وجع الحروف

صناعة العهد الجديد...!

تصغير
تكبير

في كل بلد من البلدان - التي شهدت تطوراً ملموساً على مستوى الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل وحسن إدارة المؤسسات وازدهار تتقدمه - قيمة دخل الفرد في الغالب تبدأ من رفع مستوى التعليم وإعداد القيادات.
في سنغافورة - على سبيل المثال - بدأت العملية الإصلاحية بالتعليم أولاً، ومن ثم طريقة اختيار القياديين وكلاهما يصب في العنصر البشري الذي حل عنواناً مهما لبلوغ التنمية.
في مداخلة لمسؤول سنغافوري خلال مؤتمر مكافحة الفساد يقول: «نحن نختار خريجي الجامعات من مختلف التخصصات من الحاصلين على أعلى تحصيل علمي، ومن ثم تأهيلهم عبر برامج متخصصة، كي يعملوا في مؤسسات لاكتساب خبرة عملية، حتى يتقنوا جوانب العمل واحتياجاته، عبر برامج متخصصة ومن يجتازها يقال له (تفضل هذه المؤسسة ستقودها)؟».


وفي دول عدة مثل فنلندا والدنمارك وغيرهما من البلدان التي شهدت أعلى نسبة في معيار «السعادة»، ستجد الإنسان من أول اهتماماتها.
وقبل أيام استوقفني أحد الزملاء متسائلا: «شخبار ملتقياتكم؟».
ذكرت له أننا في شهر فبراير... تتوقف الفعاليات لكثرة الإجازات، وستنطلق مجدداً مع بداية شهر مارس إن شاء الله.
يقول صاحبي: «هناك ملتقيات أخذت في الظهور ودخل الجهاز الحكومي على الخط في تنظيم ملتقيات مشابهة... ماذا ترى؟».
ما نراه أنه تحرك إيجابي يشكرون عليه? لكن السؤال الذي نرفعه هو: ما طبيعة الملتقيات، ومن سيحضرها، ومن هو صاحب القرار وعلى أي أسس يتم بحث الملفات، وما الفائدة المرجوة منها؟
أعتقد أننا - وتحديداً في شهر فبراير حيث الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير - يخرج لنا تساؤلا (بعد 28 عاماً من تحرير الكويت): هل تحررنا من القيود التي حالت دون التنمية البشرية وتطوير التعليم وتأهيل قيادات الغد؟
مختصر القول ومباشرة من دون أن ننتقد أو ننصح البعض: نحن بحاجة ماسة وفورية لمن يأخذ على عاتقه مهمة صناعة العهد الجديد.
الزبدة:
صناعة العهد الجديد تحتاج أن نأخذ من سنغافورة? ماليزيا «الأقرب لنا»، وبعض الدول المجاورة التي شهدت نمواً مثالاً نبدأ منه العملية الإصلاحية.
بناء الإنسان يبدأ من الاهتمام بالعنصر البشري... التعليم وحسن اختيار القيادات يأتي في المقدمة، وهذا يحتاج إلى حملة توعوية تتبناها الجهات المسؤولة عن تحسين ثقافة المجتمع، بما فيها جمعيات النفع العام والمختصون عبر ملتقيات هادفة متخصصة، تبحث في قضية معينة وتطرح الحلول، وترفعها لأصحاب القرار بالضبط كما هو معمول به من قبل الزملاء في ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي.
تستطيع أن تقيم ندوة? ملتقى أو مؤتمر لكن ماذا بعد هذا كله؟
إذا كنا نحتفل بحصول كثير من أحبابنا على درجات علمية كالدكتوراة والماجستير،وبعضها ينتهي بتوصيات من دراسات طبقت على أرض الواقع... ولم نستفد منها؟ إذا كنا نعترف بالقيادات الباراشوتية ولا نوقف زحفها؟ وإذا كنا نعلم عن تردي مستوى التعليم? الصحة ? الطرق وتفشي الفساد... فهل هذا قياس سيحقق لنا مصدر من مصادر صناعة العهد الجديد؟
على المستوى الشخصي? لا أظن ذلك وكل ما أتمناه خلال شهر فبراير هذا العام - ونحن نحتفل بالعيد الوطني وعيد التحرير - أن نتوقف ولو في جلسة مصارحة ومكاشفة واحدة، نستعرض فيها احتياجات المواطن والموظف ومؤسساتنا فقط، من خلال ما يطرح في الوسائل الإعلامية المختلفة.
ما يطرح من نقد ونصح إنما هو يصور مكامن الخلل، وهو من منظور الإدارة الإستراتيجية يعتبر إستراتيجية الغد، من خلال قرارات تصحيحية محددة بالزمن والتكلفة، والأهم أن توكل الى الكفاءات... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي