طبيعة ساحرة ومناظر خلاّبة وجبال تغتسل بماء البحيرات
سويسرا ... آيات الجمال
هل راودك يوماً ما، حلم الانتقال إلى مكان يخلصك من متاعب يومك، وروتين عملك، ويزودك بطاقة ملؤها الراحة النفسية المستوحاة من الجمال الطبيعي؟
لا شك أن هذا المكان موجود بالفعل في عالمنا اليوم، إنه سويسرا بلد الطبيعة الساحرة، والمظاهر المفعمة بآيات قدرة الله في الكون، حيث البحيرات القائمة تحت حافة الجبال، والأشجار التي تعلوها كتل الثلج المتبقية من فصل الشتاء.
جبال الألب
تعد الجولة الكبرى في سويسرا، والاستمتاع بقيادة سيارة تنطلق بك بين الجبال لمسافة تمتد لأكثر من 1600 كم عبر 4 ثقافات و5 ممرات جبلية إلى جانب المرور على أكثر من 12 موقعاً مسجلاً على لائحة التراث العالمي لـ«اليونسكو» و12 بحيرة مذهلة، واحدة من أروع التجارب التي قد تعيشها على الإطلاق.
والزائر لجبال الألب، يرى أن التضاريس تؤدي دوراً مركزياً في بلورة اقتصاد هذا البلد، وثقافته، وتقاليده السياسية، إلى جانب موقعه السياحي الدولي الكبير، فطبيعته الجبلية صعّبت تطوير منظومة زراعية تقليدية، ما اضطر سكانه للبحث عن صناعات وإنتاجات مختلفة أبرزها الحليب، والأجبان، والشوكولاتة، والساعات.
قلعة «تون»
منذ أكثر من 10 آلاف سنة، شق نهر الراين مجراه بنحو 10 مليارات متر مكعب بين الصخور، وفي ثنايا تلك الرحلة، ومع الدخول في تفاصيل المناظر الخلابة يمكن للسائح الاستمتاع بأجواء رائعة للغاية.
ويمكن له أن يتجول في قلعة «تون» والتي يرجع تاريخها للعصور الوسطى في مدينة زاهر نجيان تون إلى جانب الجولة التي يمكنه القيام بها في متحف القلعة الكبير.
ولا يمكن لك أن تزور سويسرا بدون التعريج على شلالات «الراين» بعرضها الذي يصل إلى 150 متراً، وارتفاع 23 متراً، مما يجعلها الأعلى في أوروبا.
ومع الوصول إلى «الراين» يمكنك زيارة أقدم مصنع للشوكلاتة، وهو «ميزون كايير» حيث يمكن التعرف على تاريخ وكيفية صناعة الشوكلاتة التي تشتهر بها سويسرا إلى جانب الاستمتاع بالقهوة في المقهى الملحق بالمصنع.
كما يمكن للسائحين الغطس والسباحة في مياه نهر فيرزاسكا والاستمتاع بما يحويه السد الذي يزيد ارتفاعه عن 220 متراً، حيث تمتد على مسار الزادي الذي يحمل ذات الاسم القرى الجميلة.
عاصمة الثقافة
تعتبر مدينة بازل العاصمة الثقافية لسويسرا، حيث تقع عند المثلث الحدودي الذي يربط سويسرا مع ألمانيا، وفرنسا ولذلك تعتبر الأكثر قرباً من باريس، وفرانكفورت حيث لا تتجاوز المسافة 3 ساعات بالقطار.
وتضم بازل أكبر المنتزهات الترفيهية في أوروبا، والتي تسمى «بوربا بارك» حيث تستغرق الرحلة إليها من قبل المدينة الساعة تقريباً.
وخلال الصيف وتحديداً في الفترة الممتدة بين 19 و21 يوليو المقبل سيعقد بالمدينة للمرة الأولى مهرجان «كران مونتانا» والذي يضم 9 عوالم مختلفة، و15 ورشة عمل والعشرات من العروض الفنية والثقافية.
ثراء ثقافي
من المعروف أن سويسرا ثرية جداً بالإثنيات، واللغات، والثقافات، والعادات والتقاليد، ويتحدث ثلاثة أرباع سكانها لهجة ألمانية - سويسرية، والبقية بين فرنسية، وإيطالية، ولغات أخرى بنسب منخفضة مثل الهندوسية.
ونظراً لقرارها الإستراتيجي منذ منتصف القرن الثامن عشر، وعدم خوض الحروب والنزاعات، فقد اتسمت بطابع حيادي، ما حوّلها إلى مقر لمنظمات عالمية ودولية، وقد أدى تعديل قانوني يضمن السرية التامة على الحسابات المصرفية إلى تحويلها لعاصمة المالية العالمية.
الصيف والشتاء
ويدهشك أن تعرف أن الإبهار في سويسرا، لا يقتصر فقط على جمال الطبيعة، بل يمتد ليشمل الخدمات، والمرور، والنظافة، وجودة الخدمات، والاسم العالمي، خصوصاً في جامعاتها الفندقية العريقة المعروفة التي تجعل الخدمة الفندقية فيها مثالية.
وينقسم الموسم السياحي في سويسرا إلى قسمين، الصيف، والشتاء، كما أن هناك العديد من المنتجعات التي يمكن الاستجمام فيها في كلا الموسمين، أما الفترة الفاصلة بين الشتاء والصيف، فيتم استغلالها في سياحة المؤتمرات والمنتجعات الفاخرة.
وهناك أنواع عديدة من السياحات في سويسرا، مثل سياحة الاسترخاء بعد قضاء العطل والإجازات في التزلج على الجليد، أو تسلق الجبال، وتمزج تلك الإجازات بين الراحة، والرياضة، والرشاقة، والرعاية التجميلية في فندق واحد أو مجموعة من المؤسسات.
وتحتل مدينة زيورخ الرائعة أكبر مدن سويسرا موقعاً متميزاً على خريطة السياحة السويسرية، فهي أحد المراكز الكبرى للفن، والتسوق، والسهر، ويطلق عليها البعض عاصمة المال والتجارة.
لكن إلى جانب ذلك، فهي مدينة رومانسية كما تقدم نفسها للعالم، وتتميز بموقع فريد، إذ تقع قريباً من جبال الألب الشهيرة، وهي بالتلال المنتشرة والغابات الرائعة، والأنهار الممتدة، والقرى الرائعة، تعتبر نقطة جذب كبيرة للسياح والباحثين عن الاستجمام.
تسلق المرتفعات
وعلى محبي رياضة التزلج أو المشي في الجبال، وتسلق المرتفعات، أن يقصدوا قرى فليمز، ولاكس، وفاليرا، إذ تشكل 235 كيلومتراً من أماكن التزلج الممتدة على مساحة تزيد على 100 كيلومتر مربع من المنحدرات ذات الثلوج الكثيفة (في فصل الشتاء) منطقة رائعة للسياح الراغبين في التزلج، وهي بذلك واحدة من أضخم مناطق الرياضات الشتوية في سويسرا.
وفي فصل الصيف، تصبح هذه القرى ملعباً كبيراً في الهواء الطلق، وملائماً للزوار المفعمين بالحيوية لممارسة رياضة المشي، أو ركوب الدراجات الهوائية، والرحلات النهرية، وركوب الزوارق، والاستمتاع بمشاهد الطبيعة.
الجبن الذائب
تقع قرية غشتاد جنوب غرب سويسرا، ويعتبر موقعها من المواقع الممتازة للقيام برحلات قصيرة في يوم واحد إلى مناطق سياحية حيث يمكن للزوار الاختيار بين 1000 مناسبة مختلفة او أكثر تم إدراجهم على التقويم السنوي للمناسبات.
وتشتهر غشتاد بالطعام لا سيما الأكلة الأكثر تفضيلاً في سويسرا وهي «الفوندو» (الجبن الذائب) حيث توفر مراعي المنطقة الأكل الصحي في الهواء الطلق من خلال المطاعم التي تقدّم هذه النوعية من الوجبات بالأماكن المفتوحة.
السياح الكويتيون
شهدت معدلات السياحة الكويتية إلى سويسرا نمواً ملحوظا خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، بارتفاع بلغت نسبته وفق إحصائيات رسمية نحو 16 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي (2018).
وبحسب الأرقام، فقد بلغ إجمالي عدد السياح الخليجيين الذين زاروا سويسرا العام الماضي نحو 356 ألفاً، بزيادة وصلت إلى 6 في المئة مقارنة بما كانت عليه خلال العام 2017، بينما بلغ إجمالي الليالي التي قضاها هؤلاء نحو مليون ليلة بزيادة بلغت 3 في المئة.
جبال وبحيرات
من المفيد للزائر بعد قضاء فترة استرخاء في ربوع القرى السويسرية المذكورة، الانتقال إلى مدينة لوسيرن عبر القطار، تلك المدينة التي تحتوي على العديد من الأماكن التي يقصدها السياح، وأولها بحيرتها الشهيرة.
وهذه المدينة الواقعة وسط الطبيعة الجبلية الخلابة وعلى محيط البحيرة، تبلغ مساحتها نحو 113 كم2، ويصل تدفقها للخارج إلى نهر الرويس، وهي الجاذبة للسيّاح والأفراد لمناظرها الجميلة، حيث الجبال الشاهقة المحيطة بها كجبال بيلاتوس وريكي وستانسر هورن، ويحيط ببحيرتها مجموعة من البيوت التاريخيّة التي تصطفّ وكأنّها لوحة فنية ملونة.
ويستمتع الزائر لهذه المدينة برؤية نهر «الرويس»، و«جسر الكنيسة» الذي يعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر، وهو أقدم جسر خشبي مغطّى في أوروبا، ويحوي في داخله عددا من الرسوم واللوحات الجميلة، أما المدينة القديمة فهي جانب آخر من الجوانب المشرقة والسياحية المهمة في لوسيرن، كما انها جهة مثالية للسياح الذين يرغبون في الاستمتاع بقضاء عطلة لا تنسى.
وفي هذه المدينة لا بدّ أيضاً من زيارة نصب «الأسد الجريح»، وهو من التصاميم المنحوتة الشهيرة جداً، إذ صمم ما بين عامي 1820 و1821، وقيل عنه «إنه أكثر قطعة أثرية محزنة في العالم» وهو يجسد تمثالاً لأسد محتضر نحت في الصخر في موقع الحدث تخليداً للحراس السويسريين ممن سقطوا أثناء الثورة الفرنسية عام 1792.