برشلونة - ليفربول... «أم المعارك»






برشلونة - أ ف ب - تتجه الأنظار الى ملعب «كامب نو»، الليلة، لمتابعة المواجهة النارية المرتقبة، والتي وصفت بـ«أم المعارك» بين برشلونة الإسباني وضيفه ليفربول الإنكليزي، في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويخوض برشلونة المباراة منتشيا من احتفاظه بلقب الدوري موسما ثانيا تواليا، فيما سيخوض نهائي الكأس المحلية أمام فالنسيا في 25 مايو الجاري، آملا تكرار الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس في إسبانيا ودوري الأبطال) التي حققها عام 2009، وهو ما أكده رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو.
ولم يكن أمام برشلونة متسعا من الوقت للاحتفال بعدما حسم تتويجه بلقب «لاليغا» السبت بعد الفوز على ليفانتي بهدف وحيد في المرحلة الـ35.
ولدى سؤاله عن رأيه بقرار رئيس الاتحاد الإسباني للعبة لويس روبياليس، تسليم كأس البطولة لبرشلونة عقب المباراة، وعدم الانتظار حتى نهاية الموسم، قال بارتوميو: «إنه أمر جيد لأنه في مواسم أخرى لم يكن من الممكن الاحتفال في نفس ليلة حسم اللقب».
في المقابل، يدخل ليفربول مشتتا ذهنيا، حيث يتأخر بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي المتصدر، قبل الجولتين الأخيرتين من السباق المثير على لقب الـ«بريمير ليغ»، على عكس منافسه المتوّج محلياً. وهذه ناحية إيجابية تصب في خانة الفريق الكاتالوني.
وألمح مدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، لإمكانية ترك الاستحواذ لمضيفه. وقال لإذاعة «دويتشه فيله» الألمانية: «يجب علينا القيام بالعمل الدفاعي بصورة مثالية».
وحثّ لاعبيه على التحلي بالشجاعة واللعب بالأسلوب المعتاد، كلما سنحت الفرصة لهم، مضيفا:«الصبر سلاحنا أمام برشلونة، وعلينا تقبل استحواذه على الكرة لفترات طويلة، لكن حينما نمتلكها يجب أن نضعه في خطر لا يمكنه تخيله».
وتشهد المباراة، مواجهة البرازيلي فيليب كوتينيو والأوروغوياني لويس سواريز فريقهما السابق، على الرغم من ان الأول لم يبرر بعد الصفقة الخيالية البالغة 183 مليون دولار أميركي، والتي نقلته إلى ملعب «كامب نو» في مطلع العام الماضي، فيما انتقل الثاني قبل 5 سنوات.
وفي وقت كان برشلونة لاهثا وراء نجم كبير يعوّض رحيل البرازيلي نيمار بصفقة قياسية الى باريس سان جرمان الفرنسي في أغسطس 2017، رفع ليفربول السقف عاليا مقابل التخلي عن كوتينيو، الذي حقق حلمه بالانتقال الى برشلونة، لكن آنذاك كان الفريق الأحمر بدأ يضع مداميك إعادة بنائه.
وأبرم الصفقة الأولى بقيمة 75 مليون جنيه استرليني لضم الهولندي فيرجيل فان دايك من ساوثمبتون، الذي أصبح أغلى مدافع في العالم، ثم أول مدافع في 14 عاما يتوّج بجائزة أفضل لاعب في انكلترا من قبل رابطة اللاعبين المحترفين.
واستهل فان دايك مشواره مع الـ«ريدز» بالحلول بين الأربعة الاوائل في الدوري وبلوغ نهائي دوري الابطال، حيث خسر أمام ريال مدريد الاسباني 1-3 في الموسم الماضي، بعد خروج نجمه المصري محمد صلاح مصابا اثر احتكاك مع سيرخيو راموس وخطأين فادحين من الحارس الألماني السابق لوريس كاريوس.
وأنفقت أمول إضافية من صفقة كوتينيو لضم الحارس البرازيلي أليسون بيكر من روما الإيطالي، فيما عزّز كلوب الوسط بضم البرازيلي فابينيو، الغيني نابي كيتا والسويسري شيردان شاكيري. كما نجح في الحفاظ على ثلاثي الهجوم الضارب، المؤلف من صلاح، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
وتقام مباراة الإياب على ملعب «أنفيلد»، الثلاثاء المقبل.
فرصة أخرى
لحرس «كاتالونيا»
برشلونة - أ ف ب - لا يزال أمام الحرس القديم من تشكيلة فريق برشلونة الإسباني 2009 التي وصفها «السير» أليكس فيرغوسون بأفضل فريق واجهه في حياته، الكثير من العمل، عندما يواجه بطل اسبانيا ضيفه ليفربول الإنكليزي، اليوم، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
في ليلة 27 مايو 2009 في روما، صال الارجنتيني ليونيل ميسي وجال، ليقود برشلونة إلى لقبه القاري الثالث، بثنائية ختمها برأسية رائعة في مرمى الهولندي ادوين فان در سار حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي ضم آنذاك البرتغالي كريستيانو رونالدو.
بقي من تشكيلة المدرب جوسيب غوارديولا، ميسي، جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس. وفي نسخة 2019، قد تكون الفرصة الأخيرة لهم لمعانقة لقب قاري جديد وسادس للفريق الكاتالوني.
لقد رحل تشافي الى قطر وإينيستا الى اليابان. وفي التشكيلة الراهنة يلعب ادوارهما الكرواتي ايفان راكيتيتش والبرازيلي أرثر ميلو.
سيبلغ ميسي الـ32 في يونيو، بوسكيتس الـ31 في يوليو، فيما تخطى بيكيه الـ32، ولا يزال الثلاثي أساسيا في «دورة» جديدة من النجاح.
وبعد سنتين من أمسية روما، كرّر برشلونة فوزه على «يونايتد» 3-1 على ملعب «ويمبلي» في لندن، حيث هزّ ميسي الشباك أيضا، لكن بين 2012 و2018 أحرز النادي الكاتالوني لقبا على حساب يوفنتوس الإيطالي في 2015.
وعندما توّج برشلونة باللقب القاري 2009، كان قد ضمن لقب «لاليغا»، وكانت الاولى من أصل 8 في غضون 11 عاما، آخرها السبت الماضي بفوزه على ليفانتي، عندما سجل ميسي هدف الفوز.
وبعد التتويج، قال رئيسه جوسيب بارتوميو:«هدفنا الآن تحقيق الثلاثية». هو يدرك أن الهيمنة المحلية أحبطها التراجع القاري، خصوصا وان غريمه ريال مدريد خطف الالقاب الثلاثة الاخيرة رافعا رصيده الى 13 لقبا قياسيا.
خاض ميسي وبيكيه وبوسكيتس مجموع 34 مباراة في نصف نهائي دوري الأبطال، ومدربهم إرنستو فالفيردي يعوّل عليهم بشكل كبير لتسجيل نقاط إضافية على الغريم التاريخي ريال مدريد.
ولتدعيم ثلاثي الخبرة، قام برشلونة الذي يعتمد على المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي كوتينيو، بزرع وجوه شابة على غرار الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي، المدافع الفرنسي كليمان لانغليه ولاعب الوسط كارليس ألينيا.
وبالحديث عن المستقبل، سيعزّز الهولندي اليافع فرانكي دي يونغ تشكيلة فالفيردي في الموسم المقبل، بعد أن يواجهه ربما في نهائي دوري الابطال في حال تأهل أياكس الى النهائي مع برشلونة. قد لا يخطف فورا موقع بوسكيتس، لكنه على الأقل سينافسه بعد قدومه بصفقة خيالية للاعب شاب.
أما بيكيه، فكان دوما لاعبا اساسيا بعد قدومه من «يونايتد»، لكن الاسماء الجديدة بدأت تطفو مع الفرنسي جان-كلير توديبو (19 عاما) القادم من تولوز في يناير، وقد يلحق النجم الهولندي الصاعد ماتياس دي ليخت بزميله دي يونغ الصيف المقبل.
لكن عندما نصل إلى «البرغوث»، ربما لن يكون له أي بديل على المدى المنظور، فاللاعب الذي يصفه البعض بـ«الأعظم» في تاريخ اللعبة، توّج بلقب دوري الابطال 4 مرات ولا يزال يبحث عن لقب خامس لمعادلة رقم غريمه رونالدو، خصوصاً وانه حدّد هدفه مطلع الموسم من ملعب «كامب نو» باستعادة لقب دوري الابطال.