ختم فعالياته بحصيلة شبابية متميزة
مخيم «براحة»... دشّن «واعدين» إلى ساحة «الكتابة»
رؤى واستنتاجات، وملامح جديدة في مسألة طرح السؤال، وحتى الإجابة عنه، والتعلق بمفهوم الكتابة، في كل مستوياتها وتطلعاتها... كلها كانت محصلة خرج بها المشاركون في فعاليات مخيم «براحة»، الذي اختتم جلساته وأعماله صباح أمس في مكتبة الكويت الوطنية، تلك المحصلة التي تشكلت في سياقها المعرفي الثقافي، لتكون شخصية مجاورة للشخصية الرئيسية لأي من المشاركين، نعتقد أنها ستعينه على أن يكون في أريحية تامة وهو يتخذ قراره في التعاطي مع فعل الكتابة، والاستغراق العقلاني في ترتيب الأفكار ووضعها بعناية كعمل إبداعي سواء كان في شكل مقالة أو قصة أو رواية أو قصيدة شعر، كل حسب الميول والطموح.
وهو المخيم - الذي وضع فكرته الزميل الكاتب محمد العطوان - نُظم خصيصاً للشباب والشابات الكويتيين الباحثين عن أدوات جديدة يطورون من خلالها أنفسهم في ما يحبون «الكتابة»، أولئك الساعون إلى تأكيد مهاراتهم في فن الحكاية، واكتشاف مقاربات كتابية جديدة.
جهات عدة معنية بالشأن الثقافي والمعرفي هاجساً وحلماً وطموحاً - الهيئة العامة للشباب، وزارة الدولة لشؤون الشباب، مكتبة آفاق، مكتبة صوفيا، مكتبة دار نوفا، جريدة «الراي» - رعت هذه التظاهرة التي تليق محتوياتها بالعصر الحديث، الذي نعيشه، وتريد للشباب الكويتي النابه، أن يكون في الصفوف الأولى من موكبه المتسارع في وتيرة مذهلة.
ومن الجميل ... أن اليوم الرابع من المخيم حظي بحضور الشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي، الذي يحل ضيفاً على الكويت.
وعلى مدى خمسة أيام... تنافست الأفكار من أجل وضع مقترحات للعديد من الوقائع الحياتية التي تحتل مسافات شاسعة في الحياة التي تحيط بنا من كل اتجاه، ولا مفر من الخروج من مأزقها، إلا من خلال فهمها، وهذا الفهم، كان بحاجة إلى تركيز متقن، وتفاوض حسي يجب أن يعقد بين ما هو واقعي وما هو افتراضي، بمعنى أن الواقع يجب أن يتزامن بصورة متوازية مع الفرضية، في هذه الحالة من السهولة لأي إنسان أن يجد حلولاً لحاجياته المتعلقة بالسلام الداخلي، والتعايش المريح مع الحيز الذي يعيش فيه.
إنها تداعيات حرص العاملون في المخيم على تعزيزها في نفوس المنتسبين إليه، من أجل أن تكون صور المستقبل واضحة في خيالاتهم، وألّا تنجرف من دون وعي إلى اليأس والقنوط، والاستسلام لمقتضيات الألم.
وهذه المدلولات الإنسانية - مثل الخوف والحزن والفرح والسعادة والانكسار والانتصار والسير قدماً نحو الهدف أو التوقف عند منتصف الطريق أو أوله أو حتى آخره - عالجها المخيم بطرق مبتكرة وجديدة، من خلال التقمص تارة والحوار الصامت أو المتكلم تارة أخرى، وفي أحيان أخرى لجأ القائمون على جلسات المخيم، على إحداث صدمات وجدانية لدى المشاركين، من أجل تحفيز الذهن للخروج من عزلته دفاعاً عن محتواه وحاجاته.
هكذا استطاع المخيم، أن يحقق أهدافه ومن أبرزها الوعي بالذات، تعزيز المنطلقات لعملية الكتابة، تحسين الأداء في استخدام الإشارات والدلالات في الكتابات المختلفة، الاعتناء بالمهارات الفردية والانطلاق من وعي جماعي عبر كتابة سردية للذات الجماعية، التداعي الحر... والإحاطة بالبيئات الكتابية، والتي تنطلق من الذات نفسها، إلى الوعي بالذات ومن ثم تنظيمها والانصات والإحاطة باللغة من خلال مفرداتها ومعانيها، ودلالاتها، ومن تمثله من أداة اتصال بين البشر كافة، وبالتالي اتخاذ القرار عند الكاتب على اعتبار أن الكلمات ميسرة للفعل الاجتماعي.