«سموه تمنى تحوّل حالة التشرذم إلى وئام ومحبة»
الصقر لـ «الراي»: الأمير أكد سعي الكويت للمّ الشمل العربي
- • حمد بن جاسم: صفقة القرن خاسرة... ولم نبحث الأزمة الخليجية
• موسى لـ «الراي»: نأمل التوفيق للوساطة الخليجية
• علاوي لـ«الراي»: صاحب السمو يمتاز بالحكمة
حضرت ملفات المنطقة الساخنة والأوضاع المضطربة في العالم العربي وأبرز القضايا الدولية التي تنعكس تداعياتها على الشرق الأوسط، على طاولة مجلس العلاقات العربية والدولية، الذي عقد أمس اجتماعه الثامن برئاسة رئيسه محمد جاسم الصقر، وبحضور رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم ورئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي ورئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وعدد من الشخصيات السياسية العربية.
وكان لافتاً حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الجلسة المسائية التي عقدها المجلس، وجرى خلالها بحث أوضاع المنطقة ودور الكويت في تعزيز الأمن والاستقرار من خلال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
ووصف رئيس المجلس محمد جاسم الصقر اللقاء الذي جمع أعضاء المجلس بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أمس، بالرائع، ناقلاً عن سموه أمله في أن تتحول حالة التشرذم في العالم العربي إلى حالة وئام ومحبة.
وقال الصقر، في تصريحات خاصة لـ«الراي»، «إن سمو الامير لقاءاته دائماً رائعة، وتجلّى (لقاء) اليوم (أمس) في الحديث عن الوضع العربي والمأساة العربية، وتمنى (سموه) أن تتحول حالة التشرذم إلى حالة وئام ومحبة، وتحدث عن الدور العربي للكويت التي تسعى دائماً إلى لم الشمل العربي وحل القضية الفلسطينية».
وأضاف «أشاد سمو الأمير بمجلس العلاقات ودوره، وكنا سعداء بتقديم الشكر إليه لاستضافة الكويت اجتماعات المجلس السنوية»، مشيراً إلى أن «سموه أبدى الدعم للمجلس» وأكد أن الكويت كانت وستظل صوتاً وبيتاً وبلاداً للعرب.
وبشأن الأزمة الخليجية وما إذا كانت ضمن محاور البحث في الاجتماعات، قال الصقر إن «المجلس لم يبحث الأزمة الخليجية، لأننا لا نستطيع عمل شيء تجاهها... دول كبرى لم تستطع فعل شيء، ولا نحب التدخل بها، لكن لدينا الاستعداد (للمساعدة) إذا كان هناك أمل، ونرى الآن أننا لسنا قادرين على فعل شيء»، موضحاً أن «الأزمة الخليجية من المفترض أن تكون مسؤولية دول، وهناك أزمات أصغر نستطيع التعامل معها».
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال «إننا لا نعرف ما هي حقيقة صفقة القرن، ولكننا مع قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ونحن نؤيد حل الدولتين وقرارات القمة العربية العام 2002، وهذا موقف المجلس».
موسى
من جهته، وصف الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى لقاء الوفد العربي بسمو الامير بأنه «لقاء طيب».
وقال في تصريحات لـ«الراي»: «تحدثنا خلاله عن أمور تتعلق بالعالم العربي والمنطقة، وعن دور مجلس الشؤون العربية ودعم سمو الأمير له، وتكلمنا عن بعض الأنشطة المقبلة وسيكون هناك تفاؤل كبير بما هو قادم بالنسبة لدور المجلس ورعاية سمو الامير له».
وأضاف أن «الدعم الكويتي سيكون سياسياً مع متابعة الأخ محمد جاسم الصقر له وسيكون له تواصل مستمر مع الحكومة».
ورداً على سؤال عن الأزمة الخليجية، لفت موسى إلى صعوبة الظروف وحدة الخلافات والخصومات العربية، مشيداً بـ«دور الكويت وسمو الأمير الذي يلعب بنفسه دور الوساطة في التهدئة وأتمنى أن يوفق في ذلك».
علاوي
بدوره، تحدث رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي في تصريحات خاصة لـ«الراي»، عن اللقاء مع سمو الأمير، قائلاً إن مواقف سموه متميزة وتتسم بأنها معتدلة وصاحب السمو «يمتاز بالحكمة».
وأشاد بدور الكويت المتميز في معالجة الأوضاع في المنطقة ودور سمو الأمير «وهو من دعاة الوحدة والاتزان والموضوعية»، مشيراً إلى أنه «حاول أن يعيد مجلس التعاون الخليجي (إلى وحدته) ويطرح المصالحة كما دعم العراق بشكل كبير من خلال مؤتمر المانحين في الكويت، وهذا دليل على أن سموه اجتمعت لديه خبرات كبيرة وأصبح معطاء وهذا ما يشدنا إليه ويجعلنا حريصين على اللقاء معه».
ورداً على تقارير عن احتمال تحول العراق ساحة مواجهة ساخنة بين أميركا وإيران مع تصاعد التوتر بينهما، أجاب علاوي: «بالفعل العراق ساحة مواجهة متعبة الآن».
اسماعيل
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى عثمان اسماعيل لـ«الراي» إن الكويت تلعب دوراً مهماً في الوضع الراهن من خلال الجهود التي يبذلها سمو الأمير للتوفيق بين الفرقاء العرب وعودة التلاحم العربي مرة أخرى.
وأضاف: «بالنسبة إلينا كمنظمة مجتمع مدني تضم مجموعة من النخب السياسية لديها خبرة كبيرة في العمل الدولي، ناقشنا (خلال الاجتماعات) واقع العالم العربي وكيفية الانتقال من الواقع الانقسامي إلى الواقع التصالحي الذي يشكل نواة عودة الوضع العربي إلى وضعه الطبيعي، وتطرقنا الى القضية الفلسطينية والقضايا الداخلية والاقليمية التي تواجهها ونسبنا ذلك الى الانقسام الفلسطيني الداخلي والضعف العربي».
وأشاد اسماعيل بدور سمو الأمير في احتواء المشكلات العربية ودور الكويت في مجلس الأمن والمواقف العربية المهمة لمندوب الكويت هناك والتي تعبّر عن القضايا العربية ومنها قضية فلسطين.
وأكد أن «المجلس أشاد بدور الكويت تجاه الأزمة الخليجية وسعيها لوقف التدهور ومحاولة العودة إلى الوضع الطبيعي بين الأشقاء، وأكدنا أن المجلس سيكون جاهزاً للعب أي دور في هذا الملف الذي تطرقنا إليه في الاجتماع الصباحي من ضمن مجموعة القضايا العربية، تمهيداً لرفع تصور عنها إلى النخب السياسية ومجلس الجامعة العربية».
وبشأن الوضع في السودان، قال اسماعيل إن مرده إلى «الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع في الأسعار وندرة في بعض السلع وهو ما دفع الشباب السوداني للخروج إلى الشارع والتظاهر»، مشيراً إلى أن «الحكومة تفهمت مطالب المتظاهرين، لكن بعض الاحزاب السياسية حاولت أن تقفز على تلك الاحتجاجات الاقتصادية وتحولها إلى سياسية ونادت برحيل النظام الذي يسعى حالياً لمعالجة المطالب وفتح حوار مع الجميع للخروج برؤية شاملة».
وأضاف «أصلاً هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية بداية العام المقبل والمفترض أن تكون نزيهة وشفافة وخاضعة للمراقبة».
الفايز
وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق فيصل الفايز في تصريحات لـ«الراي» إن للكويت دوراً كبيراً في دعم الاردن، «وتربط سمو الامير علاقة وثيقة مع جلالة الملك عبدالله، والكويت تقف دائماً إلى جانب الاردن في كافة الجوانب ومنها الاقتصادية، ووعدنا سمو الامير أن يستمر ذلك الدعم للاردن، ونحن نعتز بهذه العلاقة» بين البلدين.
وأضاف «أننا طلبنا من سمو الامير أن يستمر في دور الوساطة الخليجة والمساهمة في حل الأزمة».
حمد بن جاسم: صفقة القرن خاسرة
أكد رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن صفقة القرن تعتبر صفقة خاسرة بالنسبة للعالم العربي، وأن الصفقة الجيدة هي التي صدرت وأُيدت من قبل العالم العربي وتضمن حق الفلسطينيين، محذراً من أن بوادر الصفقة تبدو غير متوازنة.
وفي تصريحات على هامش افتتاح اجتماعات مجلس العلاقات العربية والدولية، قال حمد بن جاسم: إن «المبادرة العربية تقوم على أسس واضحة، بأن هناك حقوقاً يجب أن تحترم وتعاد، مقابل علاقات كاملة مع اسرائيل، وأنا لست ضد العلاقات مع اسرائيل وأن يسود السلام بين العرب، وبالذات الفلسطينيون، والاسرائيليون، ولكن يجب أن يكون هناك شروط للطرفين لإعادة الحق الفلسطيني كاملا، والشرط الآخر أن يكون هناك سلام دائم وشامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين يضمن لهم حقوقهم في المنطقة، وكذلك يضمن لجيرانهم السلام وإعادة الحقوق».
وشدد على ضرورة أن «لا يكون السلام مجرد صفقة لا نعلمها إلى الآن، وما المراد منها، ولكننا نعلم أن بوادرها ليست متوازنة لأنها لا تعطي الحقوق لأصحاب الحق، ونحن نلتزم بالقرارات الدولية، التي تتكلم عن الرابع من يونيو 1967، ويجب العيش للطرفين، دولة اسرائيل بجانب دولة فلسطين كاملة السيادة، وهذا هو الحق المطالب به والمقر به دوليا، ويجب أن نلتزم به بشكل واضح».
وأوضح أن «مجلس العلاقات العربية والدولية رديف جيد للأفكار، للمساعدة ورؤية ما هو مطلوب عمله، بالإضافة إلى التطرق للمشاكل التي يواجهها العالم العربي، ومساندة القضايا المهمة مثل القضية الفلسطينية وحل بعض الخلافات العربية الموجودة حالياً»، مبيناً أنه تم تداول القضية الفلسطينية في الاجتماع فيما لم يتم تداول الأزمة الخليجية ولن تكون موجودة على الجدول.