استبدلها الشباب بالجينز والملابس الرياضية وأضحت ذكريات تلتقط معها الصور
الدشداشة... إلى «متحف التراث»!
هل أضحت الدشداشة صورة للذكرى؟ (تصوير بسام زيدان)
تنوع لباس الشباب بين الدشداشة والـ«سبورت» (تصوير سعد هنداوي)
الشباب اتجهوا للملابس الجاهزة
المحلات التقليدية تشهد عزوفاً من المتسوقين
أم طلال متحدثة للزميل غانم السليماني
من النادر رؤية شباب بالدشداشة في السوق
أبو محمد
سعود الفضلي
عاطف ميلاد
أبو فيصل
صباح سالمين
حميد اللنقاوي
- حميد اللنقاوي: الدشداشة أصبحت للمناسبات الرسمية لأنها غير عملية وتضع من يرتديها في قالب مقيد
- أبو خالد: لا ضرر في ارتداء ملابس تخالف الزي الشعبي فالأمر تغيير من الشخص نفسه لا علاقة له بالتراث
- سعود الفضلي: الدشداشة تاريخ يجب تمسك الجميع به وليس متابعة الغرب في كل تحركاته
- أم طلال: ترك الدشداشة استكمال لخطوة هجر النساء ارتداء الدراعة القديمة
- صباح سالمين: حقيقة مؤلمة نعيشها بتخلي غالبية الشباب عن الدشداشة وترك تاريخهم عُرضة للاندثار
- البائع عاطف: الناس اتجهت للملابس الجاهزة الأرخص والأقل تكلفة بحدود نصف السعر
- أبو فتحي: ضرورة تركيز الإعلام ونشر الوعي بين فئات الشباب للتمسك بالزي الوطني
- أبو محمد: الموضوع لا يعدو كونه تطوراً طبيعياً للحياة وتحول الشباب إلى الجينز
من تراث كانت الدشداشة فيه كل شيء، وماضٍ شكلت فيه أبهى صور الرجال، تحول الزي الرسمي في الكويت، كما تتحول كل مواقع التراث إلى ذكريات يجلس الصغار على ضفافها لالتقاط الصور.
ففي لجةِ سوق المباركية، تغيبُ الدشداشة عن المشهد، ويحل مكانها «الجينز»، حيث تخلى شباب عنها اليوم تحت ضغط متطلبات العصر الحديث، فمن النادر أن تشاهد شاباً يرتدي دشداشة في ظل انتشار الملابس الرياضية والجينزات التي أصبحت السمة الرئيسية في الحياة مع تراجع ارتداء الدشداشة لأسباب عدة، منها اقتصادية وأخرى لسهولة التحرك في الملابس الرياضية.
«الراي» جالت في أسواق المباركية لرصد الآراء حول أسباب تراجع ارتداء الدشداشة فكانت هذه الحصيلة.
في البداية، قال حميد اللنقاوي إن «ارتداء الزي الرياضي أو الجينز راحة في المشي والتحرك وطريقة عملية في التنقل والسيّر»، لافتا إلى أن الزمن تغير والحياة تطورت ولابد أن يساير الانسان هذا التغيير والتطور السريع في الحياة.
وأشار إلى أن «الدشداشة أصبحت من الماضي والتاريخ القديم، وأنها للمناسبات الرسمية والولائم والاعراس، لانها غير عملية للتحرك وتجعل من يرتديها في وضع رسمي محاطٍ بإطار معين وقالب مقيد».
وقال بوفيصل الذي كان له رأي مغاير «أنه يفضل ارتداء الدشداشة، ولا يرى ضيرا في لبسها في أي المناسبات باستثناء ممارسة الرياضة التي تحتاج بكل تأكيد ملابس مرنة وعملية وهذا ما أفعله شخصياً».
وأشار إلى أن الحياة تحتاج لمواكبة في التغيير والتطور، ولكن لا بد أن يكون للتراث أو الموروث الشعبي مكانه في حياة المواطنين وألا يتخلوا عن تراثهم القديم تراث الآباء والأجداد، وأن يتمسكوا بتاريخهم القديم، أسوة بالشعوب الاخرى التي تحافظ على تراثها وتاريخها.
من جانب آخر، خفّف أبو خالد حدة الهجوم على من يرتدون الجينز أو الملابس الرياضية باعتبارها حرية شخصية ورغبة من الشخص نفسه، فكل شخص حرٌ في ما يرتدي أو يلبس وليس لاي شخص آخر سلطة عليه.
وقال أبو خالد إن الموضوع في غاية البساطة ولا يوجد أي ضرر من ارتداء شخص ملابس تخالف الزي الشعبي أو التراثي لبلده، مؤكدا أن الوضع بكل بساطة تغيير من الشخص نفسه وليس له علاقة بالتراث أو التاريخ.
وعلى النقيض، هاجم سعود الفضلي من يرتدون الملابس الرياضية أو الجينز، معتبرا أن هذا تقليد أعمى للغرب دون أي تفكير، ولكن يحاولون أن يقلدوا الغرب بكل شيء من دون تفكير.
وأشار إلى أن الدشداشة تاريخ الاباء والاجداد وفيها ماض جميل، ولابد أن يتمسك به الجميع وألا يتابعوا الغرب بكل تحركاتهم أو يتركوا تاريخهم في مهب الريح.
وفي سوق «واقف» تجلس البائعة أم طلال أمام بسطتها المزينة بالاثواب القديمة الملونة، وتقــــــول «الناس بدأت تبتعد عن ارتداء الدشداشة مثلما هجرت النساء ارتداء الدراعة القديمة، أو الثوب الكويتي الذي انحسرت مبيعاته وتراجع باستثناء بعض المدراس والمعلمات اللاتي يرتدينها في الزينة أو شرح الدروس».
وأشارت إلى أن الوضع تغير وتبدل والحياة تطورت، فلم تعد المرأة الكويتية تلبس الثوب القديم وأصبح كل شيء قديماً ليس له زبائن وتراجعت مبيعاته بشكل كبير.
من جانبه، رأى بائع الدشاديش في ســـــوق المباركية عاطــــف ميلاد أن «سبب تراجــــع ارتداء الدشـــــداشــــة اقتصادي بسبب غلاء وارتفاع أسعارها والناس تتجه للملابس الجاهزة لأنها أرخص وأقل في التكلفة بنحو نصف السعر، كما أن الملابس الرياضية أو الجنيز أكثر عملية وسهلة في التحرك والمشي».
وأشار ميلاد إلى أن «ارتفاع سعر شراء قطعة (الخام) وكلفتها في الخياط جعل الناس يهربون إلى الملابس الجهازة، لاسيما في السنوات الاخير والتراجع الاقتصادي إلى جانب تنوع الاذواق لدى الشباب الذين يفضلون الازياء الغربية».
وقال البائع الفلسطيني عبدالله النتشة ان «هذا السؤال لابد أن يوجه للشباب الكويتي، لماذا تخلى عن لبس الدشداشة، وأرى أن التقليد الأعمى للغرب وراء تخلي الشباب عن ارتداء الدشداشة، وهذا ما نشاهده في السوق من تراجع المبيعات في ما يتعلق بالدشداشة».
من جانبه، قال صباح سالمين إن التركيز على موضوع لبس الدشداشة مطلوب في وقتنا الحاضر بعد أن تخلى الشباب عنها، واتجهوا إلى الملابس الغربية وهذا أمر محزن للغاية، مؤكدا ان الاعلام لابد أن يركز على تنبيه الشباب للعودة إلى ارتداء الدشداشة، فهي تاريخ الوطن والزي الرسمي للكويت.
وأشار إلى أنه من الملاحظ أن غالبية الشباب تخلوا عن لبس الدشداشة وتركوا تاريخهم إلى الاندثار وهذه حقيقة نشاهدها في هذه الايام.
واتفق محمد أبو فتحي مع رأي زميله صباح سالمين على التركيز الاعلامي ونشر الوعي بين فئات الشباب للتمسك بالزي الوطني، والابتعاد قدر الامكان عن الازياء الغربية التي فيها تقليد أعمى للاخرين.
من جانبها، تجلس أم عبدالله في سوق المباركية، وهي تتحدث بحسرة عن واقع الشباب الذين تخلوا عن ماضيهم الجميل وتاريخهم العريق، وتقول «آه على الشباب حسافة عليهم تركوا ارتداء الدشداشة وماضيهم واتجهوا إلى الملابس الغربية التي ليس لها معنى أو قيمة. لا أعلم ماذا أقول عن هذا الواقع السيئ وحياة الشباب في التخلي عن ملابس آبائهم واجدادهم وأضحوا يقلدون الاخرين».
من جانبه، رأى أبو محمد أن الموضوع لا يعدو كونه تطورا طبيعيا للحياة وتحول من قبل الشباب على الرغم من أنه يفضل أن تبقى الدشداشة هي الزي الرسمي لهم، ليرتدوها بشكل يومي لكن هذا صعب في وقتنا الحالي نتيجة التطور السريع في الحياة.