقول كما قالوا في الأمثال المصرية: «بنت الرجال عانت واستعانت، وبنت الأندال حطت راسها ونامت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي