مستشفى جابر... خدمات عالمية بلمسة كويتية

«وددت أن ينتقل مستشفى جابر إلى لندن»... بهذه العبارة الموجزة عبّر أحد أشهر جراحي زراعة الكبد والبنكرياس في العالم البروفيسور نايجل هيتون لـ«الراي» التي قامت بجولة داخل أروقة قسم الجراحة في المستشفى، عن إعجابه بمستشفى جابر.
وفيما أكد البروفيسور البريطاني الشهير، الذي تصادف وجوده في زيارة لقسم الجراحة في مستشفى جابر، أن «المستشفى رائع بتصميمه وتجهيزه وطريقة تقسيمه»، رأى أنه «يعد المكان الافضل والأنسب والمهيأ لاجراء العمليات والجراحات المعقدة والدقيقة مثل زراعة الكبد».
وعلى الصعيد ذاته، كشف رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر الدكتور سلمان الصباح عن «تشغيل 8 غرف عمليات في المستشفى منذ 21 يناير الماضي، وان عدد العمليات التي تم إجراؤها بلغ 21 عملية»، مؤكداً أن «ما نطمح إليه ان يقود مستشفى جابر الخدمات الصحية في منطقة الشرق الاوسط في المستقبل».

من جهته، أكد أستاذ كلية الطب في جامعة الكويت واستشاري جراحة الكبد والبنكرياس والسمنة في مستشفى جابر الدكتور محمد جمال ان «قسم الجراحة يستقبل منذ تشغيله جميع انواع العمليات الجراحية، فهو يضم جراحين أصحاب تخصصات دقيقة، من سمنة وكبد، ومسالك بولية وعقم، وعظام، وعيون، وأنف وأذن وحنجرة وسواها».
وفي السياق ذاته، رأى استشاري جراحة المسالك البولية والاستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور سعد العبد الهادي الدوسري، ان «كل بيئة العمل في مستشفى جابر بمختلف عواملها تساعد الطبيب على عطاء أكثر»، مشيرا الى اجراء نحو 2 الى 3 عمليات جراحية أسبوعيا في مجال تخصصهم، والامر نفسه ينطبق على التخصصات الطبية الاخر.
وإلى مزيد من تفاصيل الجولة داخل أروقة قسم الجراحة في المستشفى في السطور التالية:
البداية كانت مع البروفيسور البريطاني نايجل هيتون، أحد أشهر جراحي زراعة الكبد والبنكرياس في العالم، والذي أبدى شديد إعجابه بمستشفى جابر وامكاناته وتصميمه، معبرا عن هذا الاعجاب بتلك العبارة «وددت ان ينتقل مستشفى جابر الى لندن».
وأكد أن مستشفى جابر «الرائع بتصميمه وتجهيزاته هو المكان الافضل والأنسب والمهيأ لاجراء العمليات والجراحات المعقدة والكبرى والدقيقة، مثل زراعة الكبد وغيرها»، مشيداً بطريقة تقسيم وتصميم المستشفى.
وأشاد الدكتور هيتون، الذي أجرى بالتعاون مع نخبة من الاطباء الكويتيين 5 عمليات زارعة كبد في الكويت، بمستوى خبرات الاطباء والجراحين الذين التقاهم في مستشفى جابر، واصفاً المستشفى بالممتاز، مقارنة مع مستشفيات الدول المتقدمة.
وأوضح أن الكوادر الموجودة في قسم الجراحة في مستشفى جابر، على نفس المستوى الموجود في المستشفيات العالمية، ان لم تكن أفضل، مبديا شديد اعجابه في السياق ذاته بغرف وقاعات التدريب في كل ارجاء الاقسام الطبية في المستشفى، مؤكدا ان «هذا أمر مهم جدا لمتابعة الارتقاء بمستوى الكوادر الطبية ومتابعة اطلاعها على أحدث المستجدات والتقنيات الطبية».
من جهته، كشف رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى جابر الدكتور سلمان الصباح ان «غرف العمليات التي تم تشغليها يبلغ عددها 8 غرف مجهزة بأحدث الاجهزة، وان عدد العمليات التي تم إجراؤها في قسم الجراحة منذ التشغيل بداية من أواخر شهر يناير الماضي بلغ 21 عملية».
وقال إن «ما نطمح اليه هو ان يقود مستشفى جابر الخدمات الصحية في منطقة الشرق الاوسط في المستقبل، حيث إنه مؤهل لذلك من خلال امكاناته وتجهيزاته وطبيعة تصميمه للقيام بالعمليات النادرة والمتخصصة، كعمليات زراعة الاعضاء وغيرها من العمليات الدقيقة الأخرى».
وأضاف الدكتور الصباح إنه «انطلاقاً من أهمية التدريب الطبي وانه عملية تعليمية مستمرة بهدف اكساب وصقل مهارات الكوادر الطبية، فإننا نضع في قسم الجراحة تدريب طواقمنا الطبية على أحدث الاجهزة والامكانات كأولوية رئيسية، بحيث يكون لدينا فريق كامل من جراحين وهيئة تمريضية على أعلى مستوى من التأهيل، كما ان تصميم المستشفى بمختلف مكوناته يساعد على ذلك، لجهة عدد غرف وقاعات التدريب في مختلف مرافق واقسام المستشفى، وهو الأمر الذي تمت مراعاته بشكل علمي ومدروس في تصميم المستشفى».
وأشار في السياق ذاته الى وجود تعاون في الابحاث العلمية بين مستشفى كلية كنجز في لندن وبين مستشفى جابر، في ما يخص الابحاث العلمية والحالات المعقدة، كزراعة الكبد وامراض وأورام الكبد بشكل عام، والابحاث ذات الصلة بعلاقة السمنة وتشحم الكبد، الذي يعد من الاسباب الرئيسية على مستوى العالم المؤدية لفشل الكبد.
وفيما كشف استاذ كلية الطب بجامعة الكويت واستشاري جراحة الكبد والبنكرياس والسمنة في مستشفى جابر الدكتور محمد جمال، عن تشغيل 8 غرف عمليات في مستشفى جابر، أوضح ان أي مستشفى جديد في العالم يبدأ بطريقة تدريجية.
وأكد أن من السهولة بمكان تشغيل كل غرف العمليات، ولكن كما هو متعارف عليه عالميا، فان التشغيل لأي مستشفى جديد يكون بشكل تدريجي، من أجل تحقيق أعلى معايير السلامة.
وأشار الدكتور جمال الى أن التشغيل يسير حسب الخطة الموضوعة، وان قسم الجراحة يستقبل منذ تشغيله جميع انواع العمليات الجراحية، حيث أنه يضم جراحين أصحاب تخصصات دقيقة، وتشمل الجراحات التخصصية الموجودة، جراحات السمنة والكبد والبنكرياس، وجراحات المسالك البولية والعقم، والقولون والمستقيم، والعظام، والعيون، والأنف والأذن والحنجرة.
وأوضح انه فضلا عن وجود مجموعة من الجراحين من أصحاب التخصصات الدقيقة، «فإننا نتعاون مع نخبة من الخبرات الاجنبية، حيث صادف جولتكم (الراي) وجود رئيس قسم الجراحة في مستشفى كلية كنجز في لندن البروفيسور نايجل هيتون، وهو أحد اشهر الجراحين في العالم في جراحة الكبد والبنكرياس وزارعة الاعضاء، وتأتي زيارته الى مستشفى جابر في اطار التوأمة مع مستشفى كلية كينجز في لندن».
وأشار إلى ما أبداه البروفيسور البريطاني من شديد الاعجاب بمستشفى جابر ووصفه للمكان «بالرائع جدا»، معبرا عن فخره بسير العمل في المستشفى وفق الخطة الموضوعة.
ولفت الدكتور جمال، على صعيد أحدث التقنيات في مجال زارعة الكبد، الى انه «سيكون لدينا جهاز لحفظ الكبد في مستشفى جابر، وهو الجهاز الذي يقدم معلومات اكثر عن مدى فاعلية الكبد قبل زراعته»، مضيفا ان الجهاز سيكون الوحيد من نوعه في قارة آسيا.
وعن طبيعة العملية التي صادف إجراؤها بالتزامن مع موعد جولة «الراي»، قال الدكتور جمال ان العملية هي عبارة عن عملية سمنة بالمنظار لإزالة حلقة كانت متحركة.
من جهته، قال استشاري جراحة المسالك البولية والاستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور سعد العبد الهادي الدوسري إن قسم الجراحة يضم عددا من الوحدات، ومنها وحدة جراحة المسالك البولية التي بدأت في استقبال المرضى واجراء العمليات الجراحية، حالها حال التخصصات الجراحية الأخرى.
وأوضح الدكتور الدوسري، عقب خروجه من غرفة العمليات، حول طبيعة العملية التي كان قد أجراها بالتعاون مع بعض زملائه أن «العملية كانت عبارة عن ربط دوالي الخصية لمريض كان يعاني من العقم بسبب عدم جودة الحيوانات المنوية».
وأشار الى ان «العملية تمت باستخدام ميكروسكوب يعد من أحدث الأجهزة المستخدمة في هذا النوع من الجراحات، والذي ساعد في تحديد ربط الاوردة ومعالجة المشكلة، بحيث يكون المريض قادرا على الانجاب».
وأضاف «لدينا حالة أخرى لمريض يعاني من آلام في حوض الكلى، وقد تبين وجود عيب خلقي عنده في منطقة التقاء الحالب مع حوض الكلى، وسنقوم بعمل منظار له مع حقن الصبغة للتخطيط لعملية علاج المشكلة».
وبيّن الدكتور الدوسري ان «كل المتطلبات والتجهيزات للعمليات متوافرة، وان ما يميز غرف العمليات في مستشفى جابر سعة المكان وتوافر جميع الامكانات والتجهيزات والكفاءة التي يتميّز بها طاقم التخدير والتمريض، مؤكدا ان «كل بيئة العمل بمختلف عواملها تساعد الطبيب على عطاء أكثر».
وأوضح أنه منذ بداية شهر فبراير 2019 ونحن نقوم باجراء عمليات اسبوعيا في مستشفى جابر بمعدل من 2 الى 3 حالات في تخصص المسالك البولية، فضلا عن بقية التخصصات الاخرى التي تسير على نفس هذا المعدل تقريباً.
من جهته، أشاد استشاري الجراحة العامة والسمنة والمناظير الدكتور أحمد الملا بالتجهيزات الموجودة في غرف عمليات مستشفى جابر، وتوفر كل المتطلبات، مشيدا في السياق ذاته بالتعاون مع كلية كنجز في لندن في مجال الابحاث العلمية.
وأوضح رئيس قسم التخدير والعناية المركزة في مستشفى جابر الدكتور عبد الرحمن طالب الرفاعي ان «العمليات الجراحية التي استقبلها قسم الجراحة منذ تشغيله كان أكثرها يتعلق بعمليات المسالك البولية والانف والاذن والحنجرة، والسمنة».
وأكد الدكتور الرفاعي ان «مستوى التجهيزات عال جدا، ولو لم يكن كذلك لما كان بالامكان استقبال المرضى واجراء الجراحات التخصصية».

خدمات المستشفى
فاقت التوقعات

أشاد المواطن وليد أحمد بمستوى الخدمات المقدمة لابنته التي أجرت عملية جراحية في مستشفى جابر، مؤكداً أن مستوى الخدمات وجودتها فاق ما كنا نتوقعه.
وأضاف «أول مرة أحضر الى هنا وأرى وأؤكد ان طبيعة الاستقبال والخدمات الموجودة في مستشفى جابر لم أر لها مثيلا في مكان آخر، وهذا ما علينا ان نفخر به كمواطنين بان يكون لدينا هذا الصرح بخدمته الممتازة».

إعداد قائدي فرق عمل

انطلاقا من أهمية التدريب الطبي وكونه عملية تعليمية مستمرة وموجهة، بهدف صقل المهارات والخبرات، قالت رئيس قسم تدريب الممرضات في مستشفى جابر، مترون سما محمد، على هامش دورة تدريبية، «إن هدفنا من التدريب مزيد من صقل مهارات المتدربين والمتدربات وإعداد قائدي فرق العمل في كل التخصصات»، مشيدة بالامكانات والتجهيزات التي تمكن من تحقيق الهدف المنشود من وراء التدريب.

رأي العين

رداً على من يشكك بعدم تشغيل غرف العمليات في مستشفى جابر، قال الدكتور محمد جمال «قولا واحدا لقد رأيت بأم عينك 4 غرف عمليات تعمل بكامل طاقتها وباستخدام أحدث الأجهزة».

نجاح تام لمرحلة التشغيل الأولى

أكد الدكتور محمد جمال ان المستشفى يعد قفزة ونقلة نوعية في الخدمات الصحية، وقد تم اجتياز المرحلة الاولى من التشغيل بنجاح تام، مضيفا ان بدايات التشغيل تسير بطريقة سليمة، كونه يرتكز على خطة دقيقة موضوعة، كما أننا في القرن الـ 21 وان أي مستشفى بهذا الحجم لابد ان يكون قد تدرج في تشغيله، فالمسألة ليست اجتهادية وإنما ترتكز على أسس وخطط مدروسة.