أسماء جميلة تفضي على القلب سعادة، وتعطي للسمع نغمة رائعة، تريح القلب وتشير إلى مسارات تدفع إلى الإشراق والعمل المتدفق.
ما أحسن المجتمع الذي تتدفق فيه السعادة، وتجري مساراتها في رحابه، فإن هذا المجتمع يعيش في استقرار واطمئنان وراحة، ويعمل على إشارات لمسارات مفعمة بالحب.
لذلك فإن المنظمة الأممية خصصت العشرين من مارس في كل عام يوماً دولياً للسعادة، اعترافاً بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.
ما أجملها من مبادئ
وما أحسنها من غايات
وما أروعها من إشارات
إذا توافرت فإنها تحقق الخير، بتوافر السعادة، التي لا تتحقق إلا إذا اتحدت جميع الجهات الفاعلة، للعمل على توفيرها والحد من المؤشرات التي تدعو إلى عكس ذلك.
الأمم تدعو إلى السعادة، وتضع المؤسسات التي تعنى بها، وبعض الأمم تعمل ضد ذلك، والأفراد منهم من يعمل على تحقيق السعادة، وآخرون يسدلون ستاراً أسود يحول دون نشر السعادة، فحروب وويلات وآهات وصرخات لأطفال شردوا ولأسر تعيش في منافي الشقى البالية، ينام على الأرض أطفالهم وقوتهم الفاقة البالية.
ما أجمل السعادة وما أحسن نعوتها فأين نحن اليوم منها؟
ومناظر تشمئز منها الأفكار والقلوب والوجدان، نراها تطرح في أوساط المجتمع فتعذب الضمير.
عجيبة هي تلك الإحصائيات عن تعاطي سموم المخدرات، منهم ذكور وإناث كويتيون وغيرهم، ومنهم كالزهور في المرحلة المتوسطة وترقى مستويات المتعاطين لتصل الى المرحلة الثانوية، ثم حملة الدبلوم والشهادات الجامعية، ومنهم عاطلون عن العمل وعزاب، ناهيك عن أنواع السموم التي يتعاطونها.
الذي يقرأ هذه الاحصائية يشعر بمزيد من الحزن والاسى، لأن نسبة الكويتيين منهم 94.6 في المئة، نسبة مذهلة تنبئ عن عواقب وخيمة، ولا تتحقق السعادة إلا إذا وضعت الحلول العملية للقضاء على هذه المصيبة الطامة، وقد فعّلت القوانين، ووضع لها لوائح تنفيذية صارمة وشديدة... أين نحن من السعادة؟
وحضانات تنتشر في جميع المناطق، ومنها ما تفتقد إلى الترخيص، وأخريات لا تتمتع بالضوابط، التي وضعتها وزارة الشؤون في هذا الصدد، ولا تتقيد بالشروط اللازمة.
وزارتا التربية والشؤون تتنازعان في من تكون تبعية هذه الحضانات، والخاسر الوحيد هم الأطفال وأولياء أمورهم.
كيف نشعر بالسعادة؟
وحصى يتطاير وشهادات مزورة، والتعدي من البعض على المال العام.
غيوم داكنة تحول بين استكمال السعادة، ولكن السعادة تكمن في وجود ضمائر حية وأفكار وقادة وإشارات ناصعة، تعمل على بناء الوطن بسواعد مخلصة، كي تحقق أجواء للسعادة في أفق هذه الديرة العزيزة.
وما لنا إلا أن نقرأ في اليوم العالمي للشعر - الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ويوافق 21 مارس من كل عام - ما قاله ابو القاسم الشابي:
خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً
في كفها الغار أو في كفها العدم
واعمل كما تأمر الدنيا بلا مضضٍ
وألجم شعورك فيها إنها صنمُ
هذي سعادة دنيانا فكن رجلاً
إن شئتها أبد الآباد يبتسمُ