لقاء / النائب البطريركي اللبناني يزور البلاد للمرة الأولى آتياً من أبوظبي بمناسبة عيد مار مارون

المطران نفاع لـ «الراي»: الكويت تتمتع بحرية دينية ونوصي أولادنا أن يندمجوا ويكونوا فاعلين فيها

u0627u0644u0645u0637u0631u0627u0646 u062cu0648u0632u064au0641 u0646u0641u0627u0639
المطران جوزيف نفاع
تصغير
تكبير
  •  الجماعات الإرهابية ليست دينية فالإرهاب والدين لا يلتقيان 
  • هناك تجار دين يستعملون الدين لمصالح لا تمت للدين بصلة  
  • الجماعات الإرهابية ضرر للمسلمين أكثر من كونها ضرراً للمسيحيين 
  • تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية لم يكن بسبب تباعد المسلمين والمسيحيين  وإنما لحسابات سياسية  
  • عناق بابا الفاتيكان  وشيخ الأزهر لم يكن  الأول وهذا دليل  أنه لم يكن ظاهرياً   
  • أنا الأسقف اللبناني رقم 22 الذي يأتي للكويت وكل مَن سبقني يتذكر زياراته وجمالها

أكد النائب البطريركي اللبناني المطران جوزيف نفاع أن «الكويت تتمتع بحرية دينية، وما نوصي به دائما أولادنا الذين يعيشون فيها بأن يندمجوا في الوطن ويساعدوا على نموه، ويكونوا فاعلين»، مشيرا إلى أن «الجالية اللبنانية عامة، بما فيها الطائفة المسيحية، تقوم بهذا الدور من أجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا».
نفاع، الذي يزور الكويت للمرة الأولى بعد زيارات من 21 أسقفاً لبنانياً على مدار العقود الماضية، أكد في لقاء مع «الراي»، على هامش حضوره إفطارا بمناسبة عيد مار مارون، أن «الجماعات الإرهابية ليست جماعات دينية، فالإرهاب والدين لا يلتقيان بأي شكل من الأشكال»، معتبراً أن «هناك تجار دين يستعملون الدين لمصالح لا تمت للدين بصلة».
ورأى أن «تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية لم يكن بسبب تباعد بين المسلمين والمسيحيين وإنما حسابات سياسية ترتبط بلبنان وأحياناً لها تأثير بما يحصل حولنا في بلدان مجاورة». وأضاف «أنا الأسقف اللبناني رقم 22 الذي يأتي للكويت، وسبقني واحد وعشرون أسقفاً، وأجمل ما في الأمر أن الجميع يتذكر كل هذه الزيارات»، مشيراً إلى أن «الجماعات الإرهابية ضرر للمسلمين أكثر بكثير من كونها ضررا للمسيحيين (وهذا الكلام يقوله المسلمون أيضاً)، ولذلك يداً بيد سنعمل على احلال السلام في كل مكان».


وحول العناق الذي تم بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في أبوظبي، قال «هذا العناق الذي شاهدناه لم يكن الأول، وبعض النوايا شككت في هذا العناق وادعت أنه ظاهري، وكونه ليس العناق الأول، فهذا دليل على أنه ليس ظاهرياً فقط، وما حدث في الإمارات نتيجة عمل مشترك ليس فقط بين قداسة البابا وشيخ الأزهر، وإنما بين فعاليات من الديانتين على مدى طويل».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

?  هل سبق لك زيارة الكويت، وكيف كان انطباعك في زيارتك الأولى للكويت حول حرية العبادة في الكويت؟
- هذه أول زيارة لي للكويت، بدعوة من نائب المطران للعلاقات العامة راعي الكنيسة الكاثوليكية في الكويت الخوري ريمون، وكنت أتوقع أن يكون لقاء صغيرا لكني تفاجأت منذ هبوط الطائرة بحشود نوعية من المستقبلين، واستقبال مميز من الفعاليات الكويتية بما في ذلك ممثلون رسميون. وهذه الزيارة تتزامن مع عيد الطائفة المارونية الذي كنا نظن أنه عيد ديني، لكنه بات عيداً وطنياً وبوجودكم، بات عيداً للتلاقي بين اللبنانيين والكويتيين، وخاصة أن الأعياد الوطنية الكويتية على الأبواب، وفي هذه المناسبة نهنئ اخواننا الكويتيين بأعيادهم الوطنية ونشعر وكأننا نحتفل معاً بهذا البلد الجميل.
وقد شاهدت الكنيسة الكاثوليكية ورأيت جمالها وتنظيمها ومكانها الراقي، والكويت تتمتع بحرية دينية وما نوصي به أولادنا دائماً في الكويت أن يندمجوا في الوطن ويساعدوا على نموه، ويكونوا فاعلين وأعتقد أن الجالية اللبنانية عامة، بما فيها الطائفة المسيحية، تقوم بهذا الدور من أجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا.
?  أتيت للتو من أبو ظبي، فهل يمكن أن تعطينا فكرة عن هذه الزيارة ؟
- أنا في الكنيسة المارونية مشرف على الموارنة الموجودين في دولة الإمارات العزيزة، وعندما أعلن قداسة الحبر الأعظم (بابا الفاتيكان) عن زيارته للإمارات في حدث تاريخي في المنطقة، وهذا الحدث بمثابة هدية من السماء للتلاقي بين الديانات، وبالتالي كان من الطبيعي أن أكون موجودا بل وشاركت من لبنان بكل التحضيرات التي سبقت الزيارة، وخاصة أن كل البطاركة الشرقيين كانوا في استقبال قداسة البابا.
أهم شيء كان مشاركتنا ومواكبتنا للإتفاق الذي تم توقيعه بين الحبر الأعظم والإمام الأكبر شيخ الأزهر، وكلنا نأمل خيرا لمنطقتنا والعالم أجمع، فنحن نمثل أكبر ديانتين في العالم وتأثيرنا (الإسلام والمسيحية) اساسي وجوهري على كل العالم، وإذا كنا متفقين واليد باليد، فإن العالم من الممكن أن يشهد مستقبل سلام وتآخ كلنا بحاجة له. القداس الذي تم في مدينة زايد الرياضية كان حدثاً كبيراً وأسعدنا ومن أبوظبي أتيت للكويت.
?  كيف قرأت المصافحة والعناق بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر؟
- هذا العناق الذي شاهدناه لم يكن الأول، وبعض النوايا شككت في هذا العناق، وادعت أنه ظاهري، وكونه ليس العناق الأول دليل على أنه ليس ظاهرياً فقط. وما حدث في الإمارات نتيجة عمل مشترك ليس فقط بين قداسة البابا وشيخ الأزهر، وإنما بين فعاليات من الديانتين على مدى طويل لوضع الأسس، وأتمنى أن يكون ما حدث في الإمارات نوعا من التتويج للمرحلة الأولى واطلاق مرحلة ثانية نأمل أن تتفعل أكثر في الكويت والإمارات وكل دول الشرق التي هي مهد الديانات، لتكون رسالة للعالم أن الإسلام ظهر من هنا كما ظهرت المسيحية من هنا، ولذلك نحن أبناء تلك البلدان لدينا رسالة للعالم أجمع لتعليمهم الدين الصحيح القائم على التسامح والتآخي، وأن الدين في خدمة الإنسان في كل مكان.
?  بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، كيف ترى المشهد اللبناني؟
- نشكر الله على تشكيل الحكومة اللبنانية التي انتظرناها تسعة أشهر، وهي انجاز نتمنى أن يذهب بعيداً وفتح مرحلة جديدة للعمل المشترك في لبنان. وتأخر تشكيل الحكومة لم يكن بسبب تباعد بين المسلمين والمسيحيين، وإنما حسابات سياسية ترتبط بلنبان وأحياناً لها تأثير بما يحصل حولنا في بلدان مجاورة. لبنان شئنا أم أبينا هو قلب هذه المنطقة، وكل ما يحصل في الشرق الأوسط له انعكاساته أحيانا السلبية وأحيانا الإيجابية، على بلادنا ويمكن للبنان أن يكون لديه دور بأن يكون نموذجا للعيش المشترك بين 18 طائفة ونتأمل أن يستمر هذا الأمر.
?  شهدت السنوات الماضية ظهور عدد من الجماعات الإرهابية التي شوهت صورة الأديان السماوية، أنتم كرجال دين كيف تتعاملون مع هذا العنف وهذا الإرهاب؟
- النقطة الرئيسة التي وردت في الاتفاق الذي تم توقيعه في أبوظبي (بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر) كان تأكيد أن الجماعات الإرهابية ليست جماعات دينية، فالإرهاب والدين لا يلتقيان بأي شكل من الأشكال. نعرف أن هناك تجار دين يستعملون الدين لمصالح لا تمت للدين بصلة، فأنا في لبنان مثلاً ولدت وتربيت في مدينة اسلامية وهي طرابلس، وكان لدي في مقاعد الدراسة أصدقاء عزيزون من المسلمين، ولا أرضى أن يقول أحد أنهم ارهابيون فقد عملنا وعشنا معاً.
قداسة البابا أعلن أنه لا يحق لأي انسان أن يستخدم اسم الله للقتل أو التهجير، وأنا أؤكد أن الجماعات الإرهابية ضرر للمسلمين أكثر بكثير من كونها ضررا للمسيحيين، وهذا الكلام يقوله المسلمون أيضاً، ولذلك سنعمل يداً بيد على احلال السلام في كل مكان.
?  هل هناك زيارات لرجال دين مسيحيين لبنانيين للكويت في الفترة المقبلة؟
الجالية اللبنانية في الكويت عمرها 60 عاماً، ولدينا تاريخ طويل من العيش المشترك، وأولادنا يعملون هنا، ونحن نذكر بحنين كبير الإخوة الكويتيين الذين كانوا يأتون لتمضية فصل الصيف عندنا ونتمى أن يعود ذلك ويتطور.
بالنسبة لرجال الدين المسيحي فهذه زيارتي الأولى للكويت، لكني أنا الأسقف اللبناني رقم 22 الذي يأتي للكويت، وسبقني واحد وعشرون أسقفاً، وأجمل ما في الأمر أن الجميع يتذكر كل هذه الزيارات وأخبروني بذلك في المطار أن ترتيبي الثاني والعشرين، وهذا يعني أن ذكرى زيارة أول أسقف لبناني مازالت موجودة في القلب، وهذا دليل على أننا متمسكون بأن نكون مع بعضنا البعض وأن نكون شعبا واحدا فنحن نسكن منطقة واحدة ولدينا مستقبل واحد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي