المعرض أقيم في قاعتي «الفنون» و«أحمد العدواني»

الربيع التشكيلي الـ 12... أجيال فنية متلاحقة ومدارس فنية متنوعة

تصغير
تكبير

افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء أول من أمس في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم، معرض الربيع التشكيلي في دورته الـ12، بمشاركة 79 فناناً وفنانة من مختلف الأجيال، وذلك في سياق الاحتفاء بالتشكيل المحلي، ومن ثم عرض 104 أعمال فنية سواء في مجالات التصوير أو النحت أو الأعمال التركيبية والحروفيات وغيرها، كما أقيم على هامش المعرض حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقته.
والمعرض يعد تظاهرة فنية متميزة، يتناول الفنانون في محتواه الكثير من الرؤى تلك التي تترصد الأصالة والمعاصرة، وكذلك التقليد والحداثة، وفق تصورات الفنانين المشاركين فيه، كما أن من أهم ما يميزه أن أجيالاً مختلفة شاركت بأعمالها في قاعة واحدة، مما يعطي تنوعاً ملحوظاً وثراء فنياً تتنوع فيه الأشكال والمضامين، وفق حالات تشكيلية متعددة الجوانب والاتجاهات.
ففي أعمال فنية سنجد أن الرؤى المتعلقة بالتراث والواقعية والطبيعة الصامتة هي الأكثر حضوراً في عناصرها، وذلك على سبيل التواصل مع ما يتطلبه هذا الأسلوب من اقتراب أكثر من حياة الناس، وكذلك الالتقاء مع الماضي من خلال رصد حالاته وأشكاله، في ما نجد أن هناك أعمالاً تشكيلية أخرى ذات توجهات فنية تندرج ضمن الأسلوب التأثيري، الذي يعطي لحركة الأشياء والعناصر داخل فضاءات اللوحات، تنوعاً مبهراً.
وفي أعمال أخرى نجد أن التجريد مسيطر على أفكارها وبناء محتواها، مما يعطي أحاسيس ذات مدلولات رمزية تحتفي بالخيال في تناغمه مع الواقع المرصود، وفي أعمال أخرى هناك احتفاء بالانطباعية وغيرها من الأساليب التي تضامنت في ما بينها كي تظهر الجماليات الواضحة لمحتوى المعرض.
ولقد برزت أعمال كثيرة في المعرض ونالت استحسان الجمهور الذي تابع فعالياته، سواء في سياق الأعمال المتعلقة بالتصوير التشكيلي أو الخاصة بالنحت أو التركيب أو الكولاج أو الخط العربي، وكلها أعمال استطاع مبدعوها أن يحققوا ما يتطلعون إليه من جماليات في الشكل والمضمون، وفق ما يطمحون إليه من رؤى فنية، تتماهى مع الواقع والخيال معاً.
وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: «معرض ربيع التشكيل عبر تاريخه الطويل وتقديمه لنخب فناني الكويت على مدار السنوات الماضية، أخذ يتطور وتتوسع قاعدة المشاركين فيه، فالمتابع لهذه المعارض سيكتشف الكم الهائل من الموهوبين أصحاب الطاقات الفنية الذين كشف عنهم المعرض، والذين حازوا رعاية الدولة ونالوا الفرص للدراسة عبر ابتعاثهم إلى الخارج، كما قدمت لهم منح التفرغ، ليصبح منهم جيل فني رائع ويصبحوا رواد الحركة التشكيلية في الكويت، وعلى مستوى الوطن العربي، مما ساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني على المستويين المحلي والإقليمي».
وأوضح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش أن معرض الربيع التشكيلي هو من أقدم المعارض الفنية، فقد تأسس عام 1959، وتطور بتطور الفن التشكيلي في الكويت ومدارسه، وكذلك الأساليب والمواد المستخدمة، وأكد الدويش في كلمته أن جميع المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز هم فائزون، وأيضا نجاح المعرض هو بتواجد الفنانين وتبادل الخبرات بينهم.
وألقت التشكيلية ثريا البقصمي كلمة مثلت فيها لجنة التحكيم، واستذكرت في بداية حديثها أول معرض ربيع تشكيلي شاركت فيه، وكان في منتصف الستينات في المدرسة المباركية، مشيرة إلى أن الهدف من هذا المعرض هو عرض نتاج الفنانين المثمر، حتى يطلع عليه الجمهور ومن ثم تدوين آرائه في الأعمال، موضحة أن هذا الشيء في حد ذاته جميل ومفيد للفنان، وتلك الملاحظات تساعده في تطوير أعماله ومعرفة أخطائه. وأضافت بأن الفن هو الشيء الوحيد المرئي الذي يحتاج جهد وعمل وتطوير وتفرغ تام.
ووجهت البقصمي كلمتها للشباب وقالت: «عندما تشاركون في معارض حاولوا أن تبتكروا وتبدعوا وتستشيروا الآخرين من ذوي الخبرة في الأعمال، التي ستشاركون بها، لأن تلك الأشياء مفيدة والفنان على سبيل المثال إذا لم يفز بجائزة، أو تعرض أعماله في المعرض لا يعتبر تلك الأمور هزيمة بنسبه له، ولكنه حافز مهم في أن يستمر ويقدم الأفضل حتى يصل إلى الطموح».

الفائزون بالجوائز

أقيم على هامش المعرض حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة المعرض، من خلال اختيارات لجنة تحكيم التي تكونت من الفنانين عبدالرضا باقر، ثريا البقصمي، داوود الشميمري، محمد السمحان، سوزان بشناق.
وبعد الاطلاع على الأعمال الفنية المشاركة اختارت اللجنة الفائزين بالجوائز في مسابقة معرض الربيع 12، وهم: الدكتور وليد سراب، سارة أنور شير، يوسف القلاف، أمل الجفيرة، فاطمة مراد الكندري، يعقوب يوسف إبراهيم، محمد خليفة العجمي، علي علم دار، دلال حمد السعيد وفتوح شموه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي