ألوان

«كتلة أكاذيب»...

No Image
تصغير
تكبير

شاهدت فيلماً صدر في العام الماضي، وهو بعنوان «كتلة أكاذيب» بطولة ليوناردو دي كابريو في دور روجيه فيريس، وراسل كرو في دور اد هوفمان، والممثل البريطاني مارك سترونج في دور هاني، إضافة إلى الممثل والمخرج والكاتب البريطاني سايمون ماكبرني، والممثل الأسترالي فينس كولوسيمو والممثل الفرنسي مهدي نيبو، وتقوم بدور عائشة الممثلة والمغنية الإيرانية غلشيفته فراهاني، وهي ابنة المخرج والممثل الإيراني يهزاد فراهاني، ويشارك الممثل الجواتيمالي أوسكار إسحاق، وهناك مشاركة لممثلين فلسطينيين هما الممثل علي سليمان والممثل قيس ناشف.
والفيلم من إخراج البريطاني ريدلي سكوت، الذي يجمع بين التمثيل والإنتاج، وقام بإخراج أفلام سينمائية عدة منها «فضائي وبليد رانر، واسطورة فيلم، وهانيبال، وسقوط الصقر الأسود، ورجال عود الثقاب، ومملكة السماء، ورجل عصابة أميركي، وروبن هود».
وفيلم «كتلة أكاذيب»، مأخوذ من رواية تحمل اسم الفيلم نفسه لمؤلفها ديفيد اغناتيوس، وقام بكتابة السيناريو وليام موناهان، وقد تم تصوير الفيلم في ولاية واشنطن دي سي وبعض الدول الاوروبية، إضافة إلى المملكة الاردنية، تبعاً للأحداث التي كانت متنوعة، وبذل المخرج جهداً كبيراً في عملية المونتاج.
القصة حول عضو في الاستخبارات المركزية الأميركية يتوجه إلى الأردن لتعقب إرهابي مطلوب، وهو فيلم يعكس الدور الغامض الذي تقوم به المخابرات، بل إنه يتناول مدى التنسيق بين المخابرات في كل دولة في مكافحة الإرهاب، ومدى الثقة بين الطرفين التي قد تشوبها بعض الشكوك حول سلوكيات وتوجهات بعض القادة في تلك المخابرات، خصوصاً عندما يكون ذلك في تنفيذ بعض العمليات.
إن نجومية الممثل ليوناردو لم تكن صدفة، منذ أن قدّمه المخرج جيمس كاميرون في فيلم التايتانيك، وهو يثبت للعالم أنه ممثل موهوب ويجيد كافة ألوان الشخصيات، عبر أداء رائع للكثير من الشخصيات المختلفة، وهذا ما أثبته في أفلامه التي قدمها عبر أكثر من ربع قرن، وهي سلسلة طويلة منها أداؤه الرائع في فيلم «كتلة أكاذيب»، الذي يمثل نقلة نوعية في نوعية الأفلام، إذ إن فكرة الإرهاب باتت جاذبة للجمهور الغربي، خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001م.
إن الحوار الذي في شخصية فيريس مع رئيس المخابرات اد هوفمان، لم تكن مجرد جمل عادية، بل كانت بمثابة تقييم لدور وكالات الاستخبارات، الأمر الذي دفع بفيريس للانسحاب كنوع من الاحتجاج، رغم أنهم انقذوا حياته في اللحظات الأخيرة.
إن مثل تلك الأفلام السينمائية لا تحقق المتعة فقط، بل إنها تعتبر سلاحاً ثقافياً وفنياً وإعلامياً، الأمر الذي يعكس مدى قوة وتأثير هذا السلاح الفكري على المتلقي، لذا - وكما كتبت وطالبت سابقا - علينا كعرب أن نتحد للحصول على هذا السلاح بصورة مناسبة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تندمج أو تشترك بعض شركات الإنتاج السينمائي لإنتاج فيلم سينمائي عالمي يحمل هويتنا وأفكارنا ورؤيتنا تجاه العديد من القضايا.
بل علينا أن ندافع عن أنفسنا خصوصاً أن هناك من يتهمنا بتهم ليست صحيحة، ولكن علينا أن نجيد عملية الإنتاج والتسويق، فعلى سبيل المثال، يمكن مشاركة نجم سينمائي أميركي أو أكثر في فيلم يشارك فيه بعض الممثلين العرب، كما هو الحال في فيلم «كتلة اكاذيب»، الذي ضم في طياته العديد من الافكار، التي يتم مناقشتها بأسلوب درامي وتوضيح وجهة نظر العرب تجاه قضايا إنسانية عدة مع ضرورة اختيار مخرج متمكن ومعه فريق تصوير محترف، عندها نكون قد قمنا بالخطوة الأولى للتأثير على الآخرين، ولا بأس في أن يتم إنتاج فيلم بمواصفات عالمية كل خمس سنوات، مثلاً على أن يكون باللغة الانكليزية وليست تلك معضلة، إذ إن لدينا الكثير من الممثلين العرب، الذين يجيدون اللغة الانكليزية وبعضهم يجيدها بطلاقة.

* كاتب وفنان تشكيلي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي