رسالتي

احذر دعوة المظلوم!

تصغير
تكبير

لعل الظلم غريزة في نفوس معظم الناس كما قال المتنبي:
والظلم من شِيَمِ النفوس فإن تجد
ذا عفّة فلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ


لكن الكثير من البشر يجتنبون الوقوع فيه، إما تديّناً وخوفاً من الله، وإما لخلق ذاتي يجعله يبغض ظلم الآخرين.
ومن المعلوم أن الظلم محرم في الشرائع الدينية، وتحاربه القوانين المدنية.
وغالبا يظلم الإنسان من له سلطة عليه، أو إذا كان الطرف الآخر أضعف منه.
قد يستغل الظالم منصبه أو ماله أو نفوذه، فيتسبب في أخذ حقوق الآخرين أو حرمانهم من مستحقاتهم، أو يتسبب في طردهم، أو تقييد حريتهم، أو تشريدهم من بلادهم وأوطانهم.
ومن يفعل ذلك فلينتظر العقوبة من الله، والتي إن لم تصبه في الدنيا، فسينالها في الآخرة.
جاء في بعض الكتب المنزّلة أن الله تعالى يقول: «اشتد غضبي على من لم يجد له نصيرا غيري».
ويُروى عن يزيد بن حكيم قوله: «ما هِبْتُ أحداً هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، يقول: حسبي الله، الله بيني وبينك».
والسبب أن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول لها: وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.
لقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن وقال له: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».
يُذْكَر أن البرامكة كان لهم زمن الدولة العباسية نفوذ كبير، وكانوا يتدخّلون حتى في أمور الخلافة، وكانوا يسكنون القصور، ثم نُكِبوا زمن هارون الرشيد فأودعهم السجون، وكان من أولئك يحيى البرمكي وابنه.
فقال الابن لوالده وهما في السجن: يا أبت بعد العز والأمر والنهي، صرنا في القيد والحبس!
فقال الأب: يا بني لعلها دعوة مظلوم سَرَت بليل، غفلنا عنها ولم يغفل الله تعالى عنها.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم مُنْتَبِهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تَنَمِ
ومن يظلم العامل والموظف والخادم ولا يعطيه أجرته، فهو على خطر عظيم، فقد جاء في الحديث القدسي فيما يرويه النبي عن ربه أن الله تعالى يقول: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته...» - وذكر منهم - «ورجل استأجر أجيرا فلما استوفى منه العمل لم يعطه أُجْرَتَه».
فلْنحذر من الظلم ولْنرجع الحقوق لأصحابها قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم، ولا نفوذ ولا منصب.

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي