أسنان أوباما

تصغير
تكبير
سيملأ صفا أسنان أوباما البيضاء شاشة التلفاز من الطرف إلى الطرف عندما سيبتسم لعدسات التصوير في استقباله رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو أو تسيبي ليفني وربما ايهود باراك. ستكون «الغرفة البيضوية» مليئة بالمصورين والمراسلين الذين سيحاولون طرح الاسئلة على الأثنين ولا سيما الرئيس الجديد، وسيرد هذا جميع السائلين بقوله المتميز جدا: «كانت لنا دائما وستكون علاقات خاصة بدولة إسرائيل»، وهلم جرى.
سيـــقول أوبـــاما انـــذاك: «اقترح أن نبقى في هذه الغـــرفة كـــلانـــا فـــقـــط». سيفـــهم نتـــنـــياهو أو ليفني أو باراك في الحال أنه تنتظرهم لحظات شديدة. لو كان أوباما سيقول المدائح فقـــط لقالها على الملأ وأمام التلـــفاز.
سيجلس أوباما في مقعده الأصفر. وسيجلس نتنياهو أو ليفني أو باراك في الكرسي المستطيل. لن يستطيع رئيس حكومة إسرائيل تسجيل أي كلمة. فالرئيس الأميركي يملك وسائله الخاصة لتذكر كل كلمة ستقال في اللحظات المقبلة في «الغرفة البيضوية».
في اللحظات الأولى سيقطر الشهد في «الغرفة البيضوية». سيعاد تكرار الكثير من الكلمات والتعبيرات مثل «صديق إسرائيل»، «أنتم مهمون لنا»، و«الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»، و«لم نفرض عليكم»، و«سنؤيدكم»، وهكذا دواليك.
في المساء الذي يسبق اللقاء سيقرأ الرئيس الجديد كومة الاوراق على ضيفه، والتحليلات النفسية، والتقديرات والنصائح، وبخاصة قصة تاريخ العلاقات بين الدولتين والمحاولات المكررة المكررة المكررة لاحلال السلام في الشرق الأوسط. رجال السلام المتخصصون في الولايات المتحدة لا يموتون ولا يتبدلون. فهم يبدلون فقط أسماء الرؤساء على الأوراق التي لا يمكن حصرها.
من الممكن جدا أن يقنع باراك أوباما بأن يسير في طريق جميع الرؤساء السابقين وأن يقترح، وأن يحاول أن يقنع، وألا يفرض حلولا غير مرغوب فيها ولا يقبلها نتنياهو أو ليفني أو باراك. إذا حدث هذا فلن يحدث شيء.
لكن الانطباع من نشاط باراك أوباما إلى الآن يشهد بأن الرجل يرى نفسه وبحق كما يبدو كمن يريد جدا أن يكون مختلفا ومغايرا، وأن يدخل الولايات المتحدة «بعظمة»، وهذا سبب جيد يجعل رئيس حكومة إسرائيل في «الغرفة البيضوية» يعرض وجها تملأه الغضون. لن يضره أن يبدو بمظهر القلق.
أوباما، بخلاف رؤساء الولايات المتحدة إلى الآن، لا يعيش في ظل فظاعات الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة وتشبه المحرقة عنده قصص «كوخ العم توم».
لا يوجد عنده بسبب سنه الصغيرة أي التزام شخصي إنساني للدولة التي قامت من رماد ضحايا ذلك الجحيم. فالمحرقة بالنسبة إليه هي في الأكثر ذكرى غامضة عن رحلة سريعة إلى «يد واسم» في القدس، بين قادة الإسرائيليين يريدون أن تلتقط لهم الصور معه. لم يكن أوباما قط موصولا باليهودية ومن المحقق أنه لم يكن كذلك مع إسرائيل.
من شبه المحقق أنه اول رئيس أميركي لا يدهش ويسأل من الفور «ما الذي فعلته»؟ عندما يطلب مالكون هونلاين (مؤتمر الرؤساء من تلقاء أنفسهم) أو ايف فوكسمان (رابطة منع اساءة السمعة) أو شخص ما من الايباك الحديث معه بالهاتف. لا يخيل إلي أنه عرفهم حتى الآن. فالمحيط حوله إذا ليس يهوديا ويجب البحث والتنقيب جيدا حوله لكي نجد يهوديا لا يخضع له كموظف. قفوا يوجد واحد كهذا: لـــستر كراون من شيكاغو.
إذا استقر رأي أوباما على الاستمرار على نهج اسلافه، فسيسمع تنفس الصعداء من «الغرفة البيضوية» إلى قاعة الصحافة (حيث سيوجد الصحافيون الإسرائيليون). لكن إذا استقر رأي أوباما على «تحطيم الرتابة»، فسنضطر لأن نستعد لأيام «مركبة ومعقدة» في العلاقات بين الدولتين حينما تكون واحدة فقط منهما ممسكة بالسوط وتستطيع أن تفعل بنا (تقريبا) كلما يحلو لها. الآن بقي لنا فقط أن نقف متوترين على أطراف الأقدام وأن ننتظر.
صـــفا اســـنان برام أوبـــامـــا البيضاء سيملآن الشاشة. فهل ستعضنا أم تضاحكنا؟
ايتان هابر
«يديعوت أحرونوت»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي