No Script

ادّعاء مدربي الطاقة بأنها عين البصيرة زعم باطل وافتراء مكشوف

العين الثالثة بين الشعوذة والدين... فتحها قد يكون بوابة إلى عوالم الجن والشياطين

u0627u0644u0639u064au0646 u0627u0644u062bu0627u0644u062bu0629 u0645u0631u0643u0632u0647u0627 u0627u0644u0639u0642u0644 u0644u0627 u0627u0644u0642u0644u0628
العين الثالثة مركزها العقل لا القلب
تصغير
تكبير
  • عين البصيرة محلها القلب... والثالثة محلها العقل وفتحها يكون بطقوس شيطانية تتصل بعوالم الجن 
  • علوم العقيدة والروحانيات مستمدة من الله عز وجل وليس النفس ولا الطاقة  ولا القوة التخيلية 
  • يزعم المدربون كذباً بأن فتح العين الثالثة يمكنك من رؤية الملائكة والتواصل معهم 
  • معظم السحرة يفتحون بوابة التواصل  مع الشياطين والجن لممارسة أفعالهم الخبيثة 
  • يروجون للعلم الإبليسي بمصطلحات دينية تخدع المتدربين وتجرفهم لمتاهاتها ودهاليزها 
  • الجشع المادي والتخبط الديني وراء كثرة دورات فتح العين الثالثة

افتتن الكثير من الناس بموضوع فتح ما يُسمى العين الثالثة وكثر الحديث حولها، كما كثرت الدورات والورش التي تطرح موضوع فتح العين الثالثة.
فكيف نقتنع بموضوع فتح العين الثالثة عبر طقوس تنكر وجود الخالق عز وجل، والتي هي تحت مظلة طقوس دينية لعبدة البقر! للأسف لاحظنا جميعاً في الآونة الأخيرة دورات وورش فتح العين الثالثة بادعاء أنها عين البصيرة والحق ومقعد الروح ولكنها في حقيقة الأمر متاهات خطيرة بالطرق التي يتبعها المدربون، وهي بوابة الدخول لعوالم الجن والشياطين، ونافذة كبيرة لاختراقات عقلية وأزمات نفسية كبيرة قد يصعب الخروج منها.
إنّ إخضاع الفكر للمعتقدات الوثنية، هو سرقة للقاعدة الايمانية النيرة وذلك عبر ورش ودورات الشعوذة والوهم العقلي التي انتشرت وهي كارثة دينية وفكرية تمر بها مجتمعاتنا الإسلامية. ويجب أن نعرف حقيقة مهمة هنا، وهي أن السحرة يفتحون بطقوس شركية العين الثالثة للتواصل مع الجن والشياطين لممارسة شعوذتهم وأعمالهم الخبيثة التي تعادي الله عز وجل وتدعو لمعصيته، ويجب أن نعرف أيضاً أن عقيدتنا مصدرها هو الخالق الله عز وجل، وليس الطاقة أو العقل أو النفس أو قوة تخيلية يزعمها هؤلاء بكل فكرهم المنحرف، وللأسف أن المدربين يروجون بهذه الدورات للعلم الإبليسي بمصطلحات دينية تخدع المتدربين، وتجرفهم لمتاهاتها ودهاليزها، عبر مسميات جذابة من مثل: تحقيق الأمنيات والأحلام المستحيلة، الكشف والإدراك الروحي، التعرف على الملائكة والتواصل معهم واستحضارهم ودعائهم لتحقيق الأمنيات، وفي حقيقة الأمر هم يستدعون الجن والشياطين وليس الملائكة، فالملائكة تؤتمر بأمر خالقها جل وعلا وليس بأمر البشر.

ماهي العين الثالثة؟
لنقف أولاً عند موضوع تعريف العين الثالثة، حيث يدّعي المتحدثون عنها والمدربون بشكل خاص أنها عين البصيرة، وتسمى عين العقل، أوالعين الداخلية، وهي مفهوم باطني وصوفي للعين المتخيلة والمتوهمة غير المرئية التي توفر كما يقولون إدراكًا يتجاوز الرؤية العادية، كما أنها في بعض التقاليد والطقوس الروحية للديانات تشير إلى العين الثالثة في موضع يسمى الأجنا أو شاكرا ما بين الحاجبين. وهي البوابة التي تعبر بالانسان إلى العوالم الماورائية في طريق الوعي الأعلى. وترمز العين الثالثة في العلوم الروحانية الجديدة العصرية لحالة التنوير والإشراق والبصيرة أو استحضار الصور الذهنية ذات الأهمية الروحية أو النفسية العميقة. هذا وتتعلق العين الثالثة بالزاوية الدينية، والقدرة على مراقبة الشاكرات والهالات والكهانة بقراءة المستقبل ومعرفة تفاصيل الماضي وتكشف الغيبيات، وكذلك ممارسات وتجارب الخروج من الجسد.
ونعرف بلاشك «العرّاف» الذي يزعم أنه يمتلك القدرة على استخدام عينه الثالثة، وفي بعض التقاليد الدينية مثل الديانة الهندوسية يقال إن العين الثالثة تقع حول منتصف الجبين أعلى قليلاً من تقاطع الحاجبين. أما في الطاوية وأكثر العقائد الدينية الصينية واليابانية، تشتمل طقوسهم على موضوع تدريب فتح وتفعيل نشاط العين الثالثة، وذلك تركيز الانتباه على النقطة بين الحاجبين مع إغلاق العينين، بينما يكون الجسم في أوضاع معينة منها أوضاع اليوغا الروحية. ويقول المدربون إن الغاية من التدريب هو تناغم وتناسق تردده مع تردد الطاقة الكونية للوصول إلى مستويات تأمل أكثر تقدماً، وفيها تتكشف أمور كثيرة منها صحائف الغيبيات. ويسمي معتنقو الطاوية العين الثالثة بعين العقل والتي تقع بين العينين حتى منتصف الجبهة عند فتحها والوصول لمستوى روحاني عال يمكن للإنسان في ظله أن يرى ما لا يراه غيره من الناس. وتدّعي الطاوية أن العين الثالثة هي واحدة من مراكز الطاقة الرئيسية للجسم الموجود في ما يسمونه الشاكرةً السادسة، لتشكل جزءًا من خط الزوال الرئيسي، وهو الخط الذي يفصل بين نصفي الجسم الأيسر والأيمن، ووفقاً للتعليمات المسيحية للأب ريتشارد رور، فإن مفهوم العين الثالثة هي ذات المنهجية التي يرى بها المتصوفة، حيث يستخدم المتصوفون - كما يقول بعض الباحثين- العين الأولى البصر والعين الثانية وهي عين العقل والتأمل والتفكيروالكشف.
وترتبط العين الذهنية الثالثة في مذهب الثيوصوفية بالغدة الصنوبرية. وفي هذا المعتقد يرون أنه في العصور القديمة جدًا كانت هناك عين ثالثة في الجزء الخلفي من الرأس ووظيفتها جسدية وروحية. ولكن بمرور الوقت أصبحت هذه العين تحمل مسمى الغدة الصنوبرية. وجاءت فرضية الدكتور ريك ستراسمان التي تقول إن الغدة الصنوبرية مسؤولة عن إنتاج وإطلاق DMT «داي ميثيل تريبتامين»، والذي يُعتقد أنه يمكن أن يتم إفرازه بكمياتٍ كبيرة في لحظات الولادة والوفاة، وهنا أصبحت في مفهوم المنظرين والمدربين في العصور المتأخرة والوقت الحالي أن الغدة الصنوبرية هي المسؤولة عن هذه البصيرة، ولا بد من تنشيطها للدخول لعوالم كشف الغيبيات، وتغيير الواقع ورسم المستقبل بقدرة الإنسان ولا دخل لإرادة الخالق فيها، ويأتي هذا التصور في كل الدورات التي تقدم موضوع فتح العين الثالثة.

تجارب فتح العين
نتحفظ على أسماء المدربين والمتدربين هنا لخصوصية الموضوع وحساسيته ونكتفي بالتجارب التي خاضوها، حيث تقول مدربة: «حينما تعمل تمرينات تفعيل العين الثالثة، فإنك تصل لمرحلة الكشف، فتنظر لروح الشخص وليس جسده تماما مثلما أنت تنظر إلى الجسد المادي من خلال العينين الماديتين، إلا أنك لا تتمكن من رؤية الروح، وهكذا من خلال العين الثالثة أنت تتمكن من رؤية الروح التي تسكن الجسد، ولا ترى الجسد ! وبذلك يمكنك رؤية الجن وأرواح الأموات لأنك انتقلت بفتح العين الثالثة لعالم شفاف جدا يمكنك من رؤية ما لايمكنك رؤيته».
ويقول مدرب آخر: «إن فتح العين الثالثة أمر عادي وغير مخيف، وهو ارتقاء روحي ليس أكثر، يمنحنا القدرة على رؤية وتوقع المستقبل، وقراءة الأفكار، وكذلك رؤية الحوادث التي تقع في العالم في أماكن قريبة وبعيدة، كما أننا نملك القدرة على تحريك الأشياء من مكانها، والتحكم فيها، وكذلك يمكننا استحضار الماضي والمستقبل».
وقالت متدربة: «دخلت دورة فتح العين الثالثة لأجذب شابا أعجبت به في الجامعة وأردت الزواج به، وقيل لي إن هذه الدورة ستغير خارطة مستقبلي وستجلب لي ما أريد، فدخلتها وطبقت كل التمرين، لكنني بدأت أرى الكوابيس التي تُسبب لي الأرق لدرجة أنني صرتُ أخاف من النوم، وأقاومه كي لا تأتيني تلك الكوابيس السوداء المخيفة، وبدأت أتخيل أشياء وأتوهم مواقف وأشخاص، وأسمع أصواتا مخيفة في ذهني لا يسمعها سواي، وهكذا دخلت في دوامة مخيفة، أريد الخروج منها وأريد التخلص من تلك الكوابيس، ونسيت هدفي الذي أردت تحقيقه في هذه الدورة».
وقالت أخرى: «دخلت دورة فتح العين الثالثة وقرأت مقالات كثيرة عنها بالانترنت لإشباع فضولي وشغفي ليس أكثر، ووجدت أنها لاتتماشى معي، حيث إنني ملتزمة دينيا، وحريصة على عباداتي وقراءة القرآن والأذكار والتحصين، وكل التطبيقات لفتح العين الثالثة لم تنفع معي، فقالت المدربة إنني عليّ أن أتحرر من كل شيء وأعيش اللحظة، وأستسلم لخيالاتي وإن كنت مرعبة فهي ستنتهي بالكشف بعد ذلك، ولكنني آثرت أن أبتعد عن هذه المتاهة لأنني استشعرت خطورة ما أقوم به».

حقيقتها في الإسلام
في البدء نقول إن عين البصيرة محلها القلب، والعين الثالثة محلها العقل وفتحها بطقوس شيطانية هو تواصل بعوالم الجن كما يحدث عند كثير من المدربين، وهو أيضا دخول في محرمات تنافي ما جاء بالكتاب والسنة، وكل ما يزعمه المدربون لم يرد في الكتاب ولا السنة، ولا يعترف به معظم العلماء. وكما نعرف فإن العين الثالثه هي أقدس الروحانيات في العقيدة البوذية والهندسية وهي العامود الفقري لعلومهم الروحية، ولكن هل للعين الثالثة أصل في عقيدتنا الإسلامية؟ هنا السؤال المهم، والجواب: بالطبع نعم وقد ذكرها الله عز وجل بالقرآن الكريم تحت مسمى «الناصية». فالناصية هي مركز القيادة والتوجيه عند الإنسان وكذلك عند كل الحيوانات ذوات المخ، يقول الله تبارك وتعالى وقوله الحق: «... مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ ربِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».
وهنا بعض أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الناصية كقوله: «اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ..»، وكقوله: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ». وكقوله: «الْخَيْلُ معقود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». فإذا جمعنا معاني هذه النصوص نستنتج أن الناصية هي مركز القيادة والتوجيه لسلوك الإنسان، وكذلك سلوك الحيوانات. وقد وجد العلماء أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف صغير، لأن الحيوان مركز قيادته وحركة جسمه أيضاً من هذا المكان، وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: «مَا مِنْ دَابَّةٍ إلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا». وقد وصف القرآن الناصية بأنها كاذبة خاطئة كما قال الله تبارك تعالى في سورة العلق وقوله الحق: «نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ». والناصية لا تنطق فكيف يسند إليها الكذب ؟ ولا تقترف الذنوب والخطايا فكيف تسند إليها الخطيئة؟ وهنا أمر يجعلنا نتوقف لنتدبر المعاني، فالناصية مقدمة الوجه وفيها اتخاذ القرار، وهي مرتبطة بالله عز وجل خالق الكون ومدبره من السماء إلى الأرض، فمن فتح الله عليه بنور العلم والحكمة بسبب قربه لله جل وعلا، وإخلاصه في العبادة وفي علاقاته مع الآخرين، وهنا يفح الله بصيرته فيرى بنور الله تبارك وتعالى.
والعين الثالثه لها أثر ثابت في تاريخ الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن ليس بمفهوم المدربين بالتدريب والتفعيل وتحريك الشياطين والتعامل معهم، وتسخيرهم، فهو عليه السلام يرى فضاء المعركة في مكان بعيد ويصف حال الشهداء، وكيف تغسلهم الملائكة، وكذلك الفاروق عمر بن الخطاب الذي عُرف بالتخاطر فقد رأى بنور الله عز وجل، حين كان يخطب الجمعة وتخاطر عقليا عن بعد مع الصحابي سارية بن زنيم محذرا إياه قائلا: يا سارية الجبل الجبل فهو ينصحه بالاحتماء بالجبل.
وهكذا فإن البصيرة تأتي من الله عز وجل بالقرب منه لا بالقرب من الشياطين، ولا بممارسة الطقوس الوثنية التي لم ترد في الكتاب والسنة، فالبصيرة لا تأتي من المخلوقات، وإنما تأتي من الخالق عز وجل مالك الملكوت، مدبر الأمر، والمتصرف فى عالم الاحياء وعالم البرزخ. ختاما نقول: كيف نقدس فكر مُنكري وجود الله عز وجل وعبدة البقر وممارسي الطقوس الوثنية، ونسفه عقيدتنا التي تنبني على الكتاب والسنة؟ فالحقيقة هي بين أيدينا في كلام الله عزوجل المتمثل في القرآن العظيم، وفي سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا إلى طريق النور. نسأل الله عز وجل أن تنتهي موجة الضلالة التي يتخبط فيها بعض المدربين الذين يتكسبون من هذه الدورات والتي تتعارض وعقيدتنا، بدعوتها لما يُسمى روحانيات ومصدرها الظنون والأوهام والخيالات رغم وجود الروحانيات التي تنتهج المصدر اليقيني وهو الله عز وجل خالق الكون، ومدبره من السماء إلى الأرض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي