الوسائل الإعلامية الرسمي منها والخاص تتناول بمختلف أنواعها نقل الأخبار «بمصداقية»? ومواضيع منوعة منها معرفية الطابع? أدبية? علمية? إنسانية? ثقافية ? اجتماعية تربوية? دينية... إلخ.
هناك وسائل مطبوعة كالجرائد، الصحف والمجلات، وغير مطبوعة مثل المرئية? المسموعة والإلكترونية وجميعها تصب في تلبية احتياج المتلقي للخبر والمعلومة على نهج «الجمهور عاوز كده»، وأعني الصالح من الجمهور.
المجتمعات ترتقي برقي الرسالة الإعلامية وصلاح ثقافة القائمين عليها، وفضاء الحرية المسؤولة التي يجب أن يكون صائغ الخبر أو ناقل المعلومة ذا مصداقية وملماً باحتياجات الجمهور والأطر الأخلاقية بما فيها العادات والقيم.
الشاهد? أنه بعد انتشار التكنولوجيا الحديثة وتغلغلها إلى داخل كل منزل، أضحى الجمهور يعتقد أن الحرية غير مقيدة وأصبح البعض مطلق العنان لكل فكرة تصل إليه، حتى بعد تنفيذ قانون الجرائم الإلكترونية فما زال البعض يتخذها لدواعٍ شخصية.
نعلم أن صحافة الكويت صنفت بصحافة رأي? ونعلم أن الكويتيين جبلوا على التعبير بحرية لكن السؤال: هل جمهور الأمس مختلف عن جمهور اليوم؟ وهل مفهوم الحقوق والواجبات يدرك أهميته جيل اليوم، كما كان مفهوم من قبل جيل السبعينات.
عندكم وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال: ما هي الرسالة الإعلامية التي يريد أن يوصلها جمهور مستخدمي وصانعي الخبر ومنتقي المعلومة ومروجيها؟
كل منهم يريد تحقيق غايته? ولم تعد الوسيلة ذات اهتمام؟
تصبح على خبر «إشاعة» و«سب وقذف»، وأما الحياء فنراه قد جردوه من محتواه عبر سفاهات ما أنزل بها من سلطان.
مقاطع «سخيفة» وأخرى مركبة، يراد منها الإساءة لبعض الرموز بمختلف مراكزهم.
أصبح مشاهير السوشل ميديا يتقدمون الصفوف وكثير منهم يتحرك بـ«خشم الدينار»، وهذه هي ضريبة العصر الحديث وسلبيات التكنولوجيا الحديثة، التي أسيء استخدامها، وعندما تصبح المادة «البحث عن الثراء» هدفاً فقل على الحياء? الأخلاق? المصداقية? الإخلاص... سلام!
عودوا إلى بداية المقال? هل ثمة مواضيع تصب في صالح تنمية الفرد الثقافية، أم أن الجميع أصبح إعلامياً، من دون أن يعلم بأبجديات العمل الإعلامي؟
الرسالة الإعلامية في غاية السمو... إما أن ندرك الحاجة الملحة لمراجعة تدني لغتها ومضمونها، من خلال مختصين وإما أن نتركها لتهدم ما تبقى لنا من موروث الجيل الماضي.
واقع الحال - كما يبدو لي - أن أصحاب القرار قد أخذوا بنهج «نسوي اللي نبي ونعين اللي نبي ونعطي من نريد» وهم «الجمهور»... «خل يقولون اللي يبون»، وإلا ما هو تفسير بقاء ترتيب الكويت في وضع متدنٍ حسب المؤشرات العالمية.
الزبدة:
سطحية الجمهور هي التي أوصلتنا إلى هذه الحال... لكن ثمة تساؤل مهم: من المسؤول عن ثقافة المجتمع وإصلاحه؟
الإعلام الرسمي والخاص يجب أن يأخذ بزمام المبادرة، بالتنسيق مع وزارة الشباب وجمعيات النفع العام ورجال الإعلام، إضافة إلى وزارة التربية ومراكز الشباب «وزارة الشؤون».
عط نفسك ساعة فقط، وتصفح المطبوع وغير المطبوع من وسائل الإعلام... ماذا ستجد؟
إنها السطحية في العرض، وكأن الوسائل الإعلامية باتت للتسلية والترفيه و«التحلطم» من سوء الأوضاع، والذي ساعد على تغذية الجمهور بها هم المعنيون عن جودة الرسالة الإعلامية، المراد إيصالها كجزء من المسؤولية الاجتماعية...!
نريد أن نرتقي بالخطاب الإعلامي وتوجيه الرأي العام لما فيه صالح البلد والعباد، وهذا يبدأ من تطوير التعليم عبر إدخال الأخلاق كمادة تدرس والقضاء على الواسطة والمحسوبية، وفهم كامل لحقيقة العمل المؤسسي.
نريد على الفور تفاعلاً أفضل مع ما ينشر من أخبار صحيحة تشير إلى احتياجات الجمهور من تعليم? صحة? طرق? معيشة رخاء وغيرها من ملامح العيش الكريم.
عسى وصلت الرسالة!... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi