سأتحدث بشفافية معتبراً شخصي - العبد لله - كمدقق متطوع للخطة الانمائية للدولة، بعد أن تحدثت سابقاً عن رؤية الكويت التي ذكرت أنها ليست بتلك الرؤية الطموحة وإن كانت تمثل رؤية للمشاريع.
بعد الخبر الذي نشر حول تقريرالخطة التنموية... تولد لديّ يقين بأننا - أيضاً - نعاني من قصور - ليس في فهم الإدارة الإستراتيجية والمستوى القيادي - بل حتى في فهم الخطة الإستراتيجية التي تشكل أولى مراحل الإدارة الإستراتيجية.
يقول تقرير المتابعة للخطة السنوية 2019/2018 حتى نهاية الربع الثالث: إن عدد التحديات ارتفع بمعدل 50 خلال 3 أشهر، وهي التحديات الإدارية والجهات الرقابية والمالية والفنية? وإنه تم رفع مشروع شبكة السكك الحديد وإدراجه مشروعاً جديداً في الخطة 2019 /2020، نظراً لانتقال تبعيته من هيئة الشراكة إلى الهيئة العامة للطرق والنقل البري بشكل رسمي«... طبعاً جانب تحديات التشريع (1) يعني ما تعانيه المشاريع التنموية ضمن الجهاز التنفيذي!»
في المرحلة الأولى من الإدارة الإستراتيجية... تراجع الرؤية? يتم عمل تحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات ( SWOT ) وغيرها من الجوانب المتعلقة بالإستراتيجية الخاصة بالخطة التنموية.
الغريب في الأمر? أنه - في ما يخص «السكك الحديدية» نذكر هنا ما كشفه المهندس محمد الهدية عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للطرق والنقل البري، المسؤول عن ملف مشروعي السكك الحديدية والمترو في 19 ديسمبر 2016:«إن سكك حديد الكويت سيبدأ العمل بها في 2018»... فهل هذا مقبول!
الزبدة:
في دول من حولنا، المشاريع - بما فيها الطرق العملاقة - يتم تنفيذها خلال عامين أو ثلاثة، والتعليم تصاغ خطته وينفذ في الحال، ومستشفيات عالمية جلبتها بعض الدول، ونحن ما زلنا نعيش فراغاً تعليمياً وتيهاً صحياً... وطرقاً منذ أشهر وهي ترجمنا بالحصا.
أعتقد أننا نفتقد إلى أساسيات العمل بالإدارة الإستراتيجية، لأن معظم القيادات مستواها دون الطموح، لبلوغ رؤية حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه.
صحيح أن هناك قيادات? ولجان تعقد? ومشاريع تم تنفيذها - ويُشكر القائمون عليها - لكن الجدوى تقاس من خلال مردود المشروع علينا نحن المواطنين، ولهذا نطالب بالآتي:
إعادة الهيكلة الإدارية الشاملة، التي أصبحت مطلباً حتمياً.
إعادة تكوين الفرق المسؤولة عن رسم مراحل الإدارة الإستراتيجية.
نريد فرق عمل تقوم بمسح ميداني، لمعرفة ما يتطلع إليه المواطن وما يحتاج أن يراه ويحصل عليه من تعليم? خدمات صحية? طرق بلا زحمة ومعيشة و... هلمّ جرّا.
إن كنا نريد صناعة التاريخ، فمن هنا نبدأ، كون العنصر البشري هو الأهم من أي مشروع آخر... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi